google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
140-160 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 145 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

145 و من خطبة له ع

أَيُّهَا النَّاسُ- إِنَّمَا أَنْتُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا غَرَضٌ تَنْتَضِلُ فِيهِ الْمَنَايَا- مَعَ كُلِّ جَرْعَةٍ شَرَقٌ وَ فِي كُلِّ أَكْلَةٍ غَصَصٌ- لَا تَنَالُونَ مِنْهَا نِعْمَةً إِلَّا بِفِرَاقِ أُخْرَى- وَ لَا يُعَمَّرُ مُعَمَّرٌ مِنْكُمْ يَوْماً مِنْ عُمُرِهِ- إِلَّا بِهَدْمِ آخَرَ مِنْ أَجَلِهِ- وَ لَا تُجَدَّدُ لَهُ زِيَادَةٌ فِي أَكْلِهِ إِلَّا بِنَفَادِ مَا قَبْلَهَا مِنْ رِزْقِهِ- وَ لَا يَحْيَا لَهُ أَثَرٌ إِلَّا مَاتَ لَهُ أَثَرٌ- وَ لَا يَتَجَدَّدُ لَهُ جَدِيدٌ إِلَّا بَعْدَ أَنْ يَخْلَقَ لَهُ جَدِيدٌ- وَ لَا تَقُومُ لَهُ نَابِتَةٌ إِلَّا وَ تَسْقُطُ مِنْهُ مَحْصُودَةٌ- وَ قَدْ مَضَتْ أُصُولٌ نَحْنُ فُرُوعُهَا- فَمَا بَقَاءُ فَرْعٍ بَعْدَ ذَهَابِ أَصْلِهِ الغرض ما ينصب ليرمى و هو الهدف و تنتضل فيه المنايا- تترامى فيه للسبق- و منه الانتضال بالكلام و بالشعر- كأنه يجعل المنايا أشخاصا تتناضل بالسهام- من الناس من يموت قتلا و منهم من يموت غرقا- أو يتردى في بئر أو تسقط عليه حائط- أو يموت على فراشه- .

ثم قال مع كل جرعة شرق- و في كل أكلة غصص بفتح الغين- مصدر قولك غصصت يا فلان بالطعام- و روي غصص جمع غصة و هي الشجا- و هذا مثل قول بعضهم المنحة فيها مقرونة بالمحنة- و النعمة مشفوعة بالنقمة-و قد بالغ بعض الشعراء في الشكوى- فأتى بهذه الألفاظ لكنه أسرف فقال- .

حظي من العيش أكل كله غصص
مر المذاق و شرب كله شرق‏

 و مراد أمير المؤمنين ع بكلامه- أن نعيم الدنيا لا يدوم- فإذا أحسنت أساءت و إذا أنعمت أنقمت- . ثم قال لا ينالون منها نعمة إلا بفراق أخرى- هذا معنى لطيف و ذلك أن الإنسان لا يتهيأ له- أن يجمع بين الملاذ الجسمانية كلها في وقت- فحال ما يكون آكلا لا يكون مجامعا- و حال ما يشرب لا يأكل- و حال ما يركب للقنص و الرياضة- لا يكون جالسا على فراش وثير ممهد- و على هذا القياس لا يأخذ في ضرب من ضروب الملاذ- إلا و هو تارك لغيره منها- .

ثم قال و لا يعمر معمر منكم يوما من عمره- إلا بهدم آخر من أجله- و هذا أيضا لطيف- لأن المسرور ببقائه إلى يوم الأحد- لم يصل إليه إلا بعد أن قضى يوم السبت و قطعه- و يوم السبت من أيام عمره- فإذا قد هدم من عمره يوما- فيكون قد قرب إلى الموت- لأنه قد قطع من المسافة جزءا- .

ثم قال و لا تجدد له زيادة في أكله- إلا بنفاد ما قبلها من رزقه- و هذا صحيح فإن فسرنا الرزق بما وصل إلى البطن- على أحد تفسيرات المتكلمين- فإن الإنسان لا يأكل لقمة- إلا و قد فرغ من اللقمة التي قبلها- فهو إذا لا يتجدد له زيادة في أكله- إلا بنفاد ما قبلها من رزقه- . ثم قال و لا يحيا له أثر إلا مات له أثر- و ذلك أن الإنسان في الأعم الأغلب- لا ينتشر صيته و يشيع فضله إلا عند الشيخوخة- و كذلك لا تعرف أولاده و يصير لهم اسم في الدنيا- إلا بعد كبره و علو سنه- فإذا ما حيي له أثر إلا بعد أن مات له أثر- و هو قوته و نشاطه و شبيبته- و مثله قوله و لا يتجدد له جديد إلا بعد أن يخلق له جديد- .

ثم قال و لا تقوم له نابتة إلا و تسقط منه محصودة- هذه إشارة إلى ذهاب الآباء- عند حدوث أبنائهم في الأعم الأغلب- و لهذا قال و قد مضت أصول نحن فروعها- فما بقاء فرع بعد ذهاب أصله- و قد نظر الشعراء إلى هذا المعنى فقالوا فيه و أكثروا- نحو قول الشاعر-

فإن أنت لم تصدقك نفسك فانتسب
لعلك تهديك القرون الأوائل‏

فإن لم تجد من دون عدنان والدا
و دون معد فلتزعك العواذل‏

و قال الشاعر-

فعددت آبائي إلى عرق الثرى
فدعوتهم فعلمت أن لم يسمعوا

لا بد من تلف مصيب فانتظر
أ بأرض قومك أم بأخرى تصرع‏

– و قد صرح أبو العتاهية بالمعنى فقال-

كل حياة إلى ممات
و كل ذي جدة يحول‏

كيف بقاء الفروع يوما
و قد ذوت قبلها الأصول‏

مِنْهَا- وَ مَا أُحْدِثَتْ بِدْعَةٌ إِلَّا تُرِكَ بِهَا سُنَّةٌ- فَاتَّقُوا الْبِدَعَ وَ الْزَمُوا الْمَهْيَعَ- إِنَّ عَوَازِمَ الْأُمُورِ أَفْضَلُهَا- وَ إِنَّ مُحْدَثَاتِهَا شِرَارُهَاالبدعة كل ما أحدث مما لم يكن على عهد رسول الله ص- فمنها الحسن كصلاة التراويح- و منها القبيح كالمنكرات- التي ظهرت في أواخر الخلافة العثمانية- و إن كانت قد تكلفت الأعذار عنها- . و معنى قوله ع ما أحدثت بدعة إلا ترك بها سنة- أن من السنة ألا تحدث البدعة- فوجود البدعة عدم للسنة لا محالة- . و المهيع الطريق الواضح- من قولهم أرض هيعة أي مبسوطة واسعة- و الميم مفتوحة و هي زائدة- . و عوازم الأمور ما تقادم منها- من قولهم عجوز عوزم أي مسنة- قال الراجز

لقد غدوت خلق الثياب
أحمل عدلين من التراب‏

لعوزم و صبية سغاب‏
فآكل و لاحس و آبي‏

 و يجمع فوعل على فواعل كدورق و هوجل- و يجوز أن يكون عوازم جمع عازمة- و يكون فاعل بمعنى مفعول أي معزوم عليها- أي مقطوع معلوم بيقين صحتها- و مجي‏ء فاعلة بمعنى مفعولة كثير- كقولهم عيشة راضية بمعنى مرضية و الأول أظهر عندي- لأن في مقابلته قوله و إن محدثاتها شرارها- و المحدث في مقابلة القديم

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 9

نمایش بیشتر

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

دکمه بازگشت به بالا
-+=