google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
1-20 خطبه ها شرح ابن ابی الحدید20-40 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 11 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

11 و من كلام له ع لابنه محمد بن الحنفية- لما أعطاه الراية يوم الجمل

 
تَزُولُ الْجِبَالُ وَ لَا تَزُلْ- عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ أَعِرِ اللَّهَ جُمْجُمَتَكَ- تِدْ فِي الْأَرْضِ قَدَمَكَ- ارْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى الْقَوْمِ وَ غُضَّ بَصَرَكَ- وَ اعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ قوله تزول الجبال و لا تزل خبر فيه معنى الشرط- تقديره إن زالت الجبال فلا تزل أنت و المراد المبالغة- في أخبار صفين أن بني عكل- و كانوا مع أهل الشام- حملوا في يوم من أيام صفين- خرجوا و عقلوا أنفسهم بعمائمهم- و تحالفوا أنا لا نفر حتى يفر هذا الحكر بالكاف- قالوا لأن عكلا تبدل الجيم كافا- . و الناجذ أقصى الأضراس- و تد أمر من وتد قدمه في الأرض أي أثبتها فيها كالوتد- و لا تناقض بين قوله ارم ببصرك و قوله غض بصرك- و ذلك لأنه في الأولى أمره أن يفتح عينه و يرفع طرفه- و يحدق إلى أقاصي القوم ببصره- فعل الشجاع المقدام غير المكترث و لا المبالي- لأن الجبان تضعف نفسه و يخفق قلبه فيقصر بصره- و لا يرتفع طرفه و لا يمتد عنقه- و يكون ناكس الرأس غضيض الطرف- و في الثانية أمره أن يغض بصره- عن بريق سيوفهم و لمعان دروعهم- لئلا يبرق بصره و يدهش و يستشعر خوفا- و تقدير الكلام و احمل و حذف ذلك للعلم به- فكأنه قال إذا عزمت على الحملة و صممت- فغض حينئذ بصرك و احمل- و كن كالعشواء التي تخبط ما أمامها و لا تبالي- . و قوله عض على ناجذك- قالوا إن العاض على نواجذه ينبو السيف عن دماغه- لأن عظام الرأس تشتد و تصلب- و قد جاء في كلامه ع هذا مشروحا في موضع آخر- و هو قوله و عضوا على النواجذ- فإنه أنبى للصوارم عن الهام- و يحتمل أن يريد به شدة الحنق- قالوا فلان يحرق علي الأرم يريدون شدة الغيظ- و الحرق صريف الأسنان و صوتها و الأرم الأضراس- .

و قوله أعر الله جمجمتك معناه ابذلها في طاعة الله- و يمكن أن يقال- إن ذلك إشعار له أنه لا يقتل في تلك الحرب- لأن العارية مردودة- و لو قال له بع الله جمجمتك- لكان ذلك إشعارا له بالشهادة فيها- . و أخذ يزيد بن المهلب هذه اللفظة- فخطب أصحابه بواسط- فقال إني قد أسمع قول الرعاع جاء مسلمة و جاء العباس- و جاء أهل الشام و من أهل الشام- و الله ما هم إلا تسعة أسياف سبعة منها معي و اثنان علي- و أما مسلمة فجرادة صفراء- و أما العباس فنسطوس ابن نسطوس- أتاكم في برابرة و صقالبة و جرامقة و جراجمة- و أقباط و أنباط و أخلاط- إنما أقبل إليكم الفلاحون و أوباش كأشلاء اللحم- و الله ما لقوا قط كحديدكم و عديدكم- أعيروني سواعدكم ساعة تصفقون بها خراطيمهم- فإنما هي غدوة أو روحة- حتى يحكم الله بيننا و بين القوم الظالمين- . من صفات الشجاع قولهم فلان مغامر و فلان غشمشم- أي لا يبصر ما بين يديه في الحرب- و ذلك لشدة تقحمه و ركوبه المهلكة- و قلة نظره في العاقبة- و هذا هو معنى قوله ع لمحمد غض بصرك‏

 

ذكر خبر مقتل حمزة بن عبد المطلب

 
و كان حمزة بن عبد المطلب مغامرا غشمشما لا يبصر أمامه- قال جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف- لعبده وحشي يوم أحد- ويلك إن عليا قتل عمي طعيمة سيد البطحاء يوم بدر- فإن قتلته اليوم فأنت حر- و إن قتلت محمدا فأنت حر و إن قتلت حمزة فأنت حر- فلا أحد يعدل عمي إلا هؤلاء- فقال أما محمد فإن أصحابه دونه و لن يسلموه- و لا أراني أصل إليه- و أما علي فرجل حذر مرس كثير الالتفات في الحرب- لا أستطيع قتله- و لكن سأقتل لك حمزة فإنه رجل لا يبصر أمامه في الحرب- فوقف لحمزة حتى إذا حاذاه زرقه بالحربة- كما تزرق الحبشة بحرابها فقتله

 
محمد بن الحنفية و نسبه و بعض أخباره

 
دفع أمير المؤمنين ع يوم الجمل رايته إلى محمد ابنه ع- و قد استوت الصفوف- و قال له احمل فتوقف قليلا- فقال له احمل فقال يا أمير المؤمنين- أ ما ترى السهام كأنها شآبيب المطر- فدفع في صدره فقال أدركك عرق من أمك- ثم أخذ الراية فهزها ثم قال-

 

 

اطعن بها طعن أبيك تحمد

لا خير في الحرب إذا لم توقد

بالمشرفي و القنا المسدد

 
ثم حمل و حمل الناس خلفه فطحن عسكر البصرة قيل لمحمد لم يغرر بك أبوك في الحرب- و لا يغرر بالحسن و الحسين ع- فقال إنهما عيناه و أنا يمينه فهو يدفع عن عينيه بيمينه كان علي ع يقذف بمحمد في مهالك الحرب- و يكف حسنا و حسينا عنها- .

و من كلامه في يوم صفين املكوا عني هذين الفتيين- أخاف أن ينقطع بهما نسل رسول الله ص أم محمد رضي الله عنه خولة بنت جعفر بن قيس- بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل- بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل- . و اختلف في أمرها فقال قوم إنها سبية من سبايا الردة- قوتل أهلها على يد خالد بن الوليد في أيام أبي بكر- لما منع كثير من العرب الزكاة- و ارتدت بنو حنيفة و ادعت نبوة مسيلمة- و إن أبا بكر دفعها إلى علي ع من سهمه في المغنم- . و قال قوم منهم أبو الحسن علي بن محمد بن سيف المدائني- هي سبية في أيام رسول الله ص- قالوا بعث رسول الله ص عليا إلى اليمن- فأصاب خولة في بني زبيد- و قد ارتدوا مع عمرو بن معديكرب- و كانت زبيد سبتها من بني حنيفة في غارة لهم عليهم- فصارت في سهم علي ع- فقال له رسول الله ص إن ولدت منك غلاما فسمه باسمي و كنه بكنيتي  فولدت له بعد موت فاطمة ع محمدا فكناه أبا القاسم- . و قال قوم و هم المحققون و قولهم الأظهر- إن بني أسد أغارت على بني حنيفة في خلافة أبي بكر الصديق- فسبوا خولة بنت جعفر- و قدموا بها المدينة فباعوها من علي ع-

و بلغ قومها خبرها فقدموا المدينة على علي ع- فعرفوها و أخبروه بموضعها منهم- فأعتقها و مهرها و تزوجها- فولدت له محمدا فكناه أبا القاسم- . و هذا القول هو اختيار أحمد بن يحيى البلاذري- في كتابه المعروف بتاريخ الأشراف- . لما تقاعس محمد يوم الجمل عن الحملة- و حمل علي ع بالراية- فضعضع أركان عسكر الجمل دفع إليه الراية- و قال امح الأولى بالأخرى و هذه الأنصار معك- . و ضم إليه خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين- في جمع من الأنصار كثير منهم من أهل بدر- فحمل حملات كثيرة- أزال بها القوم عن مواقفهم و أبلى بلاء حسنا- فقال خزيمة بن ثابت لعلي ع- أما إنه لو كان غير محمد اليوم لافتضح- و لئن كنت خفت عليه الحين- و هو بينك و بين حمزة و جعفر- لما خفناه عليه- و إن كنت أردت أن تعلمه الطعان- فطالما علمته الرجال- .

و قالت الأنصار يا أمير المؤمنين- لو لا ما جعل الله تعالى للحسن و الحسين- لما قدمنا على محمد أحدا من العرب- فقال علي ع أين النجم من الشمس و القمر- أما إنه قد أغنى و أبلى و له فضله- و لا ينقص فضل صاحبيه عليه- و حسب صاحبكم ما انتهت به نعمة الله تعالى إليه- فقالوا يا أمير المؤمنين إنا و الله لا نجعله كالحسن و الحسين- و لا نظلمهما له و لا نظلمه لفضلهما عليه حقه- فقال علي ع أين يقع ابني من ابني بنت رسول الله ص – فقال خزيمة بن ثابت فيه-

محمد ما في عودك اليوم وصمة
و لا كنت في الحرب الضروس معردا

أبوك الذي لم يركب الخيل مثله‏
علي و سماك النبي محمدا

فلو كان حقا من أبيك خليفة
لكنت و لكن ذاك ما لا يرى بدا

و أنت بحمد الله أطول غالب
لسانا و أنداها بما ملكت يدا

و أقربها من كل خير تريده‏
قريش و أوفاها بما قال موعدا

و أطعنهم صدر الكمي برمحه
و أكساهم للهام عضبا مهندا

سوى أخويك السيدين كلاهما
إمام الورى و الداعيان إلى الهدى‏

أبى الله أن يعطي عدوك مقعدا
من الأرض أو في الأوج مرقى و مصعدا

نمایش بیشتر

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

دکمه بازگشت به بالا
-+=