نماد سایت نهج البلاغه

نامه 5 شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

5 و من كتاب له ع إلى الأشعث بن قيس- و هو عامل أذربيجان

وَ إِنَّ عَمَلَكَ لَيْسَ لَكَ بِطُعْمَةٍ وَ لَكِنَّهُ فِي عُنُقِكَ أَمَانَةٌ- وَ أَنْتَ مُسْتَرْعًى لِمَنْ فَوْقَكَ- لَيْسَ لَكَ أَنْ تَفْتَاتَ فِي رَعِيَّةٍ- وَ لَا تُخَاطِرَ إِلَّا بِوَثِيقَةٍ- وَ فِي يَدَيْكَ مَالٌ مِنْ مَالِ اللَّهِ تَعَالَى- وَ أَنْتَ مِنْ خُزَّانِهِ حَتَّى تُسَلِّمَهُ إِلَيَّ- وَ لَعَلِّي أَلَّا أَكُونَ شَرَّ وُلَاتِكَ لَكَ وَ السَّلَامُ قد ذكرنا نسب أشعث بن قيس فيما تقدم- . و أذربيجان اسم أعجمي غير مصروف- الألف مقصورة و الذال ساكنة- قال حبيب-

و أذربيجان احتيال بعد ما
كانت معرس عبرة و نكال‏

 و قال الشماخ-

تذكرتها وهنا و قد حال دونها
قرى أذربيجان المسالح و الجال‏

و النسبة إليه أذري بسكون الذال هكذا القياس- و لكن المروي عن أبي بكر في الكلام الذي قاله عند موته- و لتألمن النوم على الصوف الأذري بفتح الذال- . و الطعمة بضم الطاء المهملة المأكلة- و يقال فلان خبيث الطعمة أي ردي‏ء الكسب- . و الطعمة بالكسر لهيئة التطعم- يقول إن عملك لم يسوغه الشرع- و الوالي من قبلي إياه-و لا جعله لك أكلا- و لكنه أمانة في يدك و عنقك للمسلمين- و فوقك سلطان أنت له رعية- فليس لك أن تفتات في الرعية الذين تحت يدك- يقال افتات فلان على فلان- إذا فعل بغير إذنه ما سبيله أن يستأذنه فيه- و أصله من الفوت و هو السبق- كأنه سبقه إلى ذلك الأمر و قوله و لا تخاطر إلا بوثيقة- أي لا تقدم على أمر مخوف فيما يتعلق بالمال الذي تتولاه- إلا بعد أن تتوثق لنفسك- يقال أخذ فلان بالوثيقة في أمره أي احتاط-

ثم قال له و لعلي لا أكون شر ولاتك- و هو كلام يطيب به نفسه و يسكن به جأشه- لأن في أول الكلام إيحاشا له- إذ كانت ألفاظه تدل على أنه لم يره أمينا على المال- فاستدرك ذلك بالكلمة الأخيرة- أي ربما تحمد خلافتي و ولايتي عليك- و تصادف مني إحسانا إليك- أي عسى ألا يكون شكرك لعثمان و من قبله- أكثر من شكرك لي- و هذا من باب وعدك الخفي و تسميه العرب الملث- .

و أول هذا الكتاب- من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى الأشعث بن قيس أما بعد فلو لا هنات و هنات كانت منك- كنت المقدم في هذا الأمر قبل الناس- و لعل أمرا كان يحمل بعضه بعضا- إن اتقيت الله عز و جل- و قد كان من بيعة الناس إياي ما قد علمت- و كان من أمر طلحة و الزبير ما قد بلغك- فخرجت إليهما فأبلغت في الدعاء- و أحسنت في البقية و إن عملك ليس لك بطعمة إلى آخر الكلام- و هذا الكتاب كتبه إلى الأشعث بن قيس بعد انقضاء الجمل

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 14

خروج از نسخه موبایل