خطبه ها خطبه شماره 83/3 منهاج ‏الولاية في ‏شرح‏ نهج‏ البلاغة به قلم ملا عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصحیح حبیب الله عظیمی)الخطبة الغرّاء

خطبه 83 صبحی صالح

و من خطبه له ع وَ تَسْمى الغراء وَ هِی الخُطْبَه العَجیبَه 

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَلاَ بِحَوْلِهِ وَ دَنَا بِطَوْلِهِ مَانِحِ کُلِّ غَنِیمَهٍ وَ فَضْلٍ وَ کَاشِفِ کُلِّ عَظِیمَهٍ وَ اءَزْلٍ اءَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ کَرَمِهِ وَ سَوَابِغِ نِعَمِهِ وَ اءُومِنُ بِهِ اءَوَّلاً بَادِیا وَ اءَسْتَهْدِیهِ قَرِیبا هَادِیا وَ اءَسْتَعِینُهُ قَاهِرا قَادِرا وَ اءَتَوَکَّلُ عَلَیْهِ کَافِیا نَاصِرا وَ اءَشْهَدُ اءَنَّ مُحَمَّداعَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ اءَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ اءَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِیمِ نُذُرِهِ.

اءُوصِیکُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِی ضَرَبَ لَکُمُ الْاءَمْثَالَ، وَ وَقَّتَ لَکُمُ الْآجَالَ وَ اءَلْبَسَکُمُ الرِّیَاشَ وَ اءَرْفَغَ لَکُمُ الْمَعَاشَ وَ اءَحَاطَ بِکُمُ الْإِحْصَاءَ وَ اءَرْصَدَ لَکُمُ الْجَزَاءَ وَ آثَرَکُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابِغِ وَ الرِّفَدِ الرَّوَافِغِ وَ اءَنْذَرَکُمْ بِالْحُجَجِ الْبَوَالِغِ فَاءَحْصَاکُمْ عَدَدا وَ وَظَّفَ لَکُمْ مُدَدا فِی قَرَارِ خِبْرَهٍ وَ دَارِ عِبْرَهٍ اءَنْتُمْ مُخْتَبَرُونَ فِیهَا وَ مُحَاسَبُونَ عَلَیْهَا.

فَإِنَّ الدُّنْیَا رَنِقٌ مَشْرَبُهَا رَدِغٌ مَشْرَعُهَا یُونِقُ مَنْظَرُهَا وَ یُوبِقُ مَخْبَرُهَا غُرُورٌ حَائِلٌ وَ ضَوْءٌ آفِلٌ وَ ظِلُّ زَائِلٌ وَ سِنَادٌ مَائِلٌ حَتَّى إِذَا اءَنِسَ نَافِرُهَا وَ اطْمَاءَنَّ نَاکِرُهَا قَمَصَتْ بِاءَرْجُلِهَا وَ قَنَصَتْ بِاءَحْبُلِهَا وَ اءَقْصَدَتْ بِاءَسْهُمِهَا وَ اءَعْلَقَتِ الْمَرْءَ اءَوْهَاقَ الْمَنِیَّهِ قَائِدَهً لَهُ إِلَى ضَنْکِ الْمَضْجَعِ وَ وَحْشَهِ الْمَرْجِعِ وَ مُعَایَنَهِ الْمَحَلِّ وَ ثَوَابِ الْعَمَلِ، وَ کَذَلِکَ الْخَلَفُ یِعَقْبِ السَّلَفِ.
لاَ تُقْلِعُ الْمَنِیَّهُ اخْتِرَاما وَ لاَ یَرْعَوِی الْبَاقُونَ اجْتِرَاما یَحْتَذُونَ مِثَالاً وَ یَمْضُونَ اءَرْسَالاً إِلَى غَایَهِ الاِنْتِهَاءِ وَ صَیُّورِ الْفَنَاءِ حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْاءُمُورُ وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَ اءَزِفَ النُّشُورُ اءَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ وَ اءَوْکَارِ الطُّیُورِ وَ اءَوْجِرَهِ السِّبَاعِ وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِکِ سِرَاعا إِلَى اءَمْرِهِ مُهْطِعِینَ إِلَى مَعَادِهِ رَعِیلاً صُمُوتا قِیَاما صُفُوفا یَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَ یُسْمِعُهُمُ الدَّاعِی عَلَیْهِمْ لَبُوسُ الاِسْتِکَانَهِ وَ ضَرَعُ الاِسْتِسْلاَمِ وَ الذِّلَّهِ قَدْ ضَلَّتِ الْحِیَلُ وَ انْقَطَعَ الْاءَمَلُ وَ هَوَتِ الْاءَفْئِدَهُ کَاظِمَهً وَ خَشَعَتِ الْاءَصْوَاتُ مُهَیْنِمَهً وَ اءَلْجَمَ الْعَرَقُ وَ عَظُمَ الشَّفَقُ وَ اءُرْعِدَتِ الْاءَسْمَاعُ لِزَبْرَهِ الدَّاعِی إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مُقَایَضَهِ الْجَزَاءِ وَ نَکَالِ الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابِ.

عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَارا وَ مَرْبُوبُونَ اقْتِسَارا وَ مَقْبُوضُونَ احْتِضَارا وَ مُضَمَّنُونَ اءَجْدَاثا وَ کَائِنُونَ رُفَاتا وَ مَبْعُوثُونَ اءَفْرَادا وَ مَدِینُونَ جَزَاءً وَ مُمَیَّزُونَ حِسَابا قَدْ اءُمْهِلُوا فِی طَلَبِ الْمَخْرَجِ وَ هُدُوا سَبِیلَ الْمَنْهَجِ وَ عُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ وَ کُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّیَبِ وَ خُلُّوا لِمِضْمَارِ الْجِیَادِ وَ رَوِیَّهِ الاِرْتِیَادِ وَ اءَنَاهِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ فِی مُدَّهِ الْاءَجَلِ وَ مُضْطَرَبِ الْمَهَلِ.
فَیَالَهَا اءَمْثَالاً صَائِبَهً وَ مَوَاعِظَ شَافِیَهً لَوْ صَادَفَتْ قُلُوبا زَاکِیَهً وَ اءَسْمَاعا وَاعِیَهً وَ آرَاءً عَازِمَهً وَ اءَلْبَابا حَازِمَهً فَاتَّقُوا اللَّهَ تَقِیَّهَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ وَ اقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ وَ وَجِلَ فَعَمِلَ وَ حَاذَرَ فَبَادَرَ وَ اءَیْقَنَ فَاءَحْسَنَ وَ عُبِّرَ فَاعْتَبَرَ وَ حُذِّرَ فَحَذِرَ وَ زُجِرَ فَازْدَجَرَ وَ اءَجَابَ فَاءَنَابَ وَ رَاجَعَ فَتَابَ، وَ اقْتَدَى فَاحْتَذَى وَ اءُرِیَ فَرَاءَى فَاءَسْرَعَ طَالِبا وَ نَجَا هَارِبا فَاءَفَادَ ذَخِیرَهً وَ اءَطَابَ سَرِیرَهً وَ عَمَرَ مَعَادا وَ اسْتَظْهَرَ زَادا لِیَوْمِ رَحِیلِهِ وَ وَجْهِ سَبِیلِهِ وَ حَالِ حَاجَتِهِ وَ مَوْطِنِ فَاقَتِهِ وَ قَدَّمَ اءَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ جِهَهَ مَا خَلَقَکُمْ لَهُ وَ احْذَرُوا مِنْهُ کُنْهَ مَا حَذَّرَکُمْ مِنْ نَفْسِهِ وَ اسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا اءَعَدَّ لَکُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِیعَادِهِ وَ الْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ.

مِنْهَا:

جَعَلَ لَکُمْ اءَسْمَاعا لِتَعِیَ مَا عَنَاهَا وَ اءَبْصَارا لِتَجْلُوَ عَنْ عَشَاهَا وَ اءَشْلاَءً جَامِعَهً لِاءَعْضَائِهَا مُلاَئِمَهً لِاءَحْنَائِهَا فِی تَرْکِیبِ صُوَرِهَا وَ مُدَدِ عُمُرِهَا بِاءَبْدَانٍ قَائِمَهٍ بِاءَرْفَاقِهَا وَ قُلُوبٍ رَائِدَهٍ لِاءَرْزَاقِهَا فِی مُجَلِّلاَتِ نِعَمِهِ وَ مُوجِبَاتِ مِنَنِهِ وَ حَوَاجِزِ عَافِیَتِهِ وَ قَدَّرَ لَکُمْ اءَعْمَارا سَتَرَهَا عَنْکُمْ وَ خَلَّفَ لَکُمْ عِبَرا مِنْ آثَارِ الْمَاضِینَ قَبْلَکُمْ مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلاَقِهِمْ وَ مُسْتَفْسَحِ خَنَاقِهِمْ.

اءَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَایَا دُونَ الْآمَالِ وَ شَذَّبَهُمْ عَنْهَا تَخَرُّمُ الْآجَالِ لَمْ یَمْهَدُوا فِی سَلاَمَهِ الْاءَبْدَانِ وَ لَمْ یَعْتَبِرُوا فِی اءُنُفِ الْاءَوَانِ فَهَلْ یَنْتَظِرُ اءَهْلُ بَضَاضَهِ الشَّبَابِ إِلا حَوَانِیَ الْهَرَمِ وَ اءَهْلُ غَضَارَهِ الصِّحَّهِ إِلا نَوَازِلَ السَّقَمِ وَ اءَهْلُ مُدَّهِ الْبَقَاءِ إِلا آوِنَهَ الْفَنَاءِ مَعَ قُرْبِ الزِّیَالِ وَ اءُزُوفِ الاِنْتِقَالِ وَ عَلَزِ الْقَلَقِ وَ اءَلَمِ الْمَضَضِ وَ غُصَصِ الْجَرَضِ وَ تَلَفُّتِ الاِسْتِغَاثَهِ بِنُصْرَهِ الْحَفَدَهِ وَ الْاءَقْرِبَاءِ وَ الْاءَعِزَّهِ وَ الْقُرَنَاءِ فَهَلْ دَفَعَتِ الْاءَقَارِبُ اءَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ وَ قَدْ غُودِرَ فِی مَحَلَّهِ الْاءَمْوَاتِ رَهِینا وَ فِی ضِیقِ الْمَضْجَعِ وَحِیدا قَدْ هَتَکَتِ الْهَوَامُّ جِلْدَتَهُ وَ اءَبْلَتِ النَّوَاهِکُ جِدَّتَهُ وَ عَفَتِ الْعَوَاصِفُ آثَارَهُ وَ مَحَا الْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ وَ صَارَتِ الْاءَجْسَادُ شَحِبَهً بَعْدَ بَضَّتِهَا وَ الْعِظَامُ نَخِرَهً بَعْدَ قُوَّتِهَا وَ الْاءَرْوَاحُ مُرْتَهَنَهً بِثِقَلِ اءَعْبَائِهَا مُوقِنَهً بِغَیْبِ اءَنْبَائِهَا لاَ تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا وَ لاَ تُسْتَعْتَبُ مِنْ سَیِّئِ زَلَلِهَا.

اءَوَلَسْتُمْ اءَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَ الْآبَاءَ وَ إِخْوَانَهُمْ وَ الْاءَقْرِبَاءَ تَحْتَذُونَ اءَمْثِلَتَهُمْ وَ تَرْکَبُونَ قِدَّتَهُمْ وَ تَطَئُونَ جَادَّتَهُمْ فَالْقُلُوبُ قَاسِیَهٌ عَنْ حَظِّهَا لاَهِیَهٌ عَنْ رُشْدِهَا سَالِکَهٌ فِی غَیْرِ مِضْمَارِهَا کَاءَنَّ الْمَعْنِیَّ سِوَاهَا وَ کَاءَنَّ الرُّشْدَ فِی إِحْرَازِ دُنْیَاهَا.
وَ اعْلَمُوا اءَنَّ مَجَازَکُمْ عَلَى الصِّرَاطِ وَ مَزَالِقِ دَحْضِهِ وَ اءَهَاوِیلِ زَلَلِهِ وَ تَارَاتِ اءَهْوَالِهِ.

فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ تَقِیَّهَ ذِی لُبِّ شَغَلَ التَّفَکُّرُ قَلْبَهُ وَ اءَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ وَ اءَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ وَ اءَظْمَاءَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ یَوْمِهِ وَ ظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ وَ اءَوْجَفَ الذِّکْرُ بِلِسَانِهِ وَ قَدَّمَ الْخَوْفَ لِاءَمَانِهِ وَ تَنَکَّبَ الْمَخَالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبِیلِ وَ سَلَکَ اءَقْصَدَ الْمَسَالِکِ إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ وَ لَمْ تَفْتِلْهُ فَاتِلاَتُ الْغُرُورِ وَ لَمْ تَعْمَ عَلَیْهِ مُشْتَبِهَاتُ الْاءُمُورِ. ظَافِرا بِفَرْحَهِ الْبُشْرَى وَ رَاحَهِ النُّعْمَى فِی اءَنْعَمِ نَوْمِهِ وَ آمَنِ یَوْمِهِ وَ قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَهِ حَمِیدا وَ قَدَّمَ زَادَ الْآجِلَهِ سَعِیدا وَ بَادَرَ مِنْ وَجَلٍ وَ اءَکْمَشَ فِی مَهَلٍ وَ رَغِبَ فِی طَلَبٍ وَ ذَهَبَ عَنْ هَرَبٍ وَ رَاقَبَ فِی یَوْمِهِ غَدَهُ وَ نَظَرَ قُدُما اءَمَامَهُ فَکَفَى بِالْجَنَّهِ ثَوَابا وَ نَوَالاً وَ کَفَى بِالنَّارِ عِقَابا وَ وَبَالاً وَ کَفَى بِاللَّهِ مُنْتَقِما وَ نَصِیرا وَ کَفَى بِالْکِتَابِ حَجِیجا وَ خَصِیما.
اءُوصِیکُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِی اءَعْذَرَ بِمَا اءَنْذَرَ وَ احْتَجَّ بِمَا نَهَجَ وَ حَذَّرَکُمْ عَدُوّا نَفَذَ فِی الصُّدُورِ خَفِیّا وَ نَفَثَ فِی الْآذَانِ نَجِیّا فَاءَضَلَّ وَ اءَرْدَى وَ وَعَدَ فَمَنَّى وَ زَیَّنَ سَیِّئَاتِ الْجَرَائِمِ.
وَ هَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِینَتَهُ وَ اسْتَغْلَقَ رَهِینَتَهُ اءَنْکَرَ مَا زَیَّنَ وَ اسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ وَ حَذَّرَ مَا اءَمَّنَ.

مِنْهَا فِی صِفَهِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ:

اءَمْ هَذَا الَّذِی اءَنْشَاءَهُ فِی ظُلُمَاتِ الْاءَرْحَامِ وَ شُغُفِ الْاءَسْتَارِ نُطْفَهً دِهَاقا وَ عَلَقَهً مِحَاقا وَ جَنِینا وَ رَاضِعا وَ وَلِیدا وَ یَافِعا ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْبا حَافِظا وَ لِسَانا لاَفِظا وَ بَصَرا لاَحِظا لِیَفْهَمَ مُعْتَبِرا وَ یُقَصِّرَ مُزْدَجِرا حَتَّى إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ وَ اسْتَوَى مِثَالُهُ نَفَرَ مُسْتَکْبِرا وَ خَبَطَ سَادِرا.

مَاتِحا فِی غَرْبِ هَوَاهُ کَادِحا سَعْیا لِدُنْیَاهُ فِی لَذَّاتِ طَرَبِهِ وَ بَدَوَاتِ اءَرَبِهِ ثُمَّ لاَ یَحْتَسِبُ رَزِیَّهً وَ لاَ یَخْشَعُ تَقِیَّهً فَمَاتَ فِی فِتْنَتِهِ غَرِیرا وَ عَاشَ فِی هَفْوَتِهِ یَسِیرا لَمْ یُفِدْ عِوَضا وَ لَمْ یَقْضِ مُفْتَرَضا دَهِمَتْهُ فَجَعَاتُ الْمَنِیَّهِ فِی غُبَّرِ جِمَاحِهِ وَ سَنَنِ مِرَاحِهِ فَظَلَّ سَادِرا وَ بَاتَ سَاهِرا فِی غَمَرَاتِ الْآلاَمِ وَ طَوَارِقِ الْاءَوْجَاعِ وَ الْاءَسْقَامِ بَیْنَ اءَخٍ شَقِیقٍ وَ وَالِدٍ شَفِیقٍ وَ دَاعِیَهٍ بِالْوَیْلِ جَزَعا وَ لاَدِمَهٍ لِلصَّدْرِ قَلَقا وَ الْمَرْءُ فِی سَکْرَهٍ مُلْهِثَهٍ وَ غَمْرَهٍ کَارِثَهٍ وَ اءَنَّهٍ مُوجِعَهٍ وَ جَذْبَهٍ مُکْرِبَهٍ وَ سَوْقَهٍ مُتْعِبَهٍ ثُمَّ اءُدْرِجَ فِی اءَکْفَانِهِ مُبْلِسا وَ جُذِبَ مُنْقَادا سَلِسا ثُمَّ اءُلْقِیَ عَلَى الْاءَعْوَادِ رَجِیعَ وَصَبٍ وَ نِضْوَ سَقَمٍ تَحْمِلُهُ حَفَدَهُ الْوِلْدَانِ وَ حَشَدَهُ الْإِخْوَانِ إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ وَ مُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ وَ مُفْرَدِ وَحْشَتِهِ حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ الْمُشَیِّعُ وَ رَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ اءُقْعِدَ فِی حُفْرَتِهِ نَجِیّا لِبَهْتَهِ السُّؤَالِ وَ عَثْرَهِ الاِمْتِحَانِ وَ اءَعْظَمُ مَا هُنَالِکَ بَلِیَّهً نُزُولُ الْحَمِیمِ وَ تَصْلِیَهُ الْجَحِیمِ وَ فَوْرَاتُ السَّعِیرِ وَ سَوْرَاتُ الزَّفِیرِ لاَ فَتْرَهٌ مُرِیحَهٌ وَ لاَ دَعَهٌ مُزِیحَهٌ وَ لاَ قُوَّهٌ حَاجِزَهٌ وَ لاَ مَوْتَهٌ نَاجِزَهٌ وَ لاَ سِنَهٌ مُسَلِّیَهٌ بَیْنَ اءَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ وَ عَذَابِ السَّاعَاتِ إِنَّا بِاللَّهِ عَائِذُونَ.

عِبَادَ اللَّهِ اءَیْنَ الَّذِینَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا وَ عُلِّمُوا فَفَهِمُوا وَ اءُنْظِرُوا فَلَهَوْا وَ سُلِّمُوا فَنَسُوا اءُمْهِلُوا طَوِیلاً وَ مُنِحُوا جَمِیلاً وَ حُذِّرُوا اءَلِیما وَ وُعِدُوا جَسِیما احْذَرُوا الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَهَ وَ الْعُیُوبَ الْمُسْخِطَهَ.

اءُولِی الْاءَبْصَارِ وَ الْاءَسْمَاعِ وَ الْعَافِیَهِ وَ الْمَتَاعِ هَلْ مِنْ مَنَاصٍ اءَوْ خَلاَصٍ اءَوْ مَعَاذٍ اءَوْ مَلاَذٍ اءَوْ فِرَارٍ اءَوْ مَحَارٍ اءَمْ لاَ فَاءَنّ ى تُؤْفَکُونَ اءَمْ اءَیْنَ تُصْرَفُونَ اءَمْ بِمَا ذَا تَغْتَرُّونَ وَ إِنَّمَا حَظُّ اءَحَدِکُمْ مِنَ الْاءَرْضِ ذَاتِ الطُّوْلِ وَ الْعَرْضِ قِیدُ قَدِّهِ مُتَعَفِّرا عَلَى خَدِّهِ الْآنَ عِبَادَ اللَّهِ وَ الْخِنَاقُ مُهْمَلٌ وَ الرُّوحُ مُرْسَلٌ فِی فَیْنَهِ الْإِرْشَادِ وَ رَاحَهِ الْاءَجْسَادِ وَ بَاحَهِ الاِحْتِشَادِ وَ مَهَلِ الْبَقِیَّهِ وَ اءُنُفِ الْمَشِیَّهِ وَ إِنْظَارِ التَّوْبَهِ وَ انْفِسَاحِ الْحَوْبَهِ قَبْلَ الضَّنْکِ وَ الْمَضِیقِ وَ الرَّوْعِ وَ الزُّهُوقِ وَ قَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ الْمُنْتَظَرِ وَ إِخْذَهِ الْعَزِیزِ الْمُقْتَدِرِ.

الباب الحادى عشر فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

من کتاب منهاج الولایه فی نهج البلاغه فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار

خطبه 83

خاتمة المقال در توضيح و تتميم كلام در بيان نسبت ميان روح منفوخ الهى و بدن منفوخ فيه انسانى به عون و تأييد ربّانى

اعلم-  أيّدك اللّه بروح منه-  كه آدمى را ظاهرى است و باطنى، و ملكى و ملكوتى. ظاهر آدمى مركّب است از نفس و بدن. نفس در اصطلاح قوم عبارت از بخارى لطيف است كه حامل قوّه حيات و حسّ و حركت ارادى است، و منشأ آن دل است، و حكيم آن را روح حيوانى خواند. و بدن غلاف آن روح است، و مورد آثار و محلّ مشاعر و حواسّ او، و اين هر دو از عالم ملك است و مركّب از طبايع اربع.

امّا باطن او روح انسانى كه بسيط است و از عالم امر است، همچنان چه روح حيوانى مركّب است و از عالم خلق: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ.

عالم امر عبارت از عالمى است كه مقدار و كميّت و كيفيت و مساحت نپذيرد، بر ضدّ عالم خلق كما قالوا: «الخلق في الأشباح و الأمر في الأرواح»، و اسم امر بر عالم ارواح از آن حيثيت است كه به اشاره «كن» ظاهر شده بى‏واسطه مادّه و مدّت، و اگر چه عالم خلق هم به قول «كن» موجود شده امّا به واسطه موادّ و امتداد ايّام: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ، و قوله تعالى: وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ«» يعنى از منشأ كاف و نون خطاب «كن» برخاسته، به بديع فطرت بى‏مادّه و هيولى.

چه حيات از «هو الحىّ» يافته بى ‏واسطه، و قائم به صفت قيّومى گشته بى ‏سببى حادث.

قال في الفتوحات«»: «فإن قلت: و ما عالم الخلق و الأمر، و اللّه يقول: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ«» قلنا: عالم الأمر ما وجد عن اللّه، لا عند سبب حادث، و عالم الخلق ما أوجده اللّه عند سبب حادث.» و قال في موضوع آخر: «عالم الأمر كلّ موجود لا يكون عند سبب كونى يتقدّمه، و لكلّ موجود مشرب، و هو الوجه الخاصّ الذى لكلّ موجود عن سبب و عن غير سبب».و همچنان چه حسّ و حيات بدن از روح حيوانى است، حسّ و حيات روح حيوانى از روح انسانى ربّانى است.

قاسم:

حيات تن ز جان آمد، حيات جان ز جان جان
زهى حكمت زهى قدرت، زهى معجز زهى برهان‏

قال الشيخ ابو محمّد روزبهان-  قدّس روحه العزيز- : «الروح أمر ربّانى قدسىّ جنانىّ، خلق من حياة أبدية، ربّاه اللّه-  تعالى-  في ظلّ جلاله، و ضوء بهائه، و عكس صفاته، لا يدخل تحت سكراة الموت. و ما ذكره اللّه-  تعالى-  انّ النفس تذوق الموت، فهى النفس الحيوانية البشرية المركّبة من الطبائع.» و قال في الباب الثاني من الفتوحات: «الحياة الأزلية ذاتية للحىّ، لا يصحّ لها انقضاء. الا ترى الارواح لمّا كانت حياتها ذاتية لها، لم يصحّ فيها موت البتّة. و لمّا كانت الحياة في الأجسام بالعرض، قام بها الموت و الفناء. فإنّ حياة الجسم الظاهرة من آثار حياة الروح، كنور الشمس الذى في الأرض من الشمس، فإذا مضت، تبعها نورها و بقيت الأرض مظلمة. كذلك الروح إذا رحل عن الجسم إلى عالمه الذى جاء منه، تبعثه الحياة المنتشرة منه في الجسم الحىّ، و بقى الجسم في صورة الجماد في رأى العين. فيقال: مات فلان، و تقول الحقيقة: ترجع إلى أصله: مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى. كما رجع ايضا الروح إلى أصله حتّى يوم البعث و النشور، يكون من الروح تجلّى الجسم بطريق العشق، فتلتئم أجزاؤه، و تتركّب أعضاؤه بحياة لطيفة جدّا، تحرّك الأعضاء للتأليف، اكتسبته من التفات الروح.

فإذا استوت البنية، و قامت النشأة الترابية، تجلّى له الروح «بالرقيقة الإسرافيلية» في «الصور المحيط»، تسرى الحياة في أعضائه، فيقوم شخصا سويّا، كما كان في أوّل مرّة: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ، وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها،كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ، فإمّا شقى أو سعيد.» و قال في الباب السادس و الأربعين و ثلاثمائة: «لمّا سوّى اللّه جسم العالم، و هو الجسم الكلّ الصورى في جوهر الهباء المعقول، قبل فيض الروح الإلهى الذى لم يزل منتشرا غير معيّن. إذ لم يكن ثمّة من يعيّنه، فحيّى جسم العالم به. فكما تضمن جسم العالم شخصياته،«» كذلك ضمّن روحه شخصياته: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ.

عطّار فرمايد:

في الحقيقة هر چه پيدا و نهان است
جمله آثار جهان افروز جان است

‏اصل جان نور مجرّد دان و بس‏
يعنى آن نور محمّد دان و بس‏

روح كلّى محمّدى است- عليه الصلاة و السلام و التحيّة- كه در بدن جسم كلّ منفوخ شده، و تمام اجسام علويه و سفليه از سماوات و ارضين و عرش و كرسى زنده به آن نفخه‏اند.

عطّار:

الا اى مشك جان، بگشاى نافه
كه هستى نايب دار الخلافه‏تو

اى روح، امر ربّانى تو دارى‏
سرير ملك روحانى تو دارى‏

تو همچون آفتابى گر بتابى
كند هر ذرّه‏اى صد آفتابى

‏چو نور آفتابت در مزيد است‏
ز ذرّاتت يكى عرش مجيد است‏

بدان كه سير انسان در اين مراتب و مواطن نورانى و ظلمانى اگر چه در واقع سبب كمال اوست، و ترفّع شأن او به حسب مآل او، امّا بالفعل موجب احتجاب روح است به حجب نورانى و ظلمانى. قال-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ للّه سبعين‏ ألف حجاب من نور و ظلمة». پس روح قدسى-  كه چندين هزار سال در خلوت خاصّ بى ‏واسطه شرف قربت يافته بود و انس با حقّ گرفته بود-  از اعلى علّيين قربت و وصلت و لطافت روحانيت به اسفل سافلين طبيعت افتاد. قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ كه آن فطرت اصليه روحيه فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ است. ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ كه آن مرتبه تنزّل روح است به حضيض نفس سفلى و طبع بشرى. پس بالضروره حجاب بشريه مسدول مى ‏گردد، و به محسوسات عالم محتجب مى ‏شود از مشهودات عالم غيب، و دو حالت متناقض در او پيدا مى‏شود. زيرا كه مقتضى فطرت اصليه روحيه الهيه، اخلاق و نعوت محموده است، و مقتضى حيلت نفس و طبيعت، ملكات و صفات مذمومه.

مولانا:

اهبطوا افکند جان را در بدن
تا به گل پنهان بود درّ عدن‏

جان پى کیفى شده محبوس کیف‏
آفتابى حبس عقده اینت حیف‏

زیر و بالا پیش و پس وصف تن است
بى‏جهتها ذات جان روشن است‏

پس بزرگان این نگفتند از گزاف‏
جسم پاکان عین جان افتاد صاف‏

گفتشان و نقلشان و نقششان
جمله جان مطلق آمد بى‏نشان‏

اقتضاى جان چو اى دل آگهى است‏
هر که آگه‏تر بود جانش قوى است‏

خود جهان جان سراسر آگهى است
هر که آگه نیست او از جان تهى است‏

‏بنا بر اين تناقض اقتضائين در آدمى دو حالت نقيض يكديگر پيدا مى ‏شود. يكى از اقتضاى فطرت اصليه روحيه، و يكى از تقاضاى حيلت نفسيه طبيعيه، و از تعانق و اجتماع امرين متناقضين، انسان صاحب حالتى متوسّطه ميانه روحانيت و نفسانيت مى ‏گردد كه برزخ است ميانه روح و نفس مسمّى به قلب، لتقلّبه بين احكام‏ الروح و النفس، و آن نفس ناطقه است كه تحقّق انسانيت به اوست.

عطّار:

جان، بلندى داشت، تن پستى خاک
مجتمع شد خاک پست و جان پاک‏

چون بلند و پست با هم یار شد
آدمى اعجوبه اسرار شد

زيرا كه به اين اجتماع حالتى كه حدّ فاصل است ميانه وحدت روحى و كثرت نفسى، و ميانه اجمال علوم كلّيه روحيه و تفصيل علوم جزئيه نفسيه، و ميانه لوازم و احكام تجرّد و تجسّم در او پيدا مى‏شود، و حامل اين برزخيت كه آدمى به اعجوبه اسرار است دل اوست، كه حكما آن را «نفس ناطقه» مى‏ گويند، و حكماى يثربى آن را «لطيفه انسانيه» مى‏ خوانند، و حكمت در تنزّل روح از موطن لطافت و صفاى روحى به موطن كثافت و ظلمت طبيعت، جهت تحصيل اين مرتبه قلبيّه است.

ما از هواى گنبد عالى حصار چرخ
در خانه‏ هاى گل بى‏ جان و دل آمديم‏

همچنان چه در كلام صدر المحقّقين گذشت كه «لولا المزاج المتحصّل من الأركان الأربعة، لم يظهر تعيّن الروح الإنساني، و لما أمكنه الجمع بين العلم بالكلّيات و الجزئيات الذى به توسّل إلى التحقيق بالمرتبة البرزخية المحيطة بأحكام الوجوب و الإمكان، و الظهور بصورة الحضرة و العالم تماما.» و قال-  رضى اللّه عنه-  في كتاب النفحات:«» «فالسير و السلوك و التوجّه بالرياضة و المجاهدة، و العلم و العمل المحقّقين المتأصّلين باصول الشرائع، و التصريفات الربّانية، يثمر بعناية اللّه و مشيّته انصباغ القوى المزاجية، بوصف الروح الحيوانى، في الجمع بين خاصية البساطة و التجريد، و بين التصرّفات المختلفة، بالقوى المتعدّدة في فنون الأفعال و التصريفات الظاهرة في بدن الإنسان، بالقوى و الآلات.

و الروح الحيوانى، كماله الأوّل انصباغه بأوصاف النفس الناطقة، و النفس الناطقة الجزئية، كمالها الأوّل تحقّقها بوصف خازن الفلك الأوّل، المسمّى في‏ الشرائع بإسماعيل، و عند أهل النظر بالفعّال. و كمالها المتوسّط ظهورها و تحقّقها بوصف النفس الكلّية، و اكتسابها أحكامها على وجه يوجب لها التعدّى منها إلى المرتبة العقلية و الروح الكلّى، ثمّ الإتّصال بجناب الحقّ، و الإستهلاك فيه بغلبة حكم الحقّية على الخلقية، و زوال الخواصّ الإمكانية و التقييدية بأحكام الوجوب، و بقهر حكم الحقّ الواحد القهّار كلّ حكم و وصف كان يضاف إلى سواه، و هذا القهر يرد على كلّ ما امتاز من مطلق الغيب الكلّى الربّانى، و تلبّس بواسطة الأحوال الإيجادية، بأحكام الإمكان و التقييدات الكونية المتحصّلة من الشروط و الوسائط.

فيستهلك الجزء في كلّه، و يعود الفرع إلى أصله، مستصحبا خواصّ ما مرّ عليه، و استقرّ فيه مدّة، و وصل إليه. كماء الورد كان أصله ماء، فسرى في مراتب التركيب و الموادّ، و اكتسب بسرايته ما صحبه بعد مفارقة التركيب، من طعم و رائحة و خواصّ آخر، و لا يقدح شي‏ء منها في وحدته و بساطته.» في كتاب اصطلاحات القوم: «اللطيفة الإنسانية، هى النفس الناطقة المسمّاة عندهم بالقلب. و هى في الحقيقة تنزيل للروح إلى رتبة قرينة من النفس، مناسبة لها بوجه، و مناسبة للروح بوجه. و يسمّى الوجه الأوّل الصدر، و الثاني الفؤاد.» چون قلب انسانى صاحب وجهين است، رويى به روح ربّانى دارد و از او استفاضه مى ‏كند، و رويى به روح حيوانى دارد، جهت افاضه حيات و شعور، جميع حواسّ خمس ظاهر و باطن و ساير كمالات بدنى اوست.

مولانا:

جسم از جان روز افزون مى ‏شود
چون رود جان، جسم بین چون مى ‏شود

حدّ جسمت یک دو گز خود بیش نیست‏
جان تو تا آسمان جولان که نیست‏

تا به بغداد و سمرقند اى همام
روح را اندر تصوّر نیم گام‏

دو درم سنگ است پیه چشمتان‏
نور روحش تا عنان آسمان‏

نور بى این چشم مى‏بیند به خواب
چشم بى این نور چبود جز خراب‏

جان ز ریش و سبلت تن فارغ است‏
لیک تن بى‏جان بود مردار و پست‏

باز نامه روح حیوانى است این
پیشتر رو روح انسانى ببین‏

بگذر از انسان هم و از قال و قیل‏
تا لب دریاى جان جبرئیل‏

بعد از آنت جان احمد لب گزد
جبرئیل از بیم تو واپس خزد

گوید ار آیم به قدر یک کمان‏
من به سوى تو بسوزم در زمان

و در عرائس است في تفسير قوله تعالى: مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى‏«» كه «اشاره در آن به اجسام و هياكل است، از براى آنكه ارواح از عالم ملكوت است، و اگر نه آنكه مستور داشتى حقّ تعالى آن را به ستور قوالب ترابيّه، هر آينه پر شدى اكوان و حدثان از روحى واحد، و محترق شدى جميع آن از نور او، و بدرستى كه خداى تعالى ريخته است از اكسير ارض از براى ارواح، سنابك«» اشباح از براى معادن افراح، و تربيت مى‏ كند اين اشباح را به نظام تجلّيات جماليه و جلاليه بقوله تعالى: وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها. پس چون تمام شد تربيت آن اشباح از نور فعل حقّ تعالى، باز مى‏گردد هياكل و ارواح بر نعوت روحانيه، و مقاومت نمى‏تواند كرد ارض حمل او را، و موضع او عالم غيب است.

نعم التراب يا عاقل، هو معادن نور الفعل و مصدر خاصية القبضة الجبروتية. ما أشرف هذه الطينة حيث تخمّرت بقبضة الأزل و الأبد. كان معدننا«» معادن تلك الصفات، و رجوعنا من الصفات إلى عالم الذات. أ لا ترى كيف قال سبحانه في أصل خلقتنا: قالَ يا، فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ«». فصدرنا من الصفة لرؤية الذات، و صدرنا من الذات للعلم بالصفات. انظر كيف قال لحبيبه-  عليه الصلاة و السلام- : إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى‏ مَعادٍ.» امّا چون مركّب است اين روح حيوانى از اركان اربعه عالم سفلى، عناصر ميل‏ او به سفل است و كثافت، و بعد از حقّ تعالى، و رغبت و حرص در دنياويّات، و شهوت و غضب و غير ذلك كه از لوازم و نتايج اركان عالم طبيعت است، چنان كه ساير حيوانات.

عطّار:

در ميان چار خصم مختلف
كى توانى شد به وحدت متّصف‏

گرميت در خشم و شهوت مى‏كشد
خشكيت در كبر و نخوت مى‏كشد

سرديت افسرده دارد بر دوام
وز ترى رعنائيت آيد مدام‏

صاحب بحر الحقائق آورده است كه نفس را دو صفت است ذاتى كه از مادر آورده-  يعنى از عناصر اربعه-  و باقى صفات ذميمه از اين دو اصل تولّد كند، و آن هوا و غضب است، هوا ميل و قصد باشد به سوى سفل كه از خاصيت آب و خاك است، و غصب ترفّع و تكبّر و تغلّب و آن صفت باد و آتش است، و خمير مايه دوزخ اين صفت است، و بالضروره اين دو صفت در نفس مى ‏بايد تا به صفت هوا جذب منافع خويش كند، و به صفت غضب دفع مضرّات از خود نمايد، تا در عالم كون و فساد و جود او باقى ماند و پرورش يابد. امّا اين دو صفت را به حدّ اعتدال نگه مى ‏بايد داشت به ميزان شريعت در كلّ حال، تا هم نفس و بدن به سلامت ماند و هم عقل و ايمان در ترقى باشد.

عطّار:

همچنان كز چار خصم مختلف
شد تنت هم معتدل هم متّصف

‏جانت را عشقى ببايد گرم گرم‏
ذكر را رطب اللّسانى نرم نرم‏

زهد خشك بايد و تقواى دين
آه سردت بايد از برد اليقين

‏تا چو گرم و سرد و خشك و تر بود
اعتدال جانت نيكوتر بود

قال في الباب الثامن و الأربعين من الفتوحات«»: «اعلم أنّ لطيفة الإنسان المدبّرة جسده، لمّا كان لها وجه إلى النور المحض الذى هو أبوها، و وجه إلى الطبيعة-  و هى الظلمة المحضة-  التي هى امّها، كانت النفس الناطقة وسطا بين النور و الظلمة، و سبب توسّطها في المكانة لكونها مدبّرة، كالنفس الكلّية التي بين العقل و الهيولى الكلّ، و هو جوهر مظلم، و العقل نور خالص. فكانت هذه النفس الناطقة كالبرزخ بين النور و الظلمة، تعطى كلّ ذى حقّ حقّه. فمتى غلب أحد الطرفين كانت لما غلب عليها. و إن لم يكن لها ميل إلى أحد الجانبين، تلقّت الامور على اعتدال، و أنصفت و حكمت بالحقّ.»

دوانى:

آدميزاده طرفه معجونى است
كز فرشته سرشته وز حيوان‏

گر كند ميل اين شود كم از اين‏
ور كند ميل آن شود به از آن‏

قال-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ اللّه تعالى خلق الملائكة و ركّب فيهم العقل، و خلق البهائم و ركّب فيها الشّهوة، و خلق بنى آدم و ركّب فيهم العقل و الشّهوة. فمن غلب عقله شهوته فهو أعلى من الملائكة، و من غلب شهوته عقله فهو أدنى من البهائم». يعنى بدرستى كه خداى تعالى ملائكه آفريد و ايشان را عقل داد، و بهايم آفريد و در ايشان شهوت نهاد، و بنى آدم آفريد و تركيب كرد در ايشان عقل و شهوت هر دو، و لهذا آدمى صاحب مجاهده است و قابل ترقّى و تنزّل، به خلاف ملائك و بهائم.

مولانا:

آن دو قوم آسوده از جنگ و حراب
وین بشر با دو مخالف در عذاب‏

مجنون:

هوى ناقتى خلفى و قدامى الهوى
و إنّى و إیّاها لمختلفان‏

مولانا:

جان ز هجر عرش اندر فاقه‏اى
تن ز عشق خاربن«» چون ناقه‏اى‏

جان گشاید سوى بالا بالها
در زند تن در زمین چنگالها

هر سعادتمندى که در این کشاکش، عاقبه الامر مقتضى عقل او بر هواى نفس او غالب شد، پس او اعلاست از ملائکه

مولانا:

مرد، اوّل بسته خواب و خور است
آخر الامر از ملائک برتر است‏

آتشى کاوّل ز آهن مى‏جهد
او قدم پس سست بیرون مى‏نهد

دایه‏اش پنبه است اوّل لیک اخیر
مى‏ رساند شعله ‏ها را بر اثیر

در پناه پنبه و کبریتها
شعله و نورش برآید برسها

چون نشئات متخالفة الاقتضاءات در ملك مفقود است، صاحب مجاهده نيستند، و عبادت ايشان مقتضى طبيعت ايشان است، و علم و معرفت و جميع كمالات ايشان قابل ترقّى و تنزّل و اختلاف در احوال نيست. به خلاف انسان كه به واسطه جمعيت او نشئات متخالفه را، گاه عالم است و گاه جاهل، گاه عابد است و گاه ذاهل.

قال في الفتوحات:«» «فالإنسان من حيث مجموعيته-  و ما لجمعيّته من الحكم-  جاهل باللّه حتّى ينظر و يفكّر و يرجع إلى نفسه، فيعلم أنّ له صانعا صنعه و خالقا خلقه. فلو أسمعه اللّه نطق جلده أو يده أو لسانه أو رجله، يسمعه ناطقا بمعرفته بربّه، مسبّحا لجلاله و مقدّسا: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ«». وَ قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا«». فالإنسان من حيث تفصيله عالم باللّه، و من حيث جملته جاهل باللّه حتّى يتعلّم، أى يعلم بما في تفصيله، فهو العالم الجاهل فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ.

امّا آن خاسر خابث نامرد مخنث گوهر، كه شهوت نفس و خواهش طبع او غلبه كند بر تدبير عقل، پس او از بهايم كمتر است

مولانا:

قسم دیگر با خران ملحق شدند
خشم محض و شهوت مطلق شدند

وصف جبریلى در ایشان بود و رفت‏
تنگ بود آن خانه و آن وصف رفت‏

مرده گردد شخص چون بى‏جان شود
خر شود جان چون پى حیوان شود

قال اللّه تعالى: وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً«». شيخ مجد الدين بغدادكى-  قدّس سرّه-  گفته است: «فسبحان من جمع بين أقرب الأقربين و أبعد الأبعدين بقدرته». حكمت در آنكه قالب انسان از اسفل سافلين باشد و روحش از اعلى علّيين، آن است كه چون انسان بار امانت خواهد كشيد، مى‏بايد كه قوّت هر دو عالم به كمال او را باشد.

مولانا:

تو به تن حيوان، به جانى از ملك
تا روى هم بر زمين هم بر فلك‏

مى‏ بايد كه در دو عالم هيچ چيز به قوّت او نباشد، تا به حمل بار امانت را بكشد، و آن قوّت از راه صفات مى ‏بايد نه از راه صورت. لاجرم، آن قوّت كه روح انسانى دارد چون از اعلى علّيين است، هيچ چيز ندارد در عالم ارواح از ملك و شيطان و غير آن، و آن قوّت كه نفس انسان را است چون از اسفل سافلين است، هيچ چيز را نيست در عالم نفوس نه بهايم را و نه سباع را و نه غير آن. سهل بن عبد اللّه گفته است: «للنفس سرّ، و ما ظهر ذلك السرّ على أحد إلّا على فرعون حيث قال: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى . و لها سبع حجب سماوية، و سبع حجب أرضية. فكلّما يدفن العبد نفسه أرضا سما قلبه سماء. فإذا دفنت النفس تحت الثرى وصل القلب‏إلى العرش.»

مولانا:

صورت نفس ار بجويى اى پسر
قصّه دوزخ بخوان با هفت در

هر نفس نگرى و در هر مكر از آن
‏غرقه صد فرعون با فرعونيان‏

در خداى موسى و موسى گريز
آب ايمان را ز فرعونى مريز

دست را اندر احد و احمد بزن
‏اى برادر واره از بو جهل تن‏

قال علىّ-  عليه السّلام- : «و ما أنا و نفسى إلّا كراعى غنم، كلّما ضمّها من جانب انتشرت من جانب». چه صفت بوقلمون دارد، دم به دم رنگى نمايد، و لحظه فلحظه به شكلى ديگر برآيد، هر ساعت نقشى ديگر بر آب زند، و هر نفس نيرنگى دگر آغاز كند.

عطّار:

مرا بارى غمى کان پیش آمد
ز دست نفس کافر کیش آمد

سگ است این نفس کافر در نهادم‏
که من همخانه این سگ فتادم‏

ریاضت مى‏کشم جان مى‏دهم من
سگى را بو که روحانى کنم من‏

هرگاه كه سگ نفس روحانى شد، فايده تنزيل روح به مرتبه نفس ظاهر مى‏ گردد. زيرا كه آن زمان مى‏بايد كه هر صفتى ذميمه از صفات نفس، صدف گوهر صفتى از صفات الوهيت باشد. بلكه بر حسب: إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ تمام آن سيّئات اخلاق و اوصاف با حسنات و قربات تبدّل مى ‏يابد.

مولانا:

صورت نفس ار بجویى اى پسر
قصّه دوزخ بخوان با هفت در

هر نفس نگرى و در هر مکر از آن‏
غرقه صد فرعون با فرعونیان‏

در خداى موسى و موسى گریز
آب ایمان را ز فرعونى مریز

دست را اندر احد و احمد بزن‏
اى برادر واره از بو جهل تن‏

قال علىّ- علیه السّلام- : «و ما أنا و نفسى إلّا کراعى غنم، کلّما ضمّها من جانب انتشرت من جانب». چه صفت بوقلمون دارد، دم به دم رنگى نماید، و لحظه فلحظه به شکلى دیگر برآید، هر ساعت نقشى دیگر بر آب زند، و هر نفس نیرنگى دگر آغاز کند.

عطّار:

مرا بارى غمى کان پیش آمد
ز دست نفس کافر کیش آمد

سگ است این نفس کافر در نهادم‏
که من همخانه این سگ فتادم‏

ریاضت مى ‏کشم جان مى‏دهم من
سگى را بو که روحانى کنم من‏

هرگاه که سگ نفس روحانى شد، فایده تنزیل روح به مرتبه نفس ظاهر مى ‏گردد. زیرا که آن زمان مى‏ باید که هر صفتى ذمیمه از صفات نفس، صدف گوهر صفتى از صفات الوهیت باشد. بلکه بر حسب: إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ تمام آن سیّئات اخلاق و اوصاف با حسنات و قربات تبدّل مى ‏یابد.

مولانا:

اى خنک جانى که در عشق مآل
بذل گشتش خان و مان و ملک و مال‏

شاه جان مر جسم را ویران کند
بعد ویرانیش آبادان کند

کرد ویران خانه بهر گنج زر
وز همان گنجش کند معمورتر

صاحب بحر الحقائق گوید که هر وقت که به تصرّف اکسیر شرع و تقوا صفت هوا و غضب- که صفت ذاتیه اصلیه نفس است- به اعتدال باز آید، که او را به خود تصرّفى نماند الّا بر مقتضاى شریعت و طریقت، در نفس صفات حمیده پدید آید، و از مقام امّارگى به مطمئنّى رسد، ومطیّه روح پاک گردد، و در قطع منازل سفلى و علوى، براق صفت روح را به معارج اعلى علّیین و مدارج قاب قوسینى رساند، و مستحقّ خطاب: ارْجِعِی إِلى‏ رَبِّکِ راضِیَهً مَرْضِیَّهً شود.

مولانا:

وقت آن آمد که من عریان شوم
نفس بگذارم سراسر جان شوم‏

عطّار:

هر آن گاهى که در تو من نماند
دویى در راه جان و تن نماند

اگر جان و تنت روشن شود زود
تنت جان گردد و جان تن شود زود

چو پشت آیینه است از تیرگى تن
ولى جان روى آیینه است روشن‏

چو روى آیینه پشتش شود پاک‏
شود هر دو یکى چه پاک و چه خاک‏

اعلم-  علّمك اللّه حقائق الإنسانية-  كه ذات انسان حقيقتى است واحده بسيطه، و او را مراتب و اعتبارات است كه تعبير از آن به عقل و نفس و قلب و روح و سرّ و كلمه و غير ذلك مى ‏كند. چه روح انسانى ربّانى است كه به واسطه تنزّلات به مواطن و مدارك، در سير وجودى تا مرتبه جسميت، و به سير عروجى شعورى تا مرتبه عين ثابت كه وصفيه الهيه است، متسمّى مى‏ شود به اسمى كه مناسب آن مرتبه است.

عطّار:

يك آيينه جسم و جان دو رويش
به حكمت مى‏نمايد از دو سويش‏

از اين سو چون نمايد جسم باشد
وز آن سو جان پاكش اسم باشد

و شكّى نيست كه تعدّد اسماء قادح نيست در وحدت مسمّى كما في الاسماءالالهية.

و اذا تقرّر هذا، گوييم: آن حقيقت وحدانى انسانى را به حسب تدبير او بدن را «نفس» گويند، و همان حقيقت را به حسب دو قوّه-  كه كالوجهين است او را، وجهيش سوى مبدأ كه استفاضه انوار الهى مى ‏كند، و وجهيش سوى روح حيوانى كه افاضه مى ‏كند بر او آنچه از حقّ تعالى بر او مفاض شده بر حسب استعداد او-  مسمّى است به «قلب». چه اين لطيفه، گاه به واسطه مطالعه مراتب جسمانى معانى امور محسوسه را در باطن تشخيص كند، و بر نتايج عواقب و لوازم و عوارض آن حكم كند، و گاه مخدّرات اسرار الهامى و وارده غيبى را از خزانه سرّ اخراج كند، و به الطف عبارات و ادقّ اشارات بر مظاهر مناظر وجود جلوه دهد.

باز آن حقيقت را به اعتبار ذهول وى از آن وجه كه تلى نفس حيوانى است، و اقبال او سوى آن وجه كه معانى را از مبدأ كلّى اصلى خود استفاضه مى‏كند، «عقل» گويند، و به اعتبار آنكه حىّ است بذاتها، و سبب حيات بدن است و جميع قواى نفسانى، مسمّى است به «روح»، و آن حقيقت را به اعتبار خفاى وى در ذات حقّ و فناى كلّى حقّى «سرّ روحى» گويند، و همان حقيقت را به اعتبار ظهور او در نفس رحمانى همچون ظهور كلمه در نفس انسانى، مسمّى است به «كلمه»، و از آن حيثيت كه اصل ذات او وصفى است حقّ تعالى را قائم به ذات او، مسمّى است به «عين ثابت».

از صفاتش رسته‏اى روز نخست
با صفاتش باز رو چالاك و چست‏

گر در اين ره حال مردان بايدت‏
قرب وصل حال گردان بايدت

‏اوّل از حس بگذر آنگه از خيال
آنگه از دل آنگه از عقل اينت حال

‏حال حاصل در مقام جان شود
در مقام جانت كار آسان شود

و همچنين است حال در هر يك از مراتب كلّيه. مثلا در مرتبه نفسى، متسمّى مى‏شود به «امّاره» و «لوّامه» و «مطمئنّه». به حسب مراتب مختلفه و اوصاف متقابله در هر مرتبه، به سبب وصفى ديگر اسم ديگر دارد:در اوايل، تا هنوز ولايت وجود در تحت تصرّف و استيلا و غلبه او باشد، او را «نفس امّاره» گويند.

و در اواسط، چون تدبير ولايت وجود به تصرّف دل مفوّض گردد، و نفس به ربقه طاعت و انقياد او متقلّد شود، و هنوز از انواع صفات نفس و تمرّد و استعصاى او بقايا مانده باشد، و بدان جهت خود را پيوسته ملامت كند، آن را «نفس لوّامه» گويند.

و در اواخر، چون عروق نزاع و كراهت بكلّى از وى منتزع و مستأصل گردد، و از حركت منازعه با دل طمأنينه يابد، و در تحت جريان احكام او مطيع و رام گردد، و كراهيتش به رضا متبدّل شود، آن را «نفس مطمئنّه» خوانند.

قال الشيخ عبد الرحمن الأسفرائني في معنى قول ممشاد الدينورى-  روّح اللّه روحها- : «السماع يصلح لقوم حكموا على نفوسهم حتّى فنيت حظوظهم، فكنسوا بأرواحهم المزابل»، قال: معناه، السماع ليس لمن له بقيّة من بقايا نفسه، لأنّ المستمع عند استماع القول يفهم المعاني المتضمّنة في طىّ الكلام، فيرد بها على قلبه واردات غيبية، فيجد بها لذّة في القلب، و طيبة في النفس، و حضورا في السرّ.

فإن بقيت له في تلك الحالة بقيّة من بقايا نفسه، فعليه أن يلزم نفسه عن الدخول في السماع، عند نظر حظوظها من حيث لا يشعر بها صاحبها. فإنّ الشيطان يحكم على من بقى له بقيّة من الحظوظ النفسانية، و لو مثقال ذرّة. فإنّ العبد لا يدخل في مقام العبدية المختصّة باللّه تعالى بتلك البقيّة كما أشار به-  عزّ و جلّ- : إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ«». فلهذا قال: «السماع يصلح لقوم حكموا على نفوسهم حتّى فنيت حظوظهم»، لأنّ السالك لا يزال يحكم على العدوّ-  أعنى النفس-  لسبب القوّة الروحانية التي تنزل عليه من التأييد الربّانى الرحمانى، حتّى تطمئنّ، فإذا اطمأنّت اتّصفت بالصفة القلبية الروحانية. ألا ترى اللّه تعالى قد وصفها بالصفة القلبية حيث خاطبها: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ«»، و الاطمينان صفة القلب على‏ الحقيقة. قال تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ، فإنّها كانت في الأوّل نفسا غير مطمئنّة، فإذا اطمأنّت انقلبت و أقبلت على اللّه تعالى راضية مرضية، فصارت قلبا.

تو نفست دل كن و دل را چو جان كن
پس آنگه جان سوى جانان روان كن‏

معلوم شد كه نفسيه و قلبيه و روحيه و سرّيه، جميع صفات و قواى انسان است، گاه مغلوب صفت و قوّه نفسيه است و گاه قلبيه، و همچنين ساير آن مراتب، حتّى جسميه و انواع عوارض جسميه.

قال في الفتوحات: «اعلم أنّ الأرواح لها اللطافة. فإذا تجسّدت و ظهرت بصورة الأجسام، كثفت في عين الناظر إليها، و تنوّع الصور عليها كما تتنوّع عليها الأعراض، كحمرة الخجل و صفرة الوجل».

عطّار:

عزيزا سرّ جان و تن شنيدى
ز مغز هر سخن روغن كشيدى

‏تن و جان را منوّر كن ز اسرار
و گر نه جان و تن گردد گرفتار

چو مى ‏بينى به هم يارىّ هر دو
به هم باشد گرفتارىّ هر دو

عن ابن عبّاس-  رضى اللّه عنهما-  قال: «ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتّى يخاصم الروح الجسد، فيقول الروح: يا ربّ، إنّما كنت روحا منك، جعلتنى في هذا الجسد فلا ذنب لى، و يقول الجسد: يا ربّ، كنت جسدا خلقتنى، و دخل فيّ هذا الروح ميل النار، فبه كنت أقوم و به أذهب و به أجى‏ء، لا ذنب لى فيه. قال المقعّد للأعمى: إنّى أرى ثمرا، فلو كانت لى رجلان لتناولت. فقال الأعمى: أنا احملك على رقبتى. قال: فتناول من الثمر فأكلا جميعا، فعلى من الذنب قالا: عليهما جميعا. فقال: قد قضيتما على أنفسكما.»

عطّار:

يكى مفلوج بودست و يكى كور
از آن هر دو يكى مفلس يكى عور

نمى ‏يارست شد مفلوج بى‏پاى
‏نه ره مى ‏ديد كور مانده بر جاى‏

مگر مفلوج شد بر گردن كور
كه اين يك چشم داشت آن دگر زور

به دزدى برگرفتند آن دو تن راه‏
به شب در دزديى كردند ناگاه‏

چو شد آن دزدى ايشان پديدار
شدند آن هر دو تن آخر گرفتار

از آن مفلوج بركندند ديده‏
شد آن كور سبك پى پى بريده‏

چو كار ايشان به هم برهم نهادند
در آن دام بلا با هم فتادند

چو جان رويى و تن رويى دورويند
اگر اندر عذابند از دو سويند

چو محجوبند ايشان در عذابند
ميان آتش سوزان كبابند

توضيح و تفصيل در بيان آنكه نسبت روح انسانى ربّانى با بدن از قبيل نسبت ذات حقّ تعالى است با عالم و لهذا قال-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «من عرف نفسه، فقد عرف ربّه».

پس گوييم: الروح ليس في البدن بوالج، و لا عنها بخارج، كما قال-  عليه السلام-  في حقّ اللّه: «ليس في الأشياء بوالج، و لا عنها بخارج».

قال في فصوص الحكم : «ربط النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  معرفة الحقّ بمعرفة النفس فقال: «من عرف نفسه فقد عرف ربّه». و قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ و هو ما خرج عنك سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي و هو عينك، حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ-  أى للناظرين-  أَنَّهُ الْحَقُّ من حيث إنّك صورته و هو روحك. فأنت له كالصورة الجسمية لك، و هو لك كالروح المدبّر لصورة جسدك.»

رباعى:

حق، جان جهان است و جهان همچو بدن
املاك، لطايف و حواسّ اين تن‏

افلاك و عناصر و مواليد، اعضا
توحيد همين است و دگرها همه فن‏

و همچنين گوييم: لم يحلل الروح في البدن فيقال: هو فيه كائن، و لم ينأ عنه فيقال: هو منه بائن كما قال-  عليه السلام-  في اللّه تعالى: «لم يحلل في الأشياء فيقال: هو فيها كائن، و لم ينأ عنها فيقال: هو منها بائن.» و همچنين گوييم كه همچنان چه حقّ تعالى لا يتجلّى في صورة شخص مرّتين، و لا في صورة اثنين، همچنين گوييم: الروح لا يتجلّى في بدن شخص مرّتين، و لا يتجلّى في بدن شخصين.

و همچنين كه حقّ تعالى يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ است، و واجب است دوام تنوّعات ظهورت الهى در شئون ذاتيه غير متناهيه، لا إلى أمد و لا غاية، واجب است به حكم «خلق اللّه آدم على صورته» دوام تنوّعات ظهور روح انسانى ربّانى در شئون ذاتيه غير متناهيه به صور غير متناهيه بدنيه او إلى الأبد، دنيا و آخرة، كلّ آن في شأن. قال تعالى: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ، طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ، مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ، الْخالِقِينَ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ، لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ.

مخفى نماند كه همان ذاتى كه سلاله طين بود، بعينه متّصف به نطفگى شد، و همان ذات بعينه، بعد از اعدام نطفگى متّصف شد به خلق علقگى، و همچنين همان ذات است كه بعد از علقگى متّصف شد به خلق مضغگى، و همچنين است كلام در خلق عظامى و انسانى به حيات دنيوى و موت و حيات اخروى.

و آنچه متلوّ شد از ايجاد و اعدام و خلق و بعث، بعضى از كلّيات خلق و بعث اوست. چه همين ذات بعينه، قبل از اين خلقها و بعثها، موجود بود به صورت‏ ذرّگى، و مخاطب به خطاب أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ، و مجيب به جواب «بلى».

و همچنين قبل از مواطن الست، مواطن بى‏ شمار او را بوده به صور مختلفه، در هر موطنى به صورتى كه مقتضى آن موطن است.

و بدان كه آنچه مذكور شد كلّيات خلق و بعث انسان است كه در صور اختلاف است و تشابه نيست، و الّا در هر مرتبه از آن مراتب، مثلا در مرتبه نطفگى، او را هر آن خلق و بعث است امّا به صورت متشابهه، و لهذا محسوس نمى ‏شود.

گلشن:

بود ايجاد و اعدام دو عالم
چو خلق و بعث نفس ابن آدم‏

هميشه خلق در خلق جديد است
‏و گر چه مدّت عمرش مديد است

‏هميشه فيض فضل حق تعالى
بود در شأن خود اندر تجلّى

‏از آن جانب بود ايجاد و تكميل‏
وز اين جانب بود هر لحظه تبديل‏

قال صدر المحقّقين في فكّ ختم الفصّ اليوسفى: «اعلم أنّ الحقّ هو النور، و النور لا يمكن أن يرى في النور، لأنّ كمال«» رؤية النور موقوف على مقابلة الظلمة، فمتعلّق حبّ الحقّ ايجاد العالم، إنّما موجبه حبّ كمال رؤية الحقّ نفسه جملة من حيث هويّته و وحدته، و تفصيلا من حيث ظهوره في شئونه. و لمّا كان من البيّن أنّ كلّ ما لا يحصل المطلوب إلّا به فهو مطلوب، لزم تعلّق الإرادة الإلهية بإيجاد العالم، لتوقّف حصول المطلوب الذى هو عبارة عن كمال الجلاء و الاستجلاء عليه.-  كمال جلا يعنى ظهور او به حسب شئون او، و كمال استجلا يعنى شهود او ذات خويش را به حسب شئون خويش-  و لمّا كان الشئون الإلهية ذاتية، و كان الإستجلاء التامّ للذات لا يحصل إلّا بالظهور في كلّ شأن منها بحسبه و رؤيته نفسه، من حيث ذلك الشأن و بمقدار ما يقبله من إطلاقه و تعيّنه و خصوصيته، فتوقّف كمال الرؤية على الظهور«» في جميع الشئون، و لمّا كانت الشئون مختلفة من حيث خصوصياته و غيرمنحصرة، وجب دوام تنوّعات ظهوراته سبحانه بحسبها لا إلى أمد و لا غاية، و هذا هو سرّ كون الحقّ خلّاقا على الدوام إلى أبد الآباد.»

مولانا:

از آن سوى پرده، چه شهر شگرف است
كه عالم از آن جاست يك ارمغانى‏

به نونو هلالى به نونو خيالى
‏رسد تا نماند حقايق نهانى‏

في الفصوص: «فما في الحضرة الإلهية لاتّساعها شي‏ء يتكرّر أصلا.»

قاسم:

كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ‏چه شان است چه شان
يعنى اوصاف كمال تو ندارد پايان‏

هر ظهورى كه كند عزّ تعالى يومى است
‏جمله ذرّات جهان مظهر آن شأن و نشان‏

فمعنى يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ«» أى كلّ آن هو في شأن. في الفتوحات: «الأيّام كثيرة، و منها كبير و صغير. فأصغرها الزمن الفرد، عليه يخرج يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ. فسمّى الزمان الفرد يوما لأنّ الشأن يحدث فيه أصغر الأزمان و أدقّها.» بدان كه وجود عالم متحقّق نمى ‏شود الّا به فيضان وجود حقّ تعالى بر او در هر آن، كه اگر منقطع شود اين افاضه در آنى واحد، هر آينه منعدم شود عالم برأسه. از براى آنكه عدم طالب هر ممكن است به حكم امكانيه. پس لابدّ است از حكم ترجيع جمعى احدى كه مقتضى بقا است در هر آن، و اين وجودات متجدّده در آنات اگر چه مكرّر مى‏نمايد در حسّ ما محجوبان به واسطه اتّحاد در نوع، امّا بتشخّصاتها مختلف است.

مولانا:

عالم چون آب جوست بسته نمايد و ليك
مى‏ دود و مى ‏رسد نونو اين از كجاست‏

في الفصّ الشعيبى«»: «و ما أحسن ما قال اللّه-  تعالى-  في حقّ العالم و تبدّله مع الأنفاس «في خلق جديد» في واحدة، فقال في حقّ طائفة بل أكثر العالم و هم المحجوبون: أَ فَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي.«» فلا يعرفون تجديد الأمر مع الأنفاس.»

مولانا:

هر نفس نو مى ‏شود دنيا و ما
بى‏ خبر از نو شدن وز ارتقا

عمر همچون جوى نونو مى ‏رسد
مستمرى مى‏نمايد در جسد

آن ز تيزى مستمر شكل آمد است
چون شرر كش تيز جنبانى به دست

‏شاخ آتش را بجنبانى به ساز
در نظر آتش نمايد بس دراز

اين درازى مدّت از تيزى صنع
مى ‏نمايد سرعت انگيزى صنع‏

«لكن عثرت عليه الأشاعرة في بعض الموجودات و هى الأعراض،» چه مذهب ايشان آن است كه العرض لا يبقى زمانين، «و عثرت عليه الحسبانية في العالم كلّه.» حسبانيه كه مشهورند به سوفسطايى، برآنند كه العالم لا يبقى زمانين. «و جهّلهم أهل النظر بأجمهم، لكن أخطأ الفريقان: أمّا خطأ الحسبانية فبكونهم ما عثروا، مع قولهم بالتبدّل في العالم بأسره على أحدية عين الجوهر المعقول الذى قبل هذه الصورة، و لا يوجد-  أى ذلك الجوهر-  إلّا بها-  أى بتلك الصورة-  كما لا يعقل أى تلك الصورة إلّا به-  أى بالجوهر- .» يعنى خطاى سوفسطائيه آن است كه با وجودى كه قائل شده‏اند به تبدّل در عالم باسره، امّا متنبّه نشده ‏اند به آنكه يك حقيقت است كه متلبّس مى ‏شود به صور و اعراض عالم، و موجودات متعيّنه متعدّده مى‏ نمايد، و ظهور نيست او را در مراتب كونى جز به اين صور و اعراض، چنان كه وجود نيست اينها را بدون او. «فلو قالوا بذلك» يعنى اگر قائل شوند كه جوهرى وحدانى است كه هميشه ثابت و باقى‏ است كه هر آن متجلّى مى‏ شود به صورتى از صور عالم بر حسب اقتضاى معانى و حقايق اسمائى، «فازوا بدرجة التحقيق».

مولانا:

قرنها بر قرنها رفت اى همام
وين معانى برقرار و بردوام‏

آب مبدل شد در اين جوى چند بار
عكس ماه و عكس اختر برقرار

عكس آخر چند بايد در نظر
اصل بينى پيشه كن اى كج نظر

«و أمّا الأشاعرة فما علموا أنّ العالم كلّه مجموع أعراض، فهو يتبدّل في كلّ زمان إذ العرض لا يبقى زمانين. و أمّا أهل الكشف فإنّهم يرون اللّه تعالى يتجلّى في كلّ نفس و لا يكرّر التجلّى.»

مهر حق هرگز مكرّر سر نزد
مرغ لاهوتى مقرّر پر نزد

«و يرون أيضا شهودا أنّ كلّ تجلّى يعطى خلقا جديدا و يذهب بخلق. فذهابه هو الفناء عند التجلّى و البفاء لما يعطيه التجلّى الآخر، فافهم.»يعنى امّا خطاى اشاعره آن است كه اثبات جواهر متعدّده كرده ‏اند وراى حقيقت وجود، و اعراض متبدّله متجدّده را به آنها قائم داشته، و ندانسته كه عالم بجميع اجزائه نيست مگر اعراض متجدّده متبدّله مع الانفاس كه در عين واحد جمع شده‏اند، و در هر آنى از اين عين زايل مى‏ شوند، و امثال آنها به وى متلبّس مى‏گردند. پس ناظر به واسطه تعاقب امثال در غلط مى ‏افتد، و مى ‏پندارد كه آن امرى است واحد مستمرّ.

مولانا:

صورت از بى صورتى آمد برون
باز شد كإنّا اليه راجعون‏

پس تو را هر لحظه مرگ و رجعتى است
‏مصطفى فرمود دنيا ساعتى است

‏و قال في الباب الثالث و العشرين و مائة:«

شعر:

و قد دلّ الدليل بغير شكّ
و لا ريب على نفى الإعادة

لأنّ الجوهر المعلوم باق‏
على ما كان في حكم الشهادة

فيخلع منه وقتا أو عليه
بمثل أو بضدّ للإفادة

اعلم-  وفّقك اللّه تعالى-  أنّى أردت بنفى الإعادة الذى يقول: «إنّه لا يتكرّر شي‏ء في الوجود للإتّساع الإلهىّ» و إنّما هى أعيان الأمثال لا يدرك لها الحسّ، إذ لا يدرك التفرقة بينها، اريد بين ما انعدم منها و ما تجدّد، و هو قول المتكلّمين: إنّ العرض لا يبقى زمانين.» اگر سائلى گويد: بنا بر اين لازم مى‏آيد بطلان امر تكليفى شرعى. زيرا كه مكلّف در هر حال و در هر آن ديگرى است، همچنين لازم مى‏آيد بطلان معاد و حشر، و كلاهما ثابت شرعا و تحقيقا.

جواب گوييم: لا نسلّم بطلان امرين مذكورين. از براى آنكه مبناى ثبوت امرين مذكورين اتّحاد ذات است، و منافات ندارد با اختلاف احوال و نشئات. چه عين شخص زيد مثلا من الأزل الى الأبد احوال و اعراض بر او وارد مى‏شود، از وجودات متعاقبه متوارده و لوازم وجود، و در هر آن متّصف مى‏شود به وجودى غير وجود اوّل، و همچنين به لوازم مخصوصه به هر وجود، و زيد بذاته متشخّص است و متعيّن به تشخّصى معنوى و تعيّنى أزلى در باطن حقّ. زيرا كه حقيقت هر موجودى عبارت است از نسبت تعيّن او در علم حقّ تعالى ازلا.

قال في مفتاح الغيب: «اعلم أنّ حقيقة الانسان و حقيقة كلّ موجود عبارة عن نسبة متميّزة في علم الحقّ من حيث إنّ علمه ذاته. فهو تعيّن في باطن الحق أزلى، و تشخّص معنوى. له لكلّ مرتبة ارتباط ذاتى و حالى و نسبى عارضى.» و في الفتوحات في الباب الرابع و العشرين: «إنّ اللّه تعالى لا يكرّر تجلّيا على‏ شخص واحد، و لا يشترك فيه شخصين: للتوسّع الإلهى. و إنّما الأمثال و الأشباه توهّم الرائى و السامع، للتشابه الذى يعسر فصله إلّا على أهل الكشف، و القائلين من المتكلّمين: إنّ العرض لا يبقى زمانين. من «الاتّساع الإلهى» أنّ اللّه أعطى كلّ شي‏ء خلقه، و ميّز كلّ شي‏ء في العالم بأمر ذلك الأمر هو الذى ميّزه عن غيره: و هو أحدية كلّ شي‏ء. فما اجتمع اثنان في مزاج واحد.

قال أبو العتاهية:

ففى كلّ شي‏ء له آية
تدلّ على أنّه واحد

و ليس سوى أحدية كلّ شي‏ء. فما اجتمع، قطّ، اثنان فيما يقع به الامتياز، و لو وقع الاشتراك فيه ما امتازت، و قد امتازت عقلا و كشفا.» و قال في الباب السابع و الثمانين و مأتين: «اعلم أنّ اللّه-  تعالى-  جعل لكلّ صورة في العالم أجلا ينتهى إليه في الدنيا و الآخرة، إلّا الأعيان القابلة للصورة. فإنّه لا أجل لها، بل لها منذ خلقها اللّه الدوام و البقاء، قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ و قال تعالى: ثُمَّ قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ فجاء ب «كلّ» و هى تقتضى الإحاطة و العموم.

و قد قلنا: إنّ الأعيان القابلة للصورة لا أجل لها، فبما ذا خرجت من حكم كلّ قلنا: ما خرجت، و إنّما الأجل الذى للعين إنّما هو ارتباطها بصورة من الصور التي تقلبها، فهى ينتهى في القبول لها إلى أجل مسمّى، و هو انقضاء زمان تلك الصورة.

فإذا وصل الأجل المعلوم عند اللّه في هذا الارتباط انعدمت الصورة، و قبل العين صورة اخرى. فقد جرت الأعيان إلى أجل مسمّى في قبول صورة مّا، كما جرت الصورة إلى أجل مسمّى في ثبوتها لتلك العين الذى كان محلّ ظهورها، فقد عمّ الكلّ لأجل المسمّى. فقد قدر اللّه لكلّ شي‏ء أجلا في أمر ما ينتهى إليه، ثمّ ينتقل إلى حالة اخرى يجرى فيها أيضا إلى أجل مسمّى. فإنّ اللّه خلّاق على الدوام مع الأنفاس. فمن الأشياء ما يكون مدّة بقائه زمان وجوده، و ينتهى إلى أجله في الزمان الثاني من زمان وجوده، و هى أقصر مدّة في العالم.

و فعل اللّه ذلك ليصحّ الافتقار مع الأنفاس [و] مع الأعيان إلى اللّه تعالى. فلو بقيت زمانين فصاعدا، لا اتّصف بالغنى عن اللّه في تلك المدّة. و هذه مسئلة لا يقول بها أحد إلّا أهل الكشف المحقّق منّا، و الاشاعرة من المتكلّمين، و موضع إجماع الكلّ في هذه المسألة التي لا يقدرون على إنكارها الحركة.»

گلشن:

عرض شد هستیى کان اجتماعى است
عرض سوى عدم بالذات ساعى است‏

به هر جزوى ز کل کان نیست گردد
کل اندر دم ز امکان نیست گردد

جهان کلّ است و در هر طرفه العین
عدم گردد و لا یبقى زمانین‏

دگر باره شود پیدا جهانى‏
به هر لحظه زمین و آسمانى‏

به هر ساعت جوان این کهنه پیر است
به هر دم اندر او حشرى نشیر است‏

در او چیزى دو ساعت مى ‏نپاید
در آن لحظه که مى‏میرد بزاید

و لیکن طامّه الکبرى نه این است
که این یوم العمل و آن یوم دین است‏

از این تا آن بسى فرق است زینهار
به نادانى مکن خود را ز کفّار

قال في الباب الواحد و السبعين و ثلاثمائة من الفتوحات: «و يختلف الهيئات في الدارين مع الأنفاس باختلاف الخواطر هنا. فإنّ الإنسان في الدنيا هو الظاهر في الدار الآخرة. و قد كان غيبا هنا فيعود شهادة هناك، و يبقى العين عينا باطن هذه‏ الهيئات، و الصور لا تتبدّل و لا تتحوّل. فما ثمّ إلّا صور و هيئات، تخلع عنه و عليه دائما ابدا إلى غير نهاية، و لا انقضاء.»

عطّار:

ز حشرت نکته‏اى روشن بگویم
تو بشنو تا منت بى من بگویم‏

همه جسم تو هم مى‏دان که معنى است‏
که جسم اینجا نماید زان که دنیا است‏

ولى چون جسم بند جان گشاید
همه جسم تو آنجا جان نماید

همین جسمت بود امّا منوّر
و گر بى طاعتى جسمى مکدّر

شود معنى باطن جمله ظاهر
بلا شک این بود «تُبْلَى السَّرائِرُ»

رباعى:

یک یک نفست زمان تو خواهد بود
یک یک قدمت مکان تو خواهد بود

هر چیز که در فکرت تو مى‏آید
آن چیز همه جهان تو خواهد بود

چون غشاى دنيويه به منزله آيينه ظلمانى كثيف الجوهر است، حقيقت صورت روح در او منعكس نمى ‏شود، بلكه شبح و سايه ‏اى از آن صورت در او منعكس مى ‏شود كه آن معنى جسم است، و نشئه آخرت به واسطه صفا و لطافت مرآت حقيقت روح مى ‏شود، و جسم كه غلاف اوست به تبعيت مدرك مى ‏شود.

همچنانچه مولانا-  قدّس سرّه-  در سر داستانى از كتاب مثنوى فرموده است كه: كلام در بيان آنكه تن روح را لباس است، و اين دست آستين دست روح است، و اين پاى موزه پاى روح است.

مولانا:

تا بدانى كه تن آمد چون لباس
رو بجو لابس لباسى را مليس‏

روح را توحيد و اللّه خوش‏تر است‏
غير ظاهر دست و پايى ديگر است‏

دست و پا در خواب بينى و ائتلاف
آن حقيقت دان مدانش از گزاف

‏آن تويى كه بى ‏بدن دارى بدن
پس مترس از جسم جان بيرون شدن‏

باده از ما مست شد، نى ما از او
قالب از ما هست شد، نى ما از او

و لنعم ما قيل:

تو را دستى است كش دست آستين است
بلند است آن بسى، بست آستين است

‏چو دستت را شد است اين آستين بند
تو را آن دست اندر آستين چند

ز تن بگذر به كوى جان قدم نه
ز جان هم بگذر و رو در عدم نه‏

پس اين لباس جسم، پرده و حجاب است از ادراك واقع روح در اين نشئه دنيويه، پس روح غيب است و جسم شهادت. به خلاف موطن آخرت كه روح شهادت است و جسم غيب، آنچه مدرك مى ‏شود اوّلا و بالذات روح است و جسم ثانيا و بالتبع، و به واسطه صفا و لطافت كه روح را است، حاجب نمى ‏شود از ادراك جسميت كه عارضى از عوارض اوست.

عطّار:

چون آيينه پشت و رو بود يكسانت
هم اين ماند هم آن نه اين نه آنت‏

امروز چنان كه جانت در جسم گم است‏
فردا شده گم جسم چنين در جانت

‏موت عبارت از تبديل مشاعر است و حواسّ به الطف از اين مشاعر و حواسّ.
عطّار فرمايد:

پنج حسّى هست جز اين پنج حس
كان چو زر سرخ و اين حسها چو مس‏

چه مدركات و محسوسات آن پنج، عين محسوسات اين پنج است كه در دو آيينه متقابله موطن دنيا و آخرت نموده مى‏ شود، و اين دو آيينه مختلفند در جلا به واسطه لطافت و كثافت نشئات.

عطّار:

عمر اينجا عمر آنجا سراج است
بلال آبنوسى«» همچو عاج است‏

وضو اينجا وضو آنجا يكه نور
نماز اينجا نماز آنجا يكه حور

ببينى گر تو را آن چشم باز است‏
كه پيغمبر به قبر اندر نماز است

‏چو تو بيننده كور و زمينى
از آن نه روضه و نه حفره بينى‏

چه روح انسانى في حدّ ذاته مجرّد است، و حقّ تعالى او را خلعت جميع اسماء و صفات جماليه و جلاليه پوشانيده، خليفه خود ساخته، و همچنان چه حقّ تعالى منزّه است از صورت عالم، و در هر آن ظاهر است به صورتى از صور عالم، لا يتجلّى في صورة مرّتين و لا في صورة اثنين، همچنين ظاهر غير روح نيست به صورت و هيكل بدنى و پيكر هيولايى، و لا يظهر في بدن مرّتين و لا في بدن اثنين، دائما ابدا دنيا و آخرة. چه جميع اجزا و قوا و اعضاى انسان، صور معانى و شئون مندمجه در احديت روحى ‏اند.

عطّار:

ذات جان را معنى بسيار هست
ليك تا نقد تو گردد كار هست‏

نقود غير متناهيه دارد، و الى الابد در ظهورات لا يتجلّى في صورة مرّتين است، و تمام اين صور غير متناهيه ظهورات آن معانى مندمجه در ذات روح است. از اينجا متفطّن مى‏ توان شد به آنچه فريد المحقّقين-  قدّس سرّه-  اشاره به آن فرموده در بيت مذكور.

همه جسم تو هم مى ‏دان كه معناست
كه جسم اينجا نمايد ز ان كه دنياست

‏رباعيات:

چون اصل اصول هست در نقطه جان
نقش دو جهان ز جان توان ديد عيان

‏هر چيز كه ديده‏اى تو پيدا و نهان‏
در ديده توست عيان نه در عين جهان‏

كردم ورق وجود تو با تو بيان
تا كى باشد در ورق سود و زيان‏

هر چيز كه در هر دو جهان است عيان‏
در جان تو هست تو برون شو ز ميان‏

اين جهان و آن جهان، در جان توست
تن ز جان و جان ز تن، پنهان توست‏

قال في الباب الخامس عشر و مأتين في معرفة اللطيفة و أسرارها: «اعلم-  أيّدنا اللّه و إيّاك بروح القدس-  أنّ أهل اللّه يطلقون لفظ اللطيفة على معنيين: يطلقونه و يريدون به حقيقة الانسان، و هو المعنى الذى البدن مركبه و محلّ تدبيره، و آلات تحصيل معلوماته المعنوية و الحسّية، و يطلقونه أيضا و يريدون به كلّ إشارة دقيقة المعنى يلوح«» في الفهم، لا تسعها العبارة، و هى من علوم الأذواق و الأحوال.

فهى تعلم و لا تنقال. لا تأخذها الحدود و إن كانت محدودة في نفس الأمر، و لكن ما يلزم من له حدّ و حقيقة في نفس الأمر أن يعبّر عنه، و هذا معنى قول أهل الفهم: «إنّ الامور منها تحدّ و منها لا تحدّ» أى يتعذّر العبارة عن إيضاح حقيقته و حدّه للسامع حتّى يفهمه، و علوم الأذواق من هذا القسم. و من الأسماء الإلهية اسم اللطيف، و من حكم هذا الاسم الإلهى ايصال أرزاق العباد، المحسوسة و المعنوية المقطوعة الأسباب من حيث لا يشعر بها المرزوق، و هو قوله تعالى: وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ. و من الاسم اللطف قوله-  عليه الصلاة و السلام-  في نعيم الجنّة: «فيها ما لا عين رأت، و لا اذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر». كما تعلم أنّ الرزّاق هو اللّه على الإجمال، و لكن ما تعرف كيف اتّصال الرزق للمرزوق على التفصيل و التعيين«» الذى يعلمه الحقّ من اسمه اللطيف.

فإن علم، فمن حكم اسم آخر إلهى لا من الاسم اللطيف، و ليس إذ ذلك لطيفة، فلا بدّ من الجهل بالإيصال. و لهذا المعنى سمّيت حقيقة الإنسان لطيفة، لأنّها ظهرت بالنفخ عند تسوية البدن للتدبير من الروح المضاف إلى اللّه في قوله: فَإِذا فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ، و هو النفس الإلهى، و قد مضى بابه. فهو سرّ إلهى لطيف بنسبة إلى اللّه على الإجمال من غير تكييف.

فلمّا ظهر عينه بالنفخ عند التسوية، و كان ظهوره عن وجود لا عن عدم، فما حدث إلّا اضافة التولية إليه بتدبير هذا البدن، مثل ظهور الحرف عن نفس المتكلّم، و أعطى في هذا المركب الآلات الروحانية و الحسّية، لإدراك علوم لا يعرفها إلّا بوساطة هذه الآلات، و هذا من كونه لطيفا ايضا.

فإنّه في الإمكان العقلى، فيما يظهر لبعض العقلاء من المتكلّمين، أن يعرف ذلك الأمر من وساطة هذه الآلات، و هذا ضعف في النظر. فإنّا ما نعنى بالآلات إلّا المعاني القائمة بالمحلّ. فنحن«» نريد«» السمع و البصر و الشمّ، لا الاذن و العين و الأنف، و هو لا يدرك المسموع إلّا من كونه صاحب سمع، لا صاحب اذن، و كذلك لا يدرك المبصر إلّا لكونه صاحب بصر، لا صاحب حدقة و أجفان. فإذا أضافت هذه الآلات لا يصحّ ارتفاعها.

و ما بقى إلّا لما ذا ترجع حقائقها، هل ترجع لامور زائدة على عين اللطيفة أو ليست ترجع إلّا إلى عين اللطيفة و يختلف الأحكام فيها باختلاف المدركات، و العين واحدة. و هو مذهب المحقّقين من أهل الكشف و النظر الصحيح العقلى. فلمّا ظهر عين هذه اللطيفة التي هى حقيقة الإنسان، كان هذا أيضا عين تدبيرها لهذا البدن من باب اللطائف. لأنّه لا يعرف كيف ارتباط الحياة لهذا البدن بوجود هذا-  الروح اللطيف، بمشاركة ما تقتضيه الطبيعة فيه من وجود الحياة التي هى-  الروح الحيوانى، فظهر نوع اشتراك. فلا يدرك على الحقيقة هذه الحياة البدنية، هل هى لهذه اللطيفة الظاهرة عن النفخ الإلهى المخاطبة المكلّفة أو للطبيعة أو للمجموع إلّا أهل الكشف و الوجود، فإنّهم عارفون بذلك ذوقا. إذ قد علموا أنّه ما في العالم إلّا حىّ ناطق بتسبيح ربّه بلسان فصيح ينسب اليه، بحسب ما يقتضيه حقيقته عند أهل الكشف.

فأمّا ما عدا أهل الكشف، فلا يعلمون ذلك أصلا. فهم أهل الجماد و النبات و الحيوان، و لا يعلمون أنّ الكلّ حىّ، و لكن لا يشعرون كما لا يشعرون بحياة الشهداء المقتولين في سبيل اللّه، قال تعالى: وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ، يرزقون فرحين ثمّ إنّ تدبير هذه اللطيفة هذا البدن لبقاء الصحبة، لما اقتنته من المعارف و العلوم بصحبة هذا الهيكل، و لا سيّما أهل الهياكل المنوّرة، و هنا ينقسم أهل اللّه إلى قسمين: قسم يقول بالتجريد عند مفارقة هذا البدن، و انّها مكتسب من خلقها و علومها و معارفها احوالا، و هيئات يعلمون بها في عالم التجريد من أخوانها، فيطلب درجة الكمال، و هذا الصنف و إن كان من أهل اللّه فليس من أهل الكشف، بل الفكر عليه غالبا، فالنظر العقلى عليه الحاكم، و القسم الآخر من أهل اللّه-  و هم أهل الحقّ-  لا يبالون بالمفارقة متى كانت، لأنّهم في مزيد علم أبدا دائما، و أنّهم ملوك أهل تدبير لموادّ طبيعية أو عنصرية، دنيا و برزخا و آخرة.فهم المؤمنون القائلون بحشر الأجساد، و هؤلاء لهم الكشف الصحيح.

فإنّ اللطيفة الإلهية لم تظهر إلّا عن تدبير و تفصيل و هيكل مدبّر، هو اصل وجودها مدبّرة، فلا تنفكّ عن هذه الحقيقة. و من تحقّق ما يرى نفسه عليه في حال النوم في الرؤيا، يعرف ما قلناه. فإنّ اللّه ضرب ما يراه النائم في نومه مثلا، و ضرب اليقظة من ذلك النوم مثلا آخر للحشر.

و الأوّل ما يؤول إليه الميّت بعد مفارقة عالم الدنيا، و لكن أكثر الناس‏ لا يعلمون، يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ. فنحن في ارتقاء دائم، و مزيد علم دنيا و آخرة و برزخا، و الآلات مصاحبة لا تنفكّ في هذه المنازل و المواطن و الحالات عن هذه اللطيفة الإنسانية.

ثمّ إنّ الشقاء لهذه اللطيفة أمر عارض، يعرض لها كما يعرض المرض في الدنيا لها، لفساد هذه الاخلاط بزيادة أو نقص. فإذا زيد في الناقص أو نقص من الزائد و حصل الاعتدال، زال المرض و ظهرت الصحّة.

كذلك ما يطرأ عليها في الآخرة من الشقاء، ثمّ المآل إلى السعادة، و هى استقامه النشأة في أىّ دار كان من جنّة أو نار. إذ قد ثبت أنّه لكلّ واحدة من الدارين ملؤها. فاللّه يجعلنا ممّن حفظت عليه صحّة مزاج معارفه و علومه و هذا طرف من حقيقة مسمّى اللطيفة الإنسانية، بل كلّ موجود من الأجسام له لطيفة روحانية إلهية تنظر إليه من حيث صورته لا بدّ من ذلك، و فساد الصورة و الهيئة موت حيث كان.» و قال في الفصل الثالث و الأربعين في الاعادة من الباب الثامن و التسعين و مائة في معرفة النفس-  بفتح الفاء- : «الإعادة تكرار الأمثال و العين«» في الوجود. و ذلك جائز، و ليس بواقع. أعنى تكرار العين للإتّساع الإلهى، و لكن الإنسان في لبس من خلق جديد، فهى أمثال يعسر الفصل فيها لقوّة الشبه. فالإعادة انّما هى في الحكم مثل السلطان يولّى واليا، ثمّ يعزله، ثمّ يولّيه بعد عزله، فالإعادة في الولاية، و الولاية نسبة لا عين وجودى. ألا ترى الإعادة يوم القيامة إنّما هى في التدبير.

فإنّ النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  قد ميّز بين نشأة الدنيا و نشأة الآخرة، و الروح المدّبر لنشأة الدنيا عاد إلى تدبير النشأة الآخرة، فهى إعادة حكم و نسبة، لا إعادة عين فقدت ثمّ وجدت، و أين مزاج من يبول و يغوط«» و يتمخّط من مزاج من لا يبول و لا يغوط و لا يتمخّط.

و الأعيان التي هى الجواهر ما فقدت من الوجود حتّى يعاد إليه، بل لم يزل«» موجودة العين، و لا إعادة في الوجود لموجود، فإنّه موجود، و إنّما هيئات و امتزاجات نسبية.

و أمّا قولنا بالجواز في الإعادة في الهيئة و المزاج الذى ذهب، فلقوله: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ و ما شاء. فإنّ المخبر عن اللّه فرّق بين نشأة الدنيا و نشأة الاخرى، و فرّق بين نشأة الدنيا و نشأة الاخرى، و فرّق بين نشأة اهل السعادة و نشأة اهل الشقاء.» اعلم-  علّمك اللّه تعالى و إيّانا-  كه دار وجود واحد است، و انقسام او به دنيا و آخرت نسبت با تو است. از براى آنكه آن دو صفت است از صفات نشئه انسانيت.

عطّار:

دو عالم در تو پيدا كرد بنگر
وصالش يافتى از وصل برخور

سراسر در تو پيدا مى‏ندانى
‏كه بى شك اين جهان و آن جهانى‏

«و الّذى نفس محمّد بيده، إنّ الجنّة و النّار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله.»

شعر:

بهشت و دوزخت با توست در باطن نگر با تو
سقرها در جگر يابى جنانها در جنان بينى‏

چه حجب طبيعت و غشاوت هوى، ديده دل را از ادراك آن كور مى‏دارد وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ. چون به انقضاى شب عمر، صبح قيامت صغرى بدمد، هر چه نقد باطن او بود ظاهر گردد، و هر چه در دنيا از وى صادر شده باشد باز بيند: فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.

شعر:

به وقت صبح شود همچو روز معلومت
كه با كه باخته‏اى عشق در شب ديجور

إن كان ريعك شوكا أنت زارعه
أو كان نسجك خزّا أنت عازله

‏اگر بار خار است خود كشته‏اى
و گر پرنيان است خود رشته‏اى‏

شيخ سعيد الدين فرغانى«» در شرح قصيده تائيه آورده، در بيان تحقّق تجسّد اعمال و اقوال در نشئه برزخى و جنانى و جحيمى: «بدان وفّقك كه همچنان كه افلاك و كواكب، صور و مظاهر حقايق و اسماى الهى‏اند، و تشكّلات و اتّصالات ايشان، مظاهر توجّهات و اجتماعات حقايق و اسماءاند، و از اين حيثيت در اين عالم مؤثّرند، و صور و نتايج آن تشكّلات و اتّصالات علويات در اين نشئه دنيويه به صور امزجه و اشخاص و اقوال و اعمال و احوال ايشان متشخّص و متجسّد مى ‏شوند، همچنين قوا و اعضاى صورت انسانى كه مجمل همه عالم است، مظاهر و صور حقايق و اسماى الهيه‏اند، و تشكّلات و اتّصالات صور انسانيه به بركت اقوال و اعمال عبارت از آن است، هم مظاهر و توجّهات حقايق و اسماء است. لا جرم همچنان كه صور و نتايج تشكّلات و اتّصالات فلكى اگر چه اعراضند، اينجا ظاهر و متجسّد مى ‏گردند، همچنين صور اقوال و اعمال انسانى هر چند اعراضند، امّا در افلاك و اطباق متجسّد مى ‏گردند. و جمله صور برزخيه و حشريه و جنانيه و غير آن هيئات متجسّده ‏اند كه نفوس ايشان در برزخ به آن صور متجسّده متعلّق مى ‏شود، و نعمت و نقمت ايشان در برزخ از حيثيت آن صور به ايشان مى ‏رسد. امّا هر فعلى و عملى و قولى كه به قصدى و نيّتى صحيح مقرون باشد، به حسب قوّت نسبت آن نيّت به وحدت و اخلاص، هر آينه تجسّد او در فلكى عالى ‏تر صورت مى ‏بندد، تا اگر حكم وحدت و اخلاص بر قولى و عملى غالب آيد به حكم: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ، آن به كلّى به عالم وحدت مرتفع شود، و در اين افلاك هيچ صورت نپذيرد.

و إليه الإشارة بقوله-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «ما قال عبد لا إله إلّا اللّه مخلصا من قلبه، إلّا فتحت له أبواب السّماوات حتّى يفضى إلى العرش». و امّا هر فعلى و قولى كه از نيّت صحيح خالى باشد، تا به يكبارگى هباء منثورا شود، يا از اين عالم خاك و آب و هوا تجاوز نكند، و در نشئات آخرت منضمّ با صورت جسمانيش مصوّر گردد، و در جسمش افزوده موجب شدّت عذاب گردد. أعاذنا اللّه من ذلك و الإشارة بقوله-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ غلظ جلد الكافر اثنين و أربعين ذراعا، و إنّ ضرسه مثل احد، و إنّ مجلسه في جهنّم ما بين مكّة إلى المدينة.» و امّا اقوال و اعمال كه مقرون به قصد و نيّت صحيح باشد، در بهشت تصوّر حدائق و اشجار و ثمار و انهار و حور و قصور متجسّد مى ‏شود، و الدليل عليه: قوله تعالى: وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى‏ وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى‏ ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى، و قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، و شكّى نيست كه سعى و عمل‏ عرضند، و العرض لا يبقى زمانين، پس چگونه مرئى مى ‏شود و نصّ صريح دلالت بر رؤيت عين سعى و عمل مى ‏كند پس اين رؤيت جز به طريق تجسّد نتواند بود، و قوله-  صلّى اللّه عليه و آله- : «لقيت ليلة اسرى بى إبراهيم-  عليه السلام-  فقال: يا محمّد اقرأ امّتك منّى السّلام، و أخبرهم أنّ الجنّة طيّبة التّربة، عذبة الماء، و أنّها قيعان، و أنّ غراسها سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر.»

عطّار:

بهشت از نور تو زينت پذيرد
كه بى اعمال تو زينت نگيرد

در و ديوار جنّت از حيات است
‏زمين و آسمان او نجات است

‏درختش صدق و اخلاص است تقوا
همه بار درخت اسرار معنا

وضو اينجا وضو آن جايگه نور
ثمار اينجا ثمار آن جايگه حور

و در حديث صحيح است كه «يأتي البقرة و آل عمران كأنّهما غمامتان أو غيابتان، يحاجّان عن صاحبهما»، الحديث.

اعلم-  أسعدك اللّه-  كه چون محقّق و مبيّن گشت در كلام سابق كه روح يكى است و نشئات و مظاهر او بسيار، ببايد دانست كه ارواح انسانى را بعد از موطن «الست» نشئات و مواطن بى‏ شمار است. بعضى ارواح سعدا مخصوص است، و بعضى هم سعدا و هم اشقيا در آن مشتركند.

اوّل: نشئه حسّى است كه آن را دنيا مى ‏خوانند، و هى التي نحن فيها الآن، و حكم اين نشئه از زمان ولادت بود تا وقت مرگ.

دوم: نشئه برزخى است، و حكم اين نشئه از زمان مفارقت بدن بود تا وقت‏ حشر. قال تعالى: وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ. و در احكام اين نشئه، عجايب بسيار است، انموذجى از آن صاحب فطنت سليم را از احكام منامات و علم تعبير معلوم گردد. چه خواب آيينه سرّ فنا و تجريد است، و محاكى احوال آخرت «كما تنامون تموتون، و كما تستيقظون تبعثون». چه به واسطه خواب اندك ما به تجرّدى از علايق عالم محسوس كه او را حاصل آيد، هر آينه معقولات را در كسوت ممثّلات مشاهده مى ‏كند.

پس چون به مرگ علاقه به تمام منقطع شود، همه احوال و اعمال و اخلاق خود را آنجا مشخّص باز بيند به صور مناسب، يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً .

شعر:

باش تا روى بند بگشايند
باش تا با تو در حديث آيند

تا كيان را گرفته‏اى در بر
تا كيان را نشانده‏اى بر در

روى في شهاب الأخبار عن رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «من قتل عصفورا عبثا، جاء يوم القيامة و له صراخ عند العرش يقول: يا ربّ، سل هذا فبم قتلنى من غير منفعة». قال اللّه تعالى: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ. آن عالمى است كه در آنجا ظاهر باطن شود و باطن ظاهر. هر صفت كه در دنيا بر آدمى غالب بوده باشد، آن صفت در آن عالم به صورتى مناسب آن پيدا شود. مثلا اگر مخنّث جاه بود، به صورت پلنگى ظاهر گردد، و اگر قوّه شهوت غالب باشد، به صورت سگ، و اگر قوّه غضب، به صورت خوك‏

آنچش امروز زير پوش نمود
آن، زبر پوش حشر خواهد بود

يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى‏ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ.

گلشن:

هر آنچ آن هست بالقوّه در اين دار
به فعل آيد در آن عالم به يك بار

همه افعال و اقوال مدّخر
هويدا گردد اندر روز محشر

چو عريان گردى از پيراهن تن
شود عيب و هنر يكباره روشن‏

تنت باشد و ليكن بى ‏كدورت‏
كه بنمايد از او چون آب صورت‏

همه پيدا شود آنجا ضماير
فرو خوان آيه «تُبْلَى السَّرَائِر»

دگر باره به وفق عالم خاص‏
شود اخلاق تو اجسام و اشخاص‏

چنان كز قوّه عنصر در اينجا
مواليد سه گانه«» گشت پيدا

همه اخلاق تو در عالم جان‏
گهى انوار گردد گاه نيران«»

نماند مرگ تن در دار حيوان
به يكرنگى برآيد قالب و جان‏

قال الشيخ في نقش الفصوص: «كان الإنسان مختصرا من الحضرة الإلهية.» يعنى مجموعه‏اى است كه در اوست جميع حقايق اسماى الهيه. «و لذلك خصّه بالصورة، فقال-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «خلق اللّه آدم على صورته»، و جعله اللّه العين المقصودة و الغاية المطلوبة من العالم كالنفس الناطقة من الشخص الإنساني.»

گلشن:

جهان چون توست يك شخص معيّن
تو او را گشته چون جان او تو را تن‏

«و لهذا يخرّب الدنيا بزواله،» يعنى از اين جهت كه انسان كامل نسبت با عالم‏ همچون نفس ناطقه است، از شخص انسانى خراب مى ‏گردد دنيا به انعدام انسان كامل در دنيا و انتقال او به آخرت، همچنان چه خراب مى ‏شود بدن به انقطاع تعلّق نفس ناطقه از او، تعلّق تدبير و تصرّف لايق به نشئه دنيويه. «و تنتقل العمارة إلى الآخرة من أجله.» و منتقل مى ‏شود عمارت به آخرت به سبب انتقال انسان كامل به آخرت، همچنان چه منتقل مى ‏شود عمارت به بدن مكتسب نفس ناطقه بعد از انقطاع تعلّق او از بدن عنصرى على رأى، يا آنكه تدبير و تصرّف بگرداند او را لايق حشر موعود.

«و هذه مسألة دقيقة كلّت عن دركها الأفهام، و حارت فيها العقول و الأوهام، فليس إلّا للكشف الصرف المحمّدى فيها قدم-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- ».

قال في فكّ فصّ الشعيبى:«» «لمّا كان القلب منبع التشعّب كما ذكرت لك، تنبعث منه الحياة الحيوانية و تسرى في جميع الأقطار. و أمّا قلب جملة الصورة الوجودية: فالإنسان الكامل الحقيقى برزخ الوجوب و الإمكان، و المرآة الجامعة بالذات و المرتبة من صفات القدم و أحكامه، و كذلك الحدثان، و لهذا جعل محلّ خلافته الأرض التي هى مركز الدائرة الوجودية، و لمقامها المعنوى المحجوب الآن بصورتها، رتبة البدنية في انبعاث النفس الرحمانى ليكون«» النشأة الكلّية الوجودية، فناسب من هذه الوجه الإنسان الحقيقى النازل فبها بالخلاقة، لأنّه الأوّل بالرتبة و المنزلة و إن كان آخرا بالصورة، فهو الواسطة بين الحقّ و الخلق، و به و من مرتبته يصل فيض الحقّ و المدد الذى هو سبب بقاء ما سوى الحقّ إلى العالم كلّه علوا و سفلا، و لولاه من حيث برزخية التي لا تغاير الطرفين، لم يقبل شي‏ء من العالم المدد الإلهى الوحدانى لعدم المناسبة و الارتباط و لم يصل إليه، فكان يفنى و أنّه عمد السماوات.

و لهذا السرّ برحلته من مركز الأرض التي هى صورة حضرة الجميع و أحديّته و منزل خلافة الإلهية إلى الكرسى الكريم و العرش المجيد المحيطين بالسماوات و الارض ينخرم نظامها، فتبدّل الأرض غير الارض و السماوات، و لهذا نبّه أيضا عليه على ما ذكرنا بقوله:«» «لا تقوم السّاعة و في الأرض من يقول: اللّه، اللّه.» و أكّده بالتكرار يريد: «و في الأرض من يقول: اللّه» قولا حقيقيا، إذ لو أراد «من يقول كلمة اللّه» لم يؤكّد بالتكرار، و لا شكّ أنّه لا يذكر اللّه ذكرا حقيقيا، و خصوصها بهذا الاسم الجامع الأعظم المنعوت بجميع الأسماء، إلّا الذى يعرف الحقّ المعرفة التامّة، و أتمّ الخلق معرفة باللّه في كلّ عصر خليفة اللّه، و هو كامل ذلك العصر، فكأنّه يقول-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : لا تقوم الساعة و في الأرض انسان كامل، و هو المشار إليه بأنّه العمد المعنوى الماسك، و إن شئت فقل: الممسوك لأجله. فإذا انتقل، إنشقّت السماء و كوّرت الشمس و انكدرت النجوم و انتشرت، و سيّرت الجبال و زلزلت الأرض و جاءت القيامة.

و لو لا ثبوته من حيث مظهريته في الجنّة التي محلّها الكرسى و العرش المجيد، لكان الحال فيهما كالحال في الأرض و السماوات.

و إنّما قيدت ثبوته من حيث مظهريته من أجل ما اطّلعنى اللّه عليه من أنّ الجنة لا يسع انسانا كاملا، و إنّما يكون منه في الجنّة ما تناسب الجنّة، و في كلّ عالم ما يناسب ذلك العالم، و ما يستدعيه ذلك العالم من الحقّ من حيث ما في ذلك العالم من الإنسان. بل أقول: و لو خليت«» جهنّم منه لم تبق، و به امتلأت و إليه الإشارة بقدم الجبّار المذكور في الحديث عند قوله-  عليه السلام- :«» «إنّ جهنّم لا يزال تقول: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ«» حتّى يضع الجبّار فيها قدمه، فإذا وضع الجبّار فيها قدمه ينزوي بعضها من بعض و تقول: قطّ قطّ» أى حسبى حسبى.

و اجتزت«» من جانب الحقّ أنّ القدم الموضوع في جهنّم هو الباقى في هذا العالم من صور الكمّل، ممّا لم يصحبهم في النشأة الجنانية، و كنّى عن ذلك الباقى بالقدم، للمناسبة الشريفة اللطيفة، فإنّ القدم من الإنسان آخر أعضاء صورته، فكذلك نفس صورته العنصرية آخر أعضاء مطلق الصورة الإنسانية، لأنّ صورة العالم بأجمعها كالأعضاء لمطلق صورة الحقيقة الإنسانية، و هذه النشأة آخر صورة ظهرت بها الحقيقة الإنسانية، و بها قامت الصور كلّها التي قلت إنّها كالأعضاء.» قال في شرح نقش الفصوص: «ما دام كه انسان كامل در دنيا بود، عالم محفوظ و خزاين الهى مضبوط باشد، و چون از اين عالم منتقل شود به آن عالم، و از دنيا مفارقت كند، و مقيم دار آخرت گردد، و در افراد انسانى كسى نباشد كه متّصف به كمالات الهيه شود، يا قائم مقام او گردد و خداى تعالى او را خزينه‏دار خزائن خود سازد، هر چه در خزائن دنيا باشد از كمالات و معانى با آن كامل از خزينه بيرون برند، و اين بعض دنيوى لاحق گردد به آنچه در خزاين اخروى است، و كار خزانه‏دارى و خلافت به آخرت افتد.» قال سعيد الدين الفرغانى: «التجلّيات الإلهية لأهل الآخرة إنّما هى بواسطة الكامل كما في الدنيا، و المعاني المفصّلة لأهلها متفرّعة من مرتبته و مقام جمعه أبدا كما تفرع منه أزلا، و ما للكامل من الكمالات في الآخرة لا يقاس على ما له من الكمالات في الدنيا، إذ لا قياس لنعم الآخرة على نعم الدنيا، و قد جاء في الخبر الصحيح: «إنّ الرّحمة مائة جزء: جزء منها لأهل الدّنيا، و تسعة و تسعون لأهل الآخرة.

»«» و اعلم أنّ دار الوجود واحدة، و انقسامها إلى الدنيا و الآخرة بالنسبة إليك، لأنّهما صفتان للنشأة الإنسانية. فأدنى نشأته الوجودية العينية النشأة العنصرية، فهى الدنيا لدناءتها بالنسبة إلى نشأته النورية الإلهية، أو لدنوّها عن فهم الإنسان الحيوان، و لمّا كانت النشأة الإنسانية الكلّية في الدنيا نشأتين: تفصيلية فرقانية و نشأة أحدية جمعية قرآنية، و هذه النشأة الدنيوية كثيفة، و صورتها مقيّدة سخيفة من مادّة جامعة بين النور و الظلمة، و النفس الناطقة المتعلّقة بها من بعض قواها القوّة العملية، و هى ذاتية لها، و بها يعمل اللّه سبحانه لأجلها في كلّ نشأة و موطن صورة هيكلية تنزل معانيها فيها، و يظهر قواها و خصائصها و حقائقها بها، و كانت هذه النشأة الجامعة بين النور و الظلمة لا تقتضى الدوام، بل لا بدّ لها من الانخرام و الانصرام لكونها حاصلة من عناصر مختلفة متباينة متضادّة يقضى بحقائقها الانفكاك. و كون قوى مزاجها العنصرى غير وافية بجميع ما في النفس من الحقائق و الدقائق. فإنّ في النفس ما لا يظهر بهذه النشأة العنصرية مثل ما يظهر بنشأتها الروحانية النورانية، و قد حصل لها بحمد اللّه-  سبحانه-  في مدّة عمرها التي كانت تعمر أرض جسدها من الأخلاق الفاضلة و الملكات الكاملة و العلوم و الأعمال الصالحة الحاصلة، كمال فعلىّ لما صارتها جميع ما كان بالقوّة بالفعل.

فينشى‏ء اللّه سبحانه للنفس بالقوّة العملية إذا خرجت عن الدنيا، صورة اخروية روحانية ملائمة لها في جميع أفاعيلها و خصائصها، من مادّة روحانية حاصلة لها من تلك الأخلاق و الملكات و العلوم و الأعمال. فيظهر بحقائقها و خصائصها و آثارها في تلك الصورة، ظهورا يقتضى الدوام إلى الأبد. لأنّ مادّتها روحانية وحدانية نورية، فاقتضت تلك النشأة الروحانية الدوام و البقاء، لرسوخ حقائقها و اصولها الروحانية في جوهر الروح، و دوام التجلّى النفسى الإلهى فيها. فإذا انتقل الأمر إلى الآخرة، فظهرت النفوس و الأرواح الإنسانية في صورها الروحانية البرزخية و المثالية و الحشرية، و غلبت الروحية على الصور، و النورية على الظلمة، و أخبرنّ الحقّ الأسرار و الأنوار و الحقائق في تلك الصور الاخروية، كان الإنسان بأحدية جمعه ختما على تلك النشأة الاخروية، حافظا لها إلى الأبد. فافهم» فيض و قبول فيض دائمى است. هر قابلى كه به صفت وجود متّصف شد، واجب الوجود گشت به وجود حقّ دائم. پس عدم بر او طارى نشود، امّا تعيّنات و ظهورات و نشئات بر او طارى مى ‏شود، و اين مخالف آيه كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ نيست. زيرا كه متعلّق فنا تعيّن شخص است نه متعيّن. پس وجود متعيّن بعد از زوال تعيّنى ظهور مى‏كند در تعيّنى ديگر، اعمّ از آنكه برزخى بود يا حشرى يا جنانى يا جهنّمى، و اين تجلّيات و ظهورات باقى است ابد الآبدين، و قابل و مقبول هر دو باقى و دائم بالحقّ الدائم الباقى. الممكنات كلّها شئون الحقّ في غيب ذاته و أسمائه، و وقع اسم الغير عليها بواسطة التعيّن و الاحتياج إلى من يوجدها في العين، و بعد الإتّصاف بالوجود العينى صار واجبا بالغير لا ينعدم أبدا، بل يتغيّر و يتبدّل بحسب عوالمه و طريان الصور عليه. قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّكم خلقتم للأبد، و إنّما تنقلون من دار إلى دار.»

شعر:

اندر آن بقعه ز اهل نفس و نفس
مرگ ميرد دگر نميرد كس‏

خلق الناس للبقاء فضّلت
امّة تحسبونها للنّفاد

إنّما ينقلون من دار أعمال
‏إلى دار شقوة أو رشاد

عن ابن عبّاس-  رضى اللّه عنهما-  قال: تلا رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  هذه الآية: وَ لَمَّا جاءَ مُوسى‏«»، فقال: «قال اللّه تعالى: يا موسى، إنّه لا يراني حقّ إلّا مات، و لا يابس إلّا تدهده، و لا رطب إلّا تفرّق، إنّما يراني أهل الجنّة الّذين لا تموت أعينهم و لا تبلى أجسامهم.» و قال في الباب الخامس و السبعين و ثلاثمائة من الفتوحات في معرفة يضاهى الخيالى و عالم الحقائق و الامتزاج و هو من الحضرة المحمّدية: «اعلم-  أيّدك اللّه-  أنّ رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  قال: «مولى القوم‏ منهم»، و الخيال من موالى النفس الناطقة، فهى منها بمنزلة المولى من السيّد.» «اعلم أنّ القوّة الخيالية التي في نشأة الإنسان من كونه، نسخة من العالم بالنسبة إلى عالم المثال المطلق، كالجزء بالنسبة إلى الكلّ، و كالجدول بالنسبة إلى النهر الذى هو مشرعه، و لمّا كان طرف الجدول الذى يلي النهر متّصل به، كذلك عالم خيال الإنسان من حيث طرفه الأعلى متّصل بعالم المثال.

لكنّ الناس في ذلك من وجه على قسمين: قسم لا يعرفون ذلك الارتباط، و لا يشعرون به، و لا يستشرفون عليه، و هم جمهور الناس، و قسم-  و هم أهل القلوب-  يعلمونه،«» و يستشرفون و يسوقون إليه، بل يتعدّونه إلى عالم الأرواح، و ما فوقه.» كذا قال المحقّق القونوى في شرح الحديث. و قال صاحب الفتوحات في الرسالة السلوك إلى اللّه: «اعلم أنّ النبوّة و الولاية يشتركان في ثلاثة أشياء: الواحد في العلم من غير تعلّم كسبى، و الثاني في الفعل بالهمّة فيما جرت العادة أن لا تفعل إلّا بالجسم، و الثالث في رؤية عالم الخيال في الحسّ.» «و للمولى في السيّد نوع من أنواع التحكّم من أجل المليكة. فإنّه به و بأمثاله من الموالى يصحّ كون السيّد مالكا و ملكا. فلمّا لم يصحّ للسيّد هذه المنزلة إلّا بالمولى، كان له بذلك يد هى التي تعطيه بعض التحكّم في السيّد، و ما له فيه من التحكّم إلّا أنّه يصوّرها في أى صورة شاء، و إن كانت النفس على صورة في نفسها، و لكن لا تتركها هذا الخيال عند المتخيّل إلّا على حسب ما يريده من الصورة في تخيّله، و ليس للخيال قوّة يخرجه عن درجة المحسوسات، لأنّها ما تولّد و لا ظهر عينه إلّا من الحسّ.

فكلّ تصرّف يتصرّفه في المعدومات و الموجودات، و ما له«» عين في الوجود أو لا عين له، فإنّه يصوّره في صورة محسوس له عين في الوجود، و لكن اجزاء تلك الصورة كلّها أجزاء وجودية محسوسة لا يمكن له أن يصوّرها إلّا على هذا الحدّ. فقد جمع الخيال بين الإطلاق العامّ الذى لا إطلاق يشبهه، فإنّ له التصرّف العامّ في الواجب و المحال و الجائز، و ما ثمّ من له حكم هذا الإطلاق. و هذا هو تصرّف الحقّ في المعلومات بواسطة هذه القوّة، كما أنّ له التقييد الخاصّ المنحصر. فلا يقدر أن تصوّر«» أمرا من الامور إلّا في صورة حسّية-  كانت موجودة تلك الصور المحسوسة  أو لم يكن-  لكن لا بدّ من أجزاء الصورة المتخيّلة أن يكون كلّها-  كما ذكرنا-  موجودة في المحسوسات، أى قد أخذها من الحسّ حين أدركها متفرّقة، لكن المجموع قد لا يكون في الوجود.

و اعلم أنّ الحقّ لم يزل في الدنيا متجلّيا للقلوب دائما، فيتنوّع«» الخواطر فيها التجلّية و إن تنوّع الخواطر في الإنسان على التجلّى الإلهى، من حيث لا يشعر بذلك إلّا أهل اللّه، كما أنّهم يعلمون أنّ اختلاف الصور الظاهرة في الدنيا و الآخرة، في جميع الموجودات كلّها غير متنوّع، فهو الظاهر، إذ هو عين كلّ شي‏ء، و في الآخرة يكون باطن الإنسان ثابتا، فإنّه عين ظاهر صورته في الدنيا، و التبدّل فيه خفى، و هو خلقه الجديد في كلّ زمان الذى هم فيه في لبس، و في الآخرة يكون ظاهره مثل باطنه في الدنيا، و يكون التجلّى الإلهى دائما بالفعل، فيتنوّع ظاهره في الآخرة كما يتنوّع باطنه في الدنيا، في الصور التي يكون فيها التجلّى الإلهى، منصبغ بها انصباغا.فذلك هو التضاهى الإلهى الخيالى، غير أنّه في الآخرة ظاهر و في الدنيا باطن.

فحكم الخيال مستصحبة«» للانسان في الآخرة، و للحقّ،«» و ذلك هو المعبّر عنها بالشأن الذى هو فيه الحقّ من قوله: يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ«»، فلم يزل و لا يزال. و إنّما سمّى ذلك خيالا، لأنّا نعرف أنّ ذلك راجع إلى الناظر، لا إلى الشي‏ء في نفسه، ثابت على حقيقته لا يتبدّل،«» لأنّ الحقائق لا تتبدّل. و يظهر«» إلى الناظر في صور متنوّعة، و ذلك التنوّع حقيقة أيضا لا تتبدّل عن تنوّعها. فلا فعل الثبوت على صورة واحدة، بل حقيقتها الثبوت على التنوّع. فكلّ ظاهر في العالم صورة ممثّلة كيانية مضاهية للصورة الإلهية، لأنّه لا يتجلّى للعالم إلّا بما يناسب العالم في عين جوهر ثابت، كما أنّ الإنسان من حيث جوهره ثابت أيضا. فترى الثابت بالثابت، و هو الغيب منك و منه، و ترى الظاهرة بالظاهر، و هو المشهود و الشاهد و الشهادة منك و منه. فكذا تدركه، و كذا تدرك ذاتك، غير أنّك معروف في كلّ صورة أنّك أنت لا غيرك. كما نعلم  أنّ زيدا في تنوّعه في كيفياته: من خجل و وجل، و مرض و عافية، و رضى و غضب، و كلّ ما يتقلّب فيه من الأحوال، أنّه زيد لا غيره، و كذلك الأمر فنقول: قد تغيّر فلان من حال إلى حال، و من صورة إلى صورة. و لو لا ما هو الامر على هذا، لكان إذا تتبدّل الحال عليه لم نعرفه و قلنا بعدمه.فعلمنا أنّ ثمّ عينين-  كما قال تعالى- : أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ«» فعين يدرك به من يحوّل، و عين يدرك به التحوّل. و هما طريقان مختلفان، قد أبانهما اللّه لذى عينين، و هو قوله: وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ أى بيّنّا له الطريقين كما

قال الشاعر:

نجدا على أنّه طريق
تقطعه للظباعيون‏

فجعل قطع الطريق للعيون، فكلّ عين لها طريق. فاعلم من رأيت و ما رأيت، و لهذا صحّ وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى . فالعين التي أدركت بها أنّ الرمى لمحمّد-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  فتعلم أنّ لك عينين-  إن كنت صاحب علم-  فتعلم قطعا أنّ الرامى هو اللّه في صورة محمّدية جسدية، و ليس التمثّل و التخيّل غير هذا. فاللّه قد نبّهك، و أنت لا تنتبه و هذه هى الآيات التي جعلها اللّه لقوم يعقلون عنه، و يتفكّرون فيها، و لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ (ينقلب) أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ (لما قيل له و عرف به) وَ هُوَ شَهِيدٌ لتقلّبه في نفسه، معلّم أنّ الأمر كذلك، هؤلاء هم أولو الألباب. فإنّ اللبّ بحجّته صورة القشر. فلا يعلم بعلم اللبّ إلّا من علم أنّ ثمّ لبّا، و لو لا ذلك ما كثر القشر.» و الحمد للّه أوّلا و آخرا.

خاتمة باب المعاد فيما روى عليه السلام عن رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  في مواقف القيامة:

أورده صاحب الفتوحات المكّية رواية عن عبد اللّه بن مسعود قال: كنت جالسا عند علىّ بن ابى طالب و عنده عبد اللّه ابن عبّاس و حوله عدّة من أصحاب رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  فقال علىّ: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ في القيامة لخمسين موقفا، كلّ موقف منها ألف سنة» إلى آخر الحديث، رواه باسناده في أثناء الباب الرابع و الستّين من الفتوحات: «في معرفة القيامة و منازلها و كيفية البعث.

شعر:

يوم المعارج من خمسين ألف سنة
يطير عن كلّ نوّام به و سنه

‏و الأرض، من حذر عليه ساهرة
لا تأخذنها، لما يقضى إلاله، سنة

فكن غريبا و لا تركن لطائفة
من الخوارج أهل الألسن السنة

و إن رأيت امرأ يسعى لمفسدة
فخذ على يده تجزى به حسنة

و لتعتصم، حذرا، بالكهف، من رجل
تريك فتنته يوما كمثل سنة

قد مدّ خطوته في غير طاعته‏
و لم يزل في هواه خالعا رسنه

اعلم أنّه إنّما سمّى هذا اليوم يوم القيامة، لقيام الناس فيه من قبورهم، لربّهم«» في النشأة الآخرة التي ذكرناها في «البرزخ» في الباب الذى قبل هذا الباب، و لقيامهم إذا جاء الحقّ للفصل و القضاء، و الملك صفّا صفّا. قال اللّه تعالى: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ أى لأجل ربّ العالمين حين يأتي. و جاء بالاسم «الربّ» إذا كان الربّ المالك، فله صفة القهر و له صفة الرحمة. و لم يأت بالاسم «الرحمن» لأنّه لا بدّ من الغضب في ذلك اليوم كما سيرد في هذا الباب، و لا بدّ من الحساب، و الإتيان بجهنّم و الموازين. و هذه كلّها ليست من صفات الرحمة المطلقة التي يطلبها الاسم «الرحمن». غير أنّه-  سبحانه-  أتى باسم إلهى يكون الرحمة فيه أغلب، و هو الاسم «الربّ»، فإنّه من الإصلاح و التربية. فيقوّى ما في المالك و السيّد من فضل الرحمة، على ما فيه من صفة القهر: «فتسبق رحمته غضبه»، يكثر التجاوز عن سيّئات أكثر الناس.

فأوّل ما أقول و ابيّن، ما قال اللّه في ذلك اليوم: من امتداد الأرض، و قبض السماء و سقوطها على الأرض، و مجي‏ء الملائكة، و مجي‏ء الربّ في ذلك اليوم، و أين يكون الخلق حين تمدّ الأرض، و تبدّل صورتها، و مجي‏ء جهنّم، و ما يكون من شأنها ثمّ أسوق حديث مواقف القيامة في «خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» و حديث الشفاعة.

اعلم-  يا أخى-  أنّ الناس إذا قاموا من قبورهم-  على ما سنورده إن شاء اللّه تعالى-  و أراد اللّه أن تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ، و تمدّ الأرض بإذن اللّه، و يكون الخير دون «الظلمة»، فيكون الخلق عليه عند ما يبدّل اللّه الأرض كيف يشاء، إمّا بالصورة، و إمّا بأرض اخرى ما يتمّ عليها، تسمّى «الساهرة»، فيمدّها سبحانه مدّ الأديم يقول تعالى: وَ إِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ، و يزيد في سعتها ما شاء، أضعافا ما كانت: من إحدى و عشرين جزءا، إلى تسعة و تسعين جزءا، حتّى لا تَرى‏ فِيها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً.

ثمّ إنّه-  سبحانه-  يقبض السماء إليه فيطويها بيمينه يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ«»، ثمّ يرميها على الأرض الذى مدّها واهية، و هو قوله: وَ انْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ«». و يردّ الخلق إلى الأرض التي مدّها، فيقفون منتظرين ما يصنع اللّه بهم. فإذا وهت السماء نزلت ملائكتها على أرجائها، فيرون أهل الأرض خلقا عظيما، أضعاف ما هم عليه عددا. فيتخيّلون أنّ اللّه نزل فيهم لما يرون من عظيم المملكة، ممّا لم يشاهدوه من قبل. فيقولون: «أ فيكم ربّنا» فيقول الملائكة: «سبحان ربّنا ليس فينا و هو آت». فتصطفّ الملائكة صفّا مستديرا على نواحى الأرض، محيطين بعالم الجنّ و الإنس، و هؤلاء هم عمّار سماء الدنيا.

ثمّ ينزّل أهل السماء الثانية، بعد ما يقبضها اللّه ايضا، و يرمى بكوكبها في النار، و هو المسمّى «كاتبا». و هو«» أكثر عددا من السماء الاولى. فيقول الخلائق: «أ فيكم ربّنا» ففزع الملائكة من قولهم، فيقولون: «سبحان ربّنا ليس فينا و هو آت».فيفعلون فعل الأوّلين من الملائكة: يصطفّون خلفهم صفّا ثانيا مستديرا.

ثمّ ينزّل أهل السماء الثالثة، و يرمى بكوكبها المسمّى «زهرة» في النار، و يقبضها اللّه بيمينه. فيقول الخلائق «أ فيكم ربّنا» فيقول الملائكة: «سبحان ربّنا ليس هو فينا و هو آت». فلا يزال الأمر هكذا سماء بعد سماء، حتّى ينزل أهل السماء السابعة. فيرون خلقا أكثر من جميع من نزل. فيقول الخلائق: «أ فيكم ربّنا» فيقول الملائكة: سُبْحانَ رَبِّنا قَدْ جَاءَ رَبُّنَا وَ إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا.

فيأتى اللّه في ظلل من الغمام و الملائكة، و على المجنّبة اليسرى جهنّم. فيكون إتيانه إتيان الملك. فإنّه يقول: «ملك يوم الدين» و هو ذلك اليوم، فسمّى بالملك، و يصطفّ الملائكة سبعة صفوف، محيطة بالخلائق. فإذا أبصر الناس جهنّم «لها فوران و تغيّظ» على الجبابرة المتكبّرين. فيفرّون الخلق بأجمعهم منها، لعظم ما يرونه، خوفا و فزعا و هو «الفزع الأكبر» إلّا الطائفة التي لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. فهم الآمنون مع النبيّين على أنفسهم. غير أنّ النبيّين تفزع على اممها، للشفقة التي جعلهم اللّه عليها للخلق. فيقولون في ذلك اليوم: «سلّم، سلّم» و كان اللّه قد أمر أن «تنصب، لآمنين من خلقه، منابر من نور» متفاضلة بحسب منازلهم في الموقف.

فيجلسون عليها آمنين مبشّرين. و ذلك قبل مجي‏ء الربّ تعالى. و إذا فرّ الناس خوفا من جهنّم، و فرقا لعظيم ما يرون من الهول في ذلك اليوم، يجدون الملائكة صفوفا لا يتجاوزونهم. فتطردهم الملائكة، وزعة الملك الحقّ-  سبحانه و تعالى-  إلى المحشر، و يناديهم أنبياءهم: «ارجعوا ارجعوا» فينادى بعضهم بعضا. فهو قول اللّه تعالى فيما يقول رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً يَوْمَ التَّنادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ. و الرسل تقول: «سلّم سلّم» و يخافون أشدّ الخوف على اممهم، و الامم يخافون على أنفسهم، و المطهّرون المحفوظون الذين ما تدنّست بواطنهم بالشّبه المضلّة، و لا ظواهرهم بالمخالفات الشرعية، آمنون: «يغبطهم النبيّون» في الذين هم عليه من الأمن، لما هم النبيّون عليه من الخوف على اممهم.

فينادى مناد، من قبل اللّه تعالى، يسمعه أهل الموقف، و لا يدرون-  أو لا أدرى-  هل ذلك نداء الحقّ سبحانه بنفسه، أو نداء عن أمره سبحانه يقول في ذلك النداء: «يا أهل الموقف ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم.» فإنّه قال لنا: يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ تعليما له و تنبيها ليقول: «كرمك». و لقد سمعت شيخنا الشّنختّة يقول يوما و هو يبكى: «يا قوم لا تفعلوا بكرمه. أخرجنا و لم نك شيئا، و علّمنا ما لم نكن نعلم، و امتنّ علينا ابتداء بالإيمان به و بكتبه و رسله، و نحن لا نعتنا. أ فتراه يعذّبنا بعد أن عقلنا و آمنّا حاشا كرمه سبحانه من ذلك».فأبكانى بكاء فرح و بكى الحاضرون.

ثمّ نرجع و نقول: فيقول الحقّ في ذلك النداء: أين الذين كانت: تَتَجافى‏ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ«» فيؤتى بهم إلى الجنّة». ثمّ يسمعون من قبل الحقّ، نداء ثانيا-  لا أدرى هل ذلك نداء الحقّ بنفسه، أو نداء عن أمر الحقّ-  «أين الذين كانوا لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ«» و تلك الزيادة-  كما قلنا-  من جنّات الإختصاص.

فيؤمر بهم إلى الجنّة. ثمّ يسمعون نداء ثالثا-  لا أدرى هل هو نداء الحقّ بنفسه، أو نداء عن أمر الحقّ- : «يا أهل الموقف ستعلمون اليوم، من أصحاب الكرم. أين‏ الذين صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ… لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ فيؤمر بهم إلى الجنّة فبعد هذا النداء، يخرج «عنق من النار». فإذا أشرف على الخلائق، له عينان و لسان فصيح، يقول: «يا أهل الموقف إنّى وكّلت منكم بثلاث». كما كان النداء الأوّل ثلاث مرّات، لثلاث طوائف من أهل السعادات. و هذا كلّه، قبل الحساب، و الناس وقوف قد ألجمهم العرق، فاشتدّ الخوف، و تصدّعت القلوب لهول المطّلع.-  فيقول ذلك «العنق المستشرف من النار-  عليهم»: إنّى وكّلت بكلّ جبّار عنيد.» فيلقطهم من بين الصفوف، كما يلقط الطائر حبّ السّمسم. فإذا لم يترك أحدا منهم في الموقف، نادى نداء ثانيا: «يا أهل الموقف إنّى وكّلت بمن آذى اللّه و رسوله». فيلقطهم، كما يلقط الطائر حبّ السّمسم من بين الخلائق. فإذا لم يترك منهم أحدا، نادى ثالثة: «يا أهل الموقف و إنّى وكّلت بمن ذهب يخلق كخلق اللّه». و يلقط أهل التصاوير، و هم الذين يصوّرون الكنائس لتعبد تلك الصور، و الذين يصوّرون الأصنام. و هو قوله تعالى: أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ فكانوا ينحتون لهم الأخشاب و الأحجار ليعبدوها من دون اللّه. فهؤلاء المصوّرون. فيلقطهم من بين الصفوف، كما يلقط الطائر حبّ السّمسم. فإذا أخذهم اللّه عن آخرهم، و يبقى الناس و فيهم المصوّرون الذين لا يقصدون بتصويرهم ما قصد اولئك من عباداتهم حتّى يسألوا عنها، «لينفخوا أرواحا تحيى بها، و ليسوا بنافخين» كما ورد الخبر في المصوّرين. فيقفون ما شاء اللّه، ينتظرون ما يفعل اللّه بهم.و العرق قد ألجمهم.

فحدّثنا شيخنا القصّار بمكّة، سنة تسع و تسعين و خمسمائة، بجانب الركن اليمانى من الكعبة المعظّمة، عن عبد اللّه بن مسعود قال: كنت جالسا عند علىّ بن ابى طالب-  عليه السلام و التحيّة-  و عنده عبد اللّه بن عبّاس و حوله عدّة من‏ أصحاب رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  فقال علىّ: فقال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ في القيامة لخمسين موقفا، كلّ موقف منها ألف سنة: فأوّل موقف، إذا خرج النّاس من قبورهم، يقومون على أبواب قبورهم ألف سنة، عراة حفاة جياعا عطاشا. فمن خرج من قبره مؤمنا بربّه، مؤمنا بنبيّه، مؤمنا بجنّته و ناره، مؤمنا بالبعث و القيامة، مؤمنا بالقضاء و القدر-  خيره و شرّه-  مصدّقا بما جاء به محمّد-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  من عند ربّه، نجا و فاز و غنم و سعد، و من شكّ في شي‏ء من هذا، بقى في جوعه و عطشه و غمّه و كربه ألف سنة، حتّى يقضى اللّه فيه بما يشاء.

ثمّ يساقون من ذلك المقام إلى المحشر. فيقومون«» على أرجلهم ألف عام في سرادقات النيران، في حرّ الشّمس، و النّار عن أيمانهم، و النّار عن شمائلهم، و النّار من بين أيديهم، و النّار من خلفهم، و الشّمس من فوق رؤسهم، و لا ظلّ إلّا ظلّ العرش. فمن لقى اللّه تعالى ساعدا«» له بالإخلاص، مقرّا بنبيّه، بريئا من الشّرك و السّحر، و بريئا من إهراق دماء المسلمين، ناصحا للّه و لرسوله، محبّا لمن أطاع اللّه و رسوله، مبغضا لمن عصى اللّه و رسوله، استظلّ تحت ظلّ عرش الرّحمن، و نجا من غمّه. و من حاد عن ذلك، و وقع في شي‏ء من هذه الذّنوب، بكلمة واحدة، أو تغيّر قلبه، أو شكّ في شي‏ء من أمر دينه، بقى ألف عام في الحزن و الغمّ و العذاب و الهمّ، حتّى يقضى اللّه فيه بما يشاء.ثمّ يساق الخلق إلى النّور و الظّلمة. فيقومون«» في تلك الظّلمة ألف عام. فمن لقى اللّه تعالى و لا يشرك به شيئا، و لم يدخل في قلبه شي‏ء من النّفاق، و لم يشكّ‏ في شي‏ء من أمر دينه، و أعطى الحقّ من نفسه، و قال الحقّ، يعنى به،«» أنصف النّاس من نفسه، و أطاع اللّه في السّر و العلانية، و رضى بقضاء اللّه، و قنع بما أعطاه اللّه، خرج من الظّلمة إلى النّور، في مقدار طرفة عين، مبيضّا وجهه، و قد نجا من الغموم كلّها. و من خالف في شي‏ء منها، بقى في الهمّ و الغمّ ألف سنة، ثمّ خرج منها مسودّا وجهه، و هو في مشيئة اللّه: يفعل به ما يشاء.

ثمّ يساق الخلق إلى سرادقات الحساب، و هى عشر سرادقات، يقفون في كلّ سرادق منها ألف سنة. فيسأل ابن آدم عند أوّل سرادق منها عن المحارم. فإن لم يكن وقع في شي‏ء منها، جاز إلى السّرادق الثّانى. فيسأل عن الأهواء، فإن كان نجا منها، جاز إلى السّرادق الثّالث. فيسأل عن حقوق الوالدين، فإن لم يكن عاقّا، جاز إلى السّرادق الرّابع. فيسأل عن حقوق من فرض اللّه إليه امورهم، و عن تعليم«» القرآن، و عن أمر دينهم و تأديبهم: فإن كان قد فعل، جاز إلى السّرادق الخامس. فيسأل عمّا ملكت يمينه، فإن كان محسنا إليهم، جاز إلى السّرادق السّادس. فيسأل عن حقّ قرابته، فإن كان قد أدّى حقوقهم، جاز إلى السّرادق السّابع. فيسأل عن صلة الرّحم، فإن كان وصولا لرحمه، جاز إلى السّرادق الثّامن. فيسأل عن الحسد، فإن كان لم يحسد،«» جاز إلى السّرادق التّاسع. فيسأل عن المكر، فإن لم يكن ماكرا«» بأحد، جاز إلى السّرادق العاشر. فيسأل عن الخديعة، فإن لم يكن خدّاعا بأحد، إنجاز«» و نزل في«» عرش الرّحمن، قارّة عينه، فرحا قلبه، ضاحكا فوه. و إن كان قد وقع في شي‏ء من هذه الخصال، بقى في كلّ موقف منها ألف سنة، جائعا عاطشا باكيا حزينا مهموما مغموما. لا ينفعه شفاعة الشّافعين.

ثمّ يحشرون إلى أخذ كتبهم، بأيمانهم و شمائلهم. فيحسبون عند ذلك في خمسة عشر موقفا، كلّ موقف منها ألف سنة. فيسألون في أوّل موقف منها عن الصّدقات و ما فرض اللّه عليهم في أموالهم، فمن أدّاها كاملة، جاز إلى الموقف الثّانى. فيسأل عن قول الحقّ، و العفو عن النّاس، فمن عفى عفى اللّه عنه و جاز إلى الموقف الثّالث. فيسأل عن الأمر بالمعروف، فإن كان آمرا بالمعروف، جاز إلى الموقف الرّابع. فيسأل عن النّهى عن المنكر، فإن كان ناهيا عن المنكر، جاز إلى الموقف الخامس. فيسأل عن حسن الخلق، فإن كان حسن الخلق، جاز إلى الموقف السّادس. فيسأل عن الحبّ في اللّه، فإن كان محبّا في اللّه، مبغضا في اللّه، جاز إلى الموقف السّابع. فيسأل عن مال الحرام، فإن لم يكن أخذ شيئا، جاز إلى الموقف الثّامن. فيسأل عن شرب الخمر، فإن لم يكن شرب من الخمر شيئا، جاز إلى الموقف التّاسع. فيسأل عن الفروج الحرام، فإن لم يكن أتاها، جاز إلى الموقف العاشر. فيسأل عن قول الزّور، فإن لم يكن قاله، جاز إلى الموقف الحادى عشر. فيسأل عن الأيمان الكاذبة، فإن لم يكن حلفها جاز إلى الموقف الثّانى عشر. فيسأل عن أكل الرّبا، فإن لم يكن آكل الرّبا،«» جاز إلى الموقف الثّالث عشر. فيسأل عن قذف المحصنات، فإن لم يكن قذف المحصنات، أو افترى على أحد، جاز إلى الموقف الرّابع عشر.

فيسأل عن شهادة الزّور، فإن لم يكن شهدها، جاز إلى الموقف الخامس عشر. فيسأل عن البهتان، فإن لم يكن بهت مسلما، فنزل تحت لواء الحمد، و اعطى كتابه بيمينه، و نجا من غمّ الكتاب و هوله، و حوسب حسابا يسيرا.

و إن كان قد وقع في شي‏ء من الذّنوب، ثمّ خرج من الدّنيا غير تائب من ذلك، بقى في كلّ موقف من هذه الخمسة عشر موقفا، ألف سنة، في الغمّ و الهول و الحزن و الجوع و العطش، حتّى يقضى اللّه فيه بما يشاء.

ثمّ يقام النّاس في قراءة كتبهم ألف سنة. فمن كان سخيّا قد قدّم ماله ليوم فطره و حاجته، قرأ كتابه و هوّن عليه قراءته، و كسى من ثياب الجنّة، و توّج من تيجان الجنّة، و اقعد تحت ظلّ عرش الرّحمن، آمنا مطمئنّا. و إن كان بخيلا، لم يقدّم ماله ليوم فقره و فاقته، اعطى كتابه بشماله، و يقطّع له من مقطّعات النّيران. و يقام على رءوس الخلائق ألف عام، في الجوع و العطش و العرى و الغمّ و الهمّ و الحزن و الفضيحة حتّى يقضى اللّه فيه بما يشاء.

ثمّ يحشر إلى الميزان، فيقومون عند الميزان ألف عام، فمن رجح ميزانه بحسناته، فاز و نجا في طرفة عين. و من خفّ ميزانه من حسناته، و ثقلت سيّئاته، حبس عند الميزان ألف عام، في الغمّ و الهمّ و الحزن و الجوع و العطش، حتّى يقضى اللّه فيه بما يشاء.

ثمّ يدعى بالخلق إلى الموقف بين يدي اللّه تعالى في إثنى عشر موقفا، كلّ موقف منها مقدار ألف سنة. فيسأل في أوّل موقف عن عتق الرّقاب، فإن كان أعتق رقبة، أعتق اللّه رقبته من النّار، و جاز إلى الموقف الثّانى. فيسأل عن القرآن و حقّه و قراءته، فإن جاء بذلك تامّا، جاز إلى الموقف الثّالث. فيسأل عن الجهاد، فإن جاهد في سبيل اللّه محتسبا، جاز إلى الموقف الرّابع. فيسأل عن الغيبة، فإن لم يكن اغتاب أحدا، جاز إلى الموقف الخامس. فيسأل عن النّميمة، فإن لم يكن نمّاما، جاز إلى الموقف السّادس. فيسأل عن الكذب على اللّه، فإن لم يكن كذّابا، جاز إلى الموقف السّابع. فيسأل عن طلب العلم، فإن كان طلب العلم و عمل به، جاز إلى الموقف الثّامن. فيسأل عن العجب، فإن لم يكن معجبا بنفسه في دينه و دنياه أو في شي‏ء من عمله، جاز إلى الموقف التّاسع. فيسأل عن التكبّر، فإن لم يكن متكبّرا«» على أحد، جاز إلى الموقف العاشر. فيسأل عن القنوط من رحمة اللّه، فإن لم يكن قنط من رحمة اللّه، جاز إلى الموقف الحادى عشر. فيسأل عن الأمن من مكر اللّه، فإن لم يكن آمنا من مكر اللّه، جاز إلى الموقف الثّانى عشر. فيسأل عن حقّ جاره، فإن كان أدّى حقّ جاره، اقيم بين يدي اللّه تعالى، قريرا عينه، فرحا قلبه، مبيضّا وجهه، كاسيا ضاحكا مستبشرا.-  فيرحّب به ربّه و يبشّره برضاه عنه.-  فيفرح عند ذلك، فرحا لا يعلمه أحد إلّا اللّه فإن لم تأت واحدة منهنّ تامّة، و مات عن غير توبة، حبس عند كلّ موقف ألف سنة، حتى يقضى اللّه فيه بما يشاء.ثمّ يؤمر بالخلائق إلى الصّراط-  و قد ضربت عليه الجسور«»-  على جهنّم: أدقّ من الشّعر، و أحدّ من السّيف. و قد غابت الجسور في جهنّم مقدار أربعين ألف عام.

و لهيب جهنّم، بجانبها يلتهب. و عليها حسك و كلاليب و خطاطيف. و هى سبعة جسور، فحشر العباد، كلّهم، عليها. و على كلّ جسر منها عقبة مسيرة ثلاثة آلاف عام: ألف عام صعود، ألف عام استواء و ألف عام هبوط. و ذلك قول اللّه-  عزّ و جلّ- : إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ«» يعنى على تلك الجسور. و ملائكة يرصدون الخلق عليها، فتسأل العبد على أوّل منها عن الإيمان باللّه، فإن جاء به مؤمنا مخلصا، لا شكّ فيه و لا زيغ، جاز إلى الجسر الثّانى. فيسأل عن الصّلاة، فإن جاء بها تامّة، جاز إلى الجسر الثّالث. فيسأل عن الزّكاة، فإن جاء بها تامّة، جاز إلى الجسر الرّابع. فيسأل عن الصيام، فإن جاء به تامّا، جاز إلى الجسر الخامس. فيسأل عن حجّة الإسلام، فإن جاء بها تامّة، جاز إلى الجسر السّادس. فيسأل عن الطّهر، فإن جاء به تامّا، جاز إلى الجسر السّابع. فيسأل عن المظالم، فإن كان لا يظلم أحدا، جاز إلى الجنّة. و إن كان قصر في واحدة منهنّ، حبس على كلّ جسر منها ألف سنة، حتّى يقضى اللّه فيه بما يشاء.» و ذكر الحديث إلى آخره.و سيأتى بقيّة الحديث-  إن شاء اللّه تعالى-  في باب الجنّة، فإنّه يختصّ بالجنّة.

و لم نذكر النشأة الآخرة التي يحشر فيها الإنسان في باب البرزخ، لأنها نشأة محسوسة غير خيالية، و القيامة أمر محقّق موجود حسّى مثل ما هو الإنسان. فلذلك أخّرنا ذكرها الى هذا الباب.» الباب الخامس و الستّون في معرفة الجنّة و منازلها و درجاتها و ما يتعلّق بهذا الباب: «اعلم-  أيّدنا اللّه و إيّاك-  أنّ الجنّة جنّتان: جنّة محسوسة و جنّة معنوية، و العقل يعقلها معا، كما أنّ العالم عالمان: عالم لطيف و عالم كثيف، و عالم غيب و عالم شهادة، و النفس الناطقة المخاطبة المكلّفة لها نعيم ما تحمله من العلوم و المعارف، من طريق نظرها و فكرها و ما وصلت إليه من ذلك بالأدلّة العقلية، و نعيم بما تحمله من اللذّات و الشهوات ممّا تناله بالنفس الحيوانية من طريق قواها الحسّية: من أكل و شرب و نكاح و لباس و روائح، و نغمات طيّبة تتعلّق بها الأسماع، و جمال حسّى في صورة حسنة معشوقة يعطيها في نساء كاعبات، و وجوه حسان، و ألوان متنوّعة، و أشجار و أنهار.

كلّ ذلك ينقله الحواسّ إلى النفس الناطقة، فيلتذّ به من جهة طبيعتها، و لو لم يلتذّ به إلّا الأرواح الحسّاسة الحيوانية لا النفس الناطقة، لكان الحيوان يلتذّ بالوجه الجميل من المرأة المستحسنة، و الغلام الحسن الوجه و الالوان و المصاغ. فلمّا لم تر شيئا من الحيوان يلتذّ بشى‏ء من ذلك، علمنا قطعا أنّ النفس الناطقة هى التي تلتذّ بجميع ما تعطيه القوّة الحسّية، ممّا يشاركها فيه.

و اعلم أنّ اللّه خلق هذه الجنّة المحسوسة بطالع الأسد الذى هو الإقليد، و برجه هو الأسد. و خلق الجنّة المعنوية التي هى روح هذه الجنّة المحسوسة غير خيالية، و القيامة أمر محقّق موجود حسّى مثل ما هو الإنسان. فلذلك أخّرنا ذكرها الى هذا الباب.»«» الباب الخامس و الستّون«» في معرفة الجنّة و منازلها و درجاتها و ما يتعلّق بهذا الباب: «اعلم-  أيّدنا اللّه و إيّاك-  أنّ الجنّة جنّتان: جنّة محسوسة و جنّة معنوية، و العقل يعقلها معا، كما أنّ العالم عالمان: عالم لطيف و عالم كثيف، و عالم غيب و عالم شهادة، و النفس الناطقة المخاطبة المكلّفة لها نعيم ما تحمله من العلوم و المعارف، من طريق نظرها و فكرها و ما وصلت إليه من ذلك بالأدلّة العقلية، و نعيم بما تحمله من اللذّات و الشهوات ممّا تناله بالنفس الحيوانية من طريق قواها الحسّية: من أكل و شرب و نكاح و لباس و روائح، و نغمات طيّبة تتعلّق بها الأسماع، و جمال حسّى في صورة حسنة معشوقة يعطيها في نساء كاعبات، و وجوه حسان، و ألوان متنوّعة، و أشجار و أنهار.

كلّ ذلك ينقله الحواسّ إلى النفس الناطقة، فيلتذّ به من جهة طبيعتها، و لو لم يلتذّ به إلّا الأرواح الحسّاسة الحيوانية لا النفس الناطقة، لكان الحيوان يلتذّ بالوجه الجميل من المرأة المستحسنة، و الغلام الحسن الوجه و الالوان و المصاغ. فلمّا لم تر شيئا من الحيوان يلتذّ بشى‏ء من ذلك، علمنا قطعا أنّ النفس الناطقة هى التي تلتذّ بجميع ما تعطيه القوّة الحسّية، ممّا يشاركها فيه.

و اعلم أنّ اللّه خلق هذه الجنّة المحسوسة بطالع الأسد الذى هو الإقليد، و برجه هو الأسد. و خلق الجنّة المعنوية التي هى روح هذه الجنّة المحسوسة من الفرح الإلهى، من صفة الكمال و الابتهاج و السرور. فكانت الجنّة المحسوسة كالجسم، و الجنّة المعقولة كالروح و قواه. و لهذا سمّاها الحقّ تعالى «الدار الحيوان» لحياتها. و أهلها يتنعّمون فيها حسّا و معنى بالمعنى الذى هو اللطيفة الإنسانية.

و الجنّة أيضا أشدّ تنعّما بأهلها الداخلين فيها، و لهذا تطلب مسكنها من الساكنين، و قد ورد خبر عن النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ الجنّة اشتاقت إلى بلال و علىّ و عمّار و سلمان» فوصفها بالشوق إلى هؤلاء-  و ما أحسن موافقة هذه الأسماء-  لما في شوقها من المعاني. فإنّ الشوق من المشتاق فيه ضرب ألم يطلب اللقاء، و «بلال» من «أبلّ الرجل من عرضه، و استبلّ» و يقال: «بل الرجل من دائه» و بلال معناه، و «سلمان» من السلامة من الآلام و الأمراض، و «عمّار» أى بعمارتها بأهلها يزول ألمها، فإنّ اللّه سبحانه يتجلّى لعباده فيها. ف «علىّ» يعلو بذلك التجلّى شأنها على النار التي هى اختها، حيث فازت بدرجة التجلّى و الرؤية، إذا كانت النار دار حجاب.

فانظر في موافقة هذه الأسماء الأربعة لصورة حال الجنّة حين وصفها بالشوق إلى هؤلاء الأصحاب من المؤمنين.

و الناس على أربع مراتب في هذه المسألة: فمنهم من يشتهى و يشتهى: و هم الأكابر من رجال اللّه من رسول و نبىّ و ولىّ كامل.

و منهم من يشتهى و لا يشتهى، و هم أصحاب الأحوال من رجال اللّه، المهيّمون في جلال اللّه الذى غلب معناهم على حسّهم. و هو دون الطبقة الاولى، فإنّهم أصحاب أحوال.

و منهم من يشتهى و لا يشتهى، و هم عصاة المؤمنين.

و منهم من لا يشتهى و لا يشتهى، و هم المكذّبون بيوم القيامة، و القائلون بنفى الجنّة المحسوسة. و لا خامس لهؤلاء الأربعة الأصناف.

و اعلم أنّ الجنات ثلاث:

جنّة اختصاص الرسل الإلهى، و هى التي يدخلها الأطفال الذين لم يبلغوا حدّ العمل، و حدّهم من أوّل ما يولد إلى أن يستهل صارفا«» إلى انقضاء ستّة أعوام. و يعطى اللّه من يشاء من عباده من جنّات الإختصاص ما شاء. و من أهلها المجانين الذين ما عقلوا، و من أهلها أهل التوحيد العلمى، و من أهلها أهل الفترات و من لم تصل اليهم. و الجنّة الثانية: جنّة ميراث، ينالها كلّ من دخل الجنّة ممّن ذكرنا و من المؤمنين، و هى الأماكن التي كانت معيّنة لأهل النار لو دخلوها.

و الجنّة الثالثة: جنّة الأعمال، و هى التي تنزلها الناس فيها بأعمالهم. فمن كان أفضل من غيره في وجوه التفاضل، كان له من الجنّة أكثر، سواء كان الفاضل دون المفضول أو لم يكن، غير أنّه فضله في هذه المقام، بهذه الحالة. فما من عمل من الأعمال إلّا و له جنّة، و يقع التفاضل فيها بين أصحابها، بحسب ما يقتضى احوالهم.

ورد في الحديث الصحيح عن النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  أنّه قال لبلال: «يا بلال بم سبقتنى إلى الجنّة، فما وطئت فيها موضعا إلّا سمعت خشخشتك أمامى فقال: يا رسول اللّه ما أحدثت قطّ، إلّا توضّأت، و لا توضّأت إلّا صلّيت ركعتين. فقال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه- : بهما» فعلمنا أنّها كانت جنّة مخصوصة بهذا العمل. فكأنّ رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  قال لبلال: «بم نلت أن تكون مطرّقا بين يدي تحجبنى من أين لك هذه المسابقة إلى هذه المرتبة» فلمّا ذكر له ذلك، قال له-  صلّى اللّه عليه و آله- : «بهما». فما فريضة و لا نافلة، و لا فعل خير، و لا ترك محرّم و مكروه إلّا و له جنّة مخصوصة، و نعيم خاصّ يناله من دخلها.

و التفاضل على مراتب: فمنها بالسبق،«» و لكن في الطاعة و الإسلام. فيفضل الكبير السنّ على الصغير-  إذا كانا على مرتبة واحدة من العمل-  بالسنّ، فإنّه أقدم منه فيه. و يفضل أيضا، بالزمان، فإنّ العمل في رمضان و في يوم الجمعة و في ليلة القدر و في عشر ذى الحجّة و في عاشورا أعظم من ساير الأزمان، و كلّ زمان عيّنه الشارع، و تقع المفاضلة بالمكان، كالمصلّى في المسجد الحرام أفضل من صلاة المصلّى في مسجد المدينة، و كذلك الصلاة في مسجد المدينة أفضل من الصلاة في المسجد الأقصى. و هكذا فضل الصلاة في المسجد الأقصى على ساير المساجد.

و يتفاضلون أيضا بالأحوال، فإنّ الصلاة بالجماعة في الفريضة، أفضل من صلاة الشخص وحده، و أشباه هذا. و يتفاضلون أيضا بالأعمال، فإنّ الصلاة أفضل من إماطة الأذى، و قد فضّل اللّه الأعمال بعضها على بعض. و يتفاضلون أيضا في نفس العمل الواحد، كالمتصدّق على رحمه، فيكون صاحب صلة رحم و صدقة، و المتصدّق على غير رحمه دونه في الأجر.و كذلك من أهدى هدية لشريف من أهل البيت أفضل ممّن أهدى لغير شريف، أو برّه أو أحسن إليه، و وجوه المفاضلة كثيرة في الشرع، و إن كان محصورة و لكن أريتك منها أنموذجا تعرف به ما قصدنا بالمفاضلة.

و الرسل إنّما ظهر فضلها في الجنّة على غيرها و بجنّة الاختصاص، و أمّا بالعمل فهم في جنّات الأعمال بحسب الأحوال، كما ذكرنا. و كلّ من فعل غير ممّن ليس في مقامه، فمن جنّات الإختصاص لا من جنّات الأعمال. و من الناس من يجمع في الزمن الواحد أعمالا كثيرة، فيصرّف سمعه فيما ينبغي، في زمان تصريفه يده، في زمان صومه، في زمان صلاته، في زمان«» ذكره، في زمان نيّته من فعل و ترك. فيؤجر في الزمان الواحد من وجود كثيرة، فيفضل غيره ممّن ليس له ذلك.

و لذلك لمّا ذكر رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  ذلك الثمانية الأبواب من‏ الجنّة أن يدخل من أيّها شاء، قال أبو بكر: «يا رسول اللّه و ما على الإنسان أن يدخل من الأبواب كلّها» قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله- : «أرجو أن تكون منهم، يا أبا بكر.» فأراد أبو بكر بذلك القول ما ذكرنا: أن يكون الإنسان في زمان واحد في أعمال كثيرة تعمّ أبواب الجنّة.

و من هاهنا أيضا تعرف النشأة الآخرة. فكما لا تشبه الجنّة الدنيا في أحوالها كلّها و إن اجتمعت في الأسماء، كذلك نشأة الإنسان فى الآخرة لا تشبه نشأة الدنيا و إن اجتمعتا في الأسماء و الصورة الشخصية. فإنّ الروحانية على نشأة الآخرة أغلب من الحسّية، و قد ذقناه في هذه الدار مع كثافة هذه النشأة، فيكون الإنسان بعينه في أماكن كثيرة، و أمّا عامّة الأصحاب فيدركون ذلك في المنام.

و لقد رأيت رؤيا لنفسى في هذا النوع، و أخذتها بشرى من اللّه، فإنّها مطابقة لحديث نبوىّ عن النبىّ-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- ، حين ضرب لنا مثلا في الأنبياء فقال:«مثلى في الأنبياء كمثل رجل بنى حائطا فكمّله إلّا لبنة واحدة فكنت أنا تلك اللّبنة، و لا رسول بعدى و لا نبىّ.» فشبّه النبوّة بالحائط، و الأنبياء باللّبن التي قام بها الحائط، و هو تشبيه في غاية الحسن. فإن سمّى الحائط هذا المشار إليه لم يصحّ ظهوره إلّا باللّبن. فكان-  صلّى اللّه عليه و آله-  خاتم النبيّين.

فكنت بمكّة سنة تسع و تسعين و خمسائة. أرى فيما يرى النائم الكعبة مبنيّة بلبن فضّة و ذهب: لبن فضّة، و لبن ذهب. و قد كملت البناء و ما بقى منها شي‏ء، و أنا أنظر إليها و إلى حسنها. فالتفتّ إلى الوجه الذى بين الركن اليمانىّ و الشامىّ و هو إلى الركن الشامىّ أقرب موضع لبنتين: لبنة فضّة و لبنة ذهب، ينقص في الحائط من الصفّين: في الصّف الأعلى لبنة ذهب، و في الصف الذى يليه ينقص لبنة فضّة.فرأيت نفسى قد انطبعت في موضع تلك اللّبنتين.

فكنت أنا عين تينك اللّبنتين، و كمل الحائط. و لم يبق في الكعبة شي‏ء ينقص. و أنا واقف أنظر و أعلم أنّى عين تينك اللّبنتين لا شكّ في ذلك و أنّهما عين ذاتى فاستيقظت، فشكرت اللّه تعالى.

و قلت متأوّلا: إنّى في الأتباع في صنفى، كرسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله-  في الأنبياء. و عسى أن أكون ممّن ختم اللّه الولاية بى، و ما ذلك على اللّه بعزيز، و ذكرت حديث النبىّ-  عليه الصلاة و السلام-  في ضرب المثل بالحائط، و أنّه كان تلك اللّبنة. فقصصت رؤياى على بعض علماء هذا الشأن بمكّة، من أهل توزر، فأخبرنى بتأويلها بما وقع لى، و ما سمّيت له الرائى من هو فاللّه أسأل أن يتمّها علىّ بكرمه فإنّ الإختصاص الإلهى لا يقبل التحجير، و لا الموارثة، و لا العمل، و أنّ ذلك من فضل اللّه يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ، وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.

و اعلم أنّ جنّة الأعمال مائة درجة لا غير، كما أنّ النار مائة درك. غير أنّ كلّ درجة ينقسم إلى منازل. فلنذكر من منازلها ما يكون لهذه الأمّة المحمّدية، و ما يفضل بها سائر الامم، فإنّها كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ، بشهادة الحقّ في القرآن و تعريفه. و هذه المائة درجة في كلّ جنّة من الثمان الجنّات و صورتها: جنّة في جنّة، و أعلاها جنّة عدن، و هى قصبة الجنّة، فيها الكثيب الذى يكون اجتماع الناس فيه لرؤية الحقّ، و هى أعلى جنّة في الجنّات، و هى في الجنّات بمنزلة دار الملك يدور عليها ثمانية أسوار بين كلّ سورين جنّة. فالّتى جنّة عدن إنّما هى جنّة الفردوس، و هى أوسط الجنّات دون جنّة عدن و أفضلها. ثمّ جنّة الخلد. ثمّ النعيم. ثمّ جنّة المأوى. ثمّ دار السلامة، ثمّ دار المقامة.

و أمّا «الوسيلة» و هى أعلى درجة في جنّة عدن، و هى لرسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله-  حصلت له بدعاء امّته. فعل ذلك الحقّ-  سبحانه-  حكمة أخفاها. فإنّها سببه، قلنا السعادة من اللّه، و به كنّا خير امّة اخرجت للناس، و به ختم اللّه بنا الامم كما ختم به النبيّين. و هو-  صلّى اللّه عليه و آله-  بشير كما أمر أن يقول. و لنا وجه خاصّ إلى اللّه-  عزّ و جلّ-  نناجيه منه و يناجينا. و هكذا كلّ مخلوق له وجه خاصّ إلى ربّه. فأمرنا عن أمر اللّه، أن ندعو له بالوسيلة، حتّى ينزل فيها و ينالها بدعاء امّته.

فافهم هذا الفضل العضيم و هذا من باب الغيرة الإلهية إن فهمت. فقد كرّم اللّه هذا النبىّ-  عليه الصلاة و السلام-  و هذه الامّة. فتحوى درجات الجنّة من الدّرج فيها على خمسة آلاف درج و مائة درج و خمسة أدراج لا غير، و قد تزيد على هذا العدد بلا شكّ، و ليكن ذكرنا منها ما اتّفق عليه أهل الكشف ممّا يجرى مجرى الأنواع من الأجناس.

و الذى اختصّت به هذه الامّة المحمّدية على ساير الامم من هذه الأدراج، إثنى عشر درجا لا غير، لا يشاركها فيها أحد من الامم، كما فضّل غيره عن الرسل في الآخرة بالوسيلة و فتح باب الشفاعة، و في الدنيا «بستّ لم يعطها نبىّ قبله» كما ورد في الحديث الصحيح، من حديث مسلم بن الحجّاج. فذكر منها: عموم رسالته، و تحليل الغنائم، و النصر بالرعب، و جعلت له الأرض كلّها مسجدا، و جعلت ترابها طهورا، و اعطى مفاتيح خزائين الأرض.

ثمّ اعلم أنّ أهل الجنّة أربعة أصناف: الرسل-  و هم الأنبياء-  و الأولياء-  و هم أتباع الرسل على بصيرة و بيّنة من ربّهم-  و المؤمنون-  و هم المصدّقون بهم عليهم السلام و العلماء بتوحيد اللّه أنّه لا إله إلّا هو، من حيث الأدلّة العقلية.

قال اللّه تعالى:شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً و هؤلاء هم الذين اريده بالعلماء، و فيهم يقول اللّه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ.

و الطريق الموصلة بالعلم إلى اللّه طريقان لا ثالث لهما، و من وحّد اللّه من غير هذين«» فهو مقلّد في توحيده. الطريق الواحدة طريق الكشف، و هو علم ضرورىّ يحصل عند الكشف، يجده الإنسان في نفسه لا يقبل معه شبهة، و لا يقدر على دفعه، و لا يعرف لذلك دليلا لا يستند إليه سوى ما يجده في نفسه إلّا بعضهم فإنّه قال: «يعطى الدليل و المدلول في كشفه، فإنّه ممّا لا يعرف إلّا بالدليل فلا بدّ له أن يكشف عن الدليل.» و كان يقول بهذه المقالة صاحبنا ابو عبد اللّه بن الكتّانى بمدينة فاس، سمعت ذلك منه، و أخبر عن حاله و صدق، و أخطأ في أنّ الأمر لا يكون إلّا كذلك، فإنّ غيره يجد ذلك في نفسه ذوقا من غير أن يكشف له عن الدليل، و إمّا أن يحصل له عن تجلّى إلهى يحصل له، و هم الرسل و الأنبياء و بعض الأولياء.

و الطريق الثاني، الفكر و الإستدلال بالبرهان العقلى. و هذا الطريق دون الطريق الأوّل، فإنّ صاحب النظر في الدليل قد يدخل عليه الشّبه القادحة في دليله، فيتكلّف الكشف عنها، و البحث على وجه الحقّ في الأمر المطلوب، و ما ثمّة طريق ثالث، و هؤلاء هم أولو العلم الذين شهدوا بتوحيد اللّه، و لفحول هذه الطبقة من العلماء بتوحيد اللّه دلالة و نظرا، و زيادة علم على التوحيد، بتوحيد في الذات بأدلّة قطعية لا يعطاها كلّ أهل الكشف، بل بعضهم قد يعطى.«» هؤلاء الأربع الطوائف يتميّزون في جنّات عدن، عند رؤية الحقّ في «الكثيب الأبيض». و هم فيه على أربعة مقامات: طائفة منهم أصحاب منابر، الطبقة العليا من الرسل، و الطائفة الثانية هم الاولياء، ورثة الأنبياء قولا و عملا و حالا، و هم على بيّنة من ربّهم، و هم أصحاب الأسرّة و العرش، و الطبقة الثالثة العلماء باللّه من طريق النظر البرهانى العقلى، و هم أصحاب الكرسىّ،«» و الطبقة الرابعة هم المؤمنون المقلّدون في توحيدهم، و لهم المراتب، و هم في الحشر مقدّمون على أصحاب النظر العقلى، و هم في «الكثيب» عند النظر، مقدّمون على المقلّدين.

فإذا أراد اللّه أن يتجلّى بعباده في «الزور العام»، نادى منادى الحقّ في الجنّات كلّها: «يا أهل الجنان حىّ على المنّة العظمى، و المكانة الزلفى، و المنظر الأعلى هلمّوا إلى زيارة ربّكم في جنّة عدن» فيبادرون إلى جنّة عدن فيدخلونها، و كلّ طائفة قد عرفت مرتبتها و منزلتها، فيجلسون.

ثمّ يؤمر بالموائد. فينصب بين أيديهم موائد اختصاص ما رأوا مثلها، و لا يخيّلوه في حياتهم، و لا في جنّاتهم جنّات الأعمال، و كذلك الطعام، فما ذاقوا مثله في منازلهم، و كذلك ما تناولوه من الشراب. فإذا فرغوا من ذلك، خلعت عليهم من الخلع ما لم يلبسوا مثلها فيما تقدّم، و مصداق ذلك قوله-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  في الجنّة«»: «فيها ما لا عين رأت، و لا اذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر» فإذا فرغوا من ذلك قاموا إلى «كثيب من المسك الأبيض». فأخذوا منازلهم فيه على قدر علمهم باللّه، لا على قدر عملهم. فإنّ العمل مخصوص بنعيم الجنان، لا بمشاهدة الرحمن فبيناهم على ذلك، إذ بنور قد بهّرهم فيخرّون سجّدا. فيرى«» ذلك النور في أبصارهم ظاهرا، و في بصائرهم باطنا، و في أجزاء أبدانهم كلّها، و في لطائف نفوسهم. فيرجع كلّ شخص منهم عينا كلّه، و سمعا كلّه. فيرى بذاته كلّها، لا يقيّده الجهات، و يسمع بذاتها كلّها، فهذا يعطيهم ذلك النور. فبه يطيقون المشاهدة و الرؤية، و هى أتمّ من المشاهدة.

فيأتيهم رسول من اللّه تعالى يقول لهم: «تأهّبوا لرؤية ربّكم-  جلّ جلاله-  فيها هو يتجلّى لكم.» فيتأهّبون. فيتجلّى الحقّ، و بينه و بين خلقه ثلاثة حجب: حجاب العزّة، و حجاب الكبرياء، و حجاب العظمة.

فلا يستطيعون نظرا إلى تلك الحجب. فيقول اللّه-  جلّ جلاله-  لأعظم الحجبة عنده: «ارفعوا الحجب بينى و بين عبادى حتى يروني» فيرفع الحجب.

فيتجلّى لهم-  جلّ جلاله-  خلف حجاب واحد، في اسمه «الجميل و اللطيف»، إلى أبصارهم و كلّهم بصر واحد. فينفهق عليهم نور يسرى في ذواتهم، فيكونون به سمعا كلّهم، و قد أبهتهم جمال الربّ، و أشرقت ذواتهم بنور ذلك الجمال الأقدس.

قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  من حديث النقّاش في مواقف القيامة، و هذا تمامه.» و صلّى اللّه على خير خلقه و مظهر لطف حقّه، محمّد و آله و أولاده أجمعين، و سلّم تسليما كثيرا.

منهاج ‏الولاية في‏ شرح ‏نهج‏ البلاغة، ج 2 عبدالباقی صوفی تبریزی ‏ (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی) صفحه 1153-1215

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.