نامه ۳۱ صبحی صالح
۳۱- و من وصیه له ( علیه السلام ) للحسن بن علی ( علیهماالسلام ) کتبها إلیه بحاضرین عند انصرافه من صفین
مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ الْمُقِرِّ لِلزَّمَانِ الْمُدْبِرِ الْعُمُرِ الْمُسْتَسْلِمِ لِلدُّنْیَا السَّاکِنِ مَسَاکِنَ الْمَوْتَى وَ الظَّاعِنِ عَنْهَا غَداً إِلَى الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ مَا لَا یُدْرِکُ السَّالِکِ سَبِیلَ مَنْ قَدْ هَلَکَ
غَرَضِ الْأَسْقَامِ وَ رَهِینَهِ الْأَیَّامِ وَ رَمِیَّهِ الْمَصَائِبِ وَ عَبْدِ الدُّنْیَا وَ تَاجِرِ الْغُرُورِ وَ غَرِیمِ الْمَنَایَا وَ أَسِیرِ الْمَوْتِ وَ حَلِیفِ الْهُمُومِ وَ قَرِینِ الْأَحْزَانِ وَ نُصُبِ الْآفَاتِ وَ صَرِیعِ الشَّهَوَاتِ وَ خَلِیفَهِ الْأَمْوَاتِ
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ فِیمَا تَبَیَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ الدُّنْیَا عَنِّی وَ جُمُوحِ الدَّهْرِ عَلَیَّ وَ إِقْبَالِ الْآخِرَهِ إِلَیَّ مَا یَزَعُنِی عَنْ ذِکْرِ مَنْ سِوَایَ وَ الِاهْتِمَامِ بِمَا وَرَائِی غَیْرَ أَنِّی حَیْثُ تَفَرَّدَ بِی دُونَ هُمُومِ النَّاسِ هَمُّ نَفْسِی
فَصَدَفَنِی رَأْیِی وَ صَرَفَنِی عَنْ هَوَایَ وَ صَرَّحَ لِی مَحْضُ أَمْرِی فَأَفْضَى بِی إِلَى جِدٍّ لَا یَکُونُ فِیهِ لَعِبٌ وَ صِدْقٍ لَا یَشُوبُهُ کَذِبٌ
وَ وَجَدْتُکَ بَعْضِی بَلْ وَجَدْتُکَ کُلِّی حَتَّى کَأَنَّ شَیْئاً لَوْ أَصَابَکَ أَصَابَنِی وَ کَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاکَ أَتَانِی فَعَنَانِی
مِنْ أَمْرِکَ مَا یَعْنِینِی مِنْ أَمْرِ نَفْسِی فَکَتَبْتُ إِلَیْکَ کِتَابِی مُسْتَظْهِراً بِهِ إِنْ أَنَا بَقِیتُ لَکَ أَوْ فَنِیتُ
فَإِنِّی أُوصِیکَ بِتَقْوَى اللَّهِ أَیْ بُنَیَّ وَ لُزُومِ أَمْرِهِ وَ عِمَارَهِ قَلْبِکَ بِذِکْرِهِ وَ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ وَ أَیُّ سَبَبٍ أَوْثَقُ مِنْ سَبَبٍ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ اللَّهِ إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِ
أَحْیِ قَلْبَکَ بِالْمَوْعِظَهِ وَ أَمِتْهُ بِالزَّهَادَهِ وَ قَوِّهِ بِالْیَقِینِ وَ نَوِّرْهُ بِالْحِکْمَهِ وَ ذَلِّلْهُ بِذِکْرِ الْمَوْتِ وَ قَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ وَ بَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْیَا
وَ حَذِّرْهُ صَوْلَهَ الدَّهْرِ وَ فُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ وَ اعْرِضْ عَلَیْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِینَ وَ ذَکِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ کَانَ قَبْلَکَ مِنَ الْأَوَّلِینَ
وَ سِرْ فِی دِیَارِهِمْ وَ آثَارِهِمْ فَانْظُرْ فِیمَا فَعَلُوا وَ عَمَّا انْتَقَلُوا وَ أَیْنَ حَلُّوا وَ نَزَلُوا فَإِنَّکَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الْأَحِبَّهِ وَ حَلُّوا دِیَارَ الْغُرْبَهِ وَ کَأَنَّکَ عَنْ قَلِیلٍ قَدْ صِرْتَ کَأَحَدِهِمْ
فَأَصْلِحْ مَثْوَاکَ وَ لَا تَبِعْ آخِرَتَکَ بِدُنْیَاکَ وَ دَعِ الْقَوْلَ فِیمَا لَا تَعْرِفُ وَ الْخِطَابَ فِیمَا لَمْ تُکَلَّفْ وَ أَمْسِکْ عَنْ طَرِیقٍ إِذَا خِفْتَ ضَلَالَتَهُ فَإِنَّ الْکَفَّ عِنْدَ حَیْرَهِ الضَّلَالِ خَیْرٌ مِنْ رُکُوبِ الْأَهْوَالِ
وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ تَکُنْ مِنْ أَهْلِهِ وَ أَنْکِرِ الْمُنْکَرَ بِیَدِکَ وَ لِسَانِکَ وَ بَایِنْ مَنْ فَعَلَهُ بِجُهْدِکَ وَ جَاهِدْ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ لَا تَأْخُذْکَ فِی اللَّهِ لَوْمَهُ لَائِمٍ وَ خُضِ الْغَمَرَاتِ لِلْحَقِّ حَیْثُ کَانَ
وَ تَفَقَّهْ فِی الدِّینِ وَ عَوِّدْ نَفْسَکَ التَّصَبُّرَ عَلَى الْمَکْرُوهِ وَ نِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُرُ فِی الْحَقِّ
وَ أَلْجِئْ نَفْسَکَ فِی أُمُورِکَ کُلِّهَا إِلَى إِلَهِکَ فَإِنَّکَ تُلْجِئُهَا إِلَى کَهْفٍ حَرِیزٍ وَ مَانِعٍ عَزِیزٍ وَ أَخْلِصْ فِی الْمَسْأَلَهِ لِرَبِّکَ فَإِنَّ بِیَدِهِ الْعَطَاءَ وَ الْحِرْمَانَ وَ أَکْثِرِ الِاسْتِخَارَهَ وَ تَفَهَّمْ وَصِیَّتِی وَ لَا تَذْهَبَنَّ عَنْکَ صَفْحاً فَإِنَّ خَیْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ
وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا خَیْرَ فِی عِلْمٍ لَا یَنْفَعُ وَ لَا یُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لَا یَحِقُّ تَعَلُّمُهُ
أَیْ بُنَیَّ إِنِّی لَمَّا رَأَیْتُنِی قَدْ بَلَغْتُ سِنّاً وَ رَأَیْتُنِی أَزْدَادُ وَهْناً بَادَرْتُ بِوَصِیَّتِی إِلَیْکَ وَ أَوْرَدْتُ خِصَالًا مِنْهَا قَبْلَ أَنْ یَعْجَلَ بِی أَجَلِی دُونَ أَنْ أُفْضِیَ إِلَیْکَ بِمَا فِی نَفْسِی
أَوْ أَنْ أُنْقَصَ فِی رَأْیِی کَمَا نُقِصْتُ فِی جِسْمِی أَوْ یَسْبِقَنِی إِلَیْکَ بَعْضُ غَلَبَاتِ الْهَوَى وَ فِتَنِ الدُّنْیَا فَتَکُونَ کَالصَّعْبِ النَّفُورِ وَ إِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ کَالْأَرْضِ الْخَالِیَهِ مَا أُلْقِیَ فِیهَا مِنْ شَیْءٍ قَبِلَتْهُ
فَبَادَرْتُکَ بِالْأَدَبِ قَبْلَ أَنْ یَقْسُوَ قَلْبُکَ وَ یَشْتَغِلَ لُبُّکَ لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْیِکَ مِنَ الْأَمْرِ مَا قَدْ کَفَاکَ أَهْلُ التَّجَارِبِ بُغْیَتَهُ وَ تَجْرِبَتَهُ فَتَکُونَ قَدْ کُفِیتَ مَئُونَهَ الطَّلَبِ وَ عُوفِیتَ مِنْ عِلَاجِ التَّجْرِبَهِ
فَأَتَاکَ مِنْ ذَلِکَ مَا قَدْ کُنَّا نَأْتِیهِ وَ اسْتَبَانَ لَکَ مَا رُبَّمَا أَظْلَمَ عَلَیْنَا مِنْهُ
أَیْ بُنَیَّ إِنِّی وَ إِنْ لَمْ أَکُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ کَانَ قَبْلِی فَقَدْ نَظَرْتُ فِی أَعْمَالِهِمْ وَ فَکَّرْتُ فِی أَخْبَارِهِمْ وَ سِرْتُ فِی آثَارِهِمْ حَتَّى عُدْتُ کَأَحَدِهِمْ بَلْ کَأَنِّی بِمَا انْتَهَى إِلَیَّ مِنْ أُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ
فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِکَ مِنْ کَدَرِهِ وَ نَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِهِ فَاسْتَخْلَصْتُ لَکَ مِنْ کُلِّ أَمْرٍ نَخِیلَهُ وَ تَوَخَّیْتُ لَکَ جَمِیلَهُ وَ صَرَفْتُ عَنْکَ مَجْهُولَهُ
وَ رَأَیْتُ حَیْثُ عَنَانِی مِنْ أَمْرِکَ مَا یَعْنِی الْوَالِدَ الشَّفِیقَ وَ أَجْمَعْتُ عَلَیْهِ مِنْ أَدَبِکَ
أَنْ یَکُونَ ذَلِکَ وَ أَنْتَ مُقْبِلُ الْعُمُرِ وَ مُقْتَبَلُ الدَّهْرِ ذُو نِیَّهٍ سَلِیمَهٍ وَ نَفْسٍ صَافِیَهٍ وَ أَنْ أَبْتَدِئَکَ بِتَعْلِیمِ کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَأْوِیلِهِ وَ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَ أَحْکَامِهِ وَ حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ لَا أُجَاوِزُ ذَلِکَ بِکَ إِلَى غَیْرِهِ
ثُمَّ أَشْفَقْتُ أَنْ یَلْتَبِسَ عَلَیْکَ مَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِیهِ مِنْ أَهْوَائِهِمْ وَ آرَائِهِمْ مِثْلَ الَّذِی الْتَبَسَ عَلَیْهِمْ فَکَانَ إِحْکَامُ ذَلِکَ عَلَى مَا کَرِهْتُ مِنْ تَنْبِیهِکَ لَهُ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ إِسْلَامِکَ إِلَى أَمْرٍ لَا آمَنُ عَلَیْکَ بِهِ الْهَلَکَهَ
وَ رَجَوْتُ أَنْ یُوَفِّقَکَ اللَّهُ فِیهِ لِرُشْدِکَ وَ أَنْ یَهْدِیَکَ لِقَصْدِکَ فَعَهِدْتُ إِلَیْکَ وَصِیَّتِی هَذِهِ
وَ اعْلَمْ یَا بُنَیَّ أَنَّ أَحَبَّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِهِ إِلَیَّ مِنْ وَصِیَّتِی تَقْوَى اللَّهِ وَ الِاقْتِصَارُ عَلَى مَا فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَیْکَ وَ الْأَخْذُ بِمَا مَضَى عَلَیْهِ الْأَوَّلُونَ مِنْ آبَائِکَ وَ الصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِکَ
فَإِنَّهُمْ لَمْ یَدَعُوا أَنْ نَظَرُوا لِأَنْفُسِهِمْ کَمَا أَنْتَ نَاظِرٌ وَ فَکَّرُوا کَمَا أَنْتَ مُفَکِّرٌ ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ ذَلِکَ إِلَى الْأَخْذِ بِمَا عَرَفُوا وَ الْإِمْسَاکِ عَمَّا لَمْ یُکَلَّفُوا
فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُکَ أَنْ تَقْبَلَ ذَلِکَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ کَمَا عَلِمُوا فَلْیَکُنْ طَلَبُکَ ذَلِکَ بِتَفَهُّمٍ وَ تَعَلُّمٍ لَا بِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ وَ عُلَقِ الْخُصُومَاتِ
وَ ابْدَأْ قَبْلَ نَظَرِکَ فِی ذَلِکَ بِالِاسْتِعَانَهِ بِإِلَهِکَ وَ الرَّغْبَهِ إِلَیْهِ فِی تَوْفِیقِکَ وَ تَرْکِ کُلِّ شَائِبَهٍ أَوْلَجَتْکَ فِی شُبْهَهٍ أَوْ أَسْلَمَتْکَ إِلَى ضَلَالَهٍ
فَإِنْ أَیْقَنْتَ أَنْ قَدْ صَفَا قَلْبُکَ فَخَشَعَ وَ تَمَّ رَأْیُکَ فَاجْتَمَعَ وَ کَانَ هَمُّکَ فِی ذَلِکَ هَمّاً وَاحِداً فَانْظُرْ فِیمَا فَسَّرْتُ لَکَ
وَ إِنْ لَمْ یَجْتَمِعْ لَکَ مَا تُحِبُّ مِنْ نَفْسِکَ وَ فَرَاغِ نَظَرِکَ وَ فِکْرِکَ فَاعْلَمْ أَنَّکَ إِنَّمَا تَخْبِطُ الْعَشْوَاءَ وَ تَتَوَرَّطُ الظَّلْمَاءَ وَ لَیْسَ طَالِبُ الدِّینِ مَنْ خَبَطَ أَوْ خَلَطَ وَ الْإِمْسَاکُ عَنْ ذَلِکَ أَمْثَلُ
فَتَفَهَّمْ یَا بُنَیَّ وَصِیَّتِی وَ اعْلَمْ أَنَّ مَالِکَ الْمَوْتِ هُوَ مَالِکُ الْحَیَاهِ وَ أَنَّ الْخَالِقَ هُوَ الْمُمِیتُ وَ أَنَّ الْمُفْنِیَ هُوَ الْمُعِیدُ وَ أَنَّ الْمُبْتَلِیَ هُوَ الْمُعَافِی
وَ أَنَّ الدُّنْیَا لَمْ تَکُنْ لِتَسْتَقِرَّ إِلَّا عَلَى مَا جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَیْهِ مِنَ النَّعْمَاءِ وَ الِابْتِلَاءِ وَ الْجَزَاءِ فِی الْمَعَادِ أَوْ مَا شَاءَ مِمَّا لَا تَعْلَمُ
فَإِنْ أَشْکَلَ عَلَیْکَ شَیْءٌ مِنْ ذَلِکَ فَاحْمِلْهُ عَلَى جَهَالَتِکَ فَإِنَّکَ أَوَّلُ مَا خُلِقْتَ بِهِ جَاهِلًا ثُمَّ عُلِّمْتَ وَ مَا أَکْثَرَ مَا تَجْهَلُ مِنَ الْأَمْرِ وَ یَتَحَیَّرُ فِیهِ رَأْیُکَ وَ یَضِلُّ فِیهِ بَصَرُکَ ثُمَّ تُبْصِرُهُ بَعْدَ ذَلِکَ
فَاعْتَصِمْ بِالَّذِی خَلَقَکَ وَ رَزَقَکَ وَ سَوَّاکَ وَ لْیَکُنْ لَهُ تَعَبُّدُکَ وَ إِلَیْهِ رَغْبَتُکَ وَ مِنْهُ شَفَقَتُکَ
وَ اعْلَمْ یَا بُنَیَّ أَنَّ أَحَداً لَمْ یُنْبِئْ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ کَمَا أَنْبَأَ عَنْهُ الرَّسُولُ ( صلى الله علیه وآله )فَارْضَ بِهِ رَائِداً وَ إِلَى النَّجَاهِ قَائِداً فَإِنِّی لَمْ آلُکَ نَصِیحَهً وَ إِنَّکَ لَنْ تَبْلُغَ فِی النَّظَرِ لِنَفْسِکَ وَ إِنِ اجْتَهَدْتَ مَبْلَغَ نَظَرِی لَکَ:
وَ اعْلَمْ یَا بُنَیَّ أَنَّهُ لَوْ کَانَ لِرَبِّکَ شَرِیکٌ لَأَتَتْکَ رُسُلُهُ وَ لَرَأَیْتَ آثَارَ مُلْکِهِ وَ سُلْطَانِهِ وَ لَعَرَفْتَ أَفْعَالَهُ وَ صِفَاتِهِ وَ لَکِنَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ کَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ لَا یُضَادُّهُ فِی مُلْکِهِ أَحَدٌ وَ لَا یَزُولُ أَبَداً وَ لَمْ یَزَلْ
أَوَّلٌ قَبْلَ الْأَشْیَاءِ بِلَا أَوَّلِیَّهٍ وَ آخِرٌ بَعْدَ الْأَشْیَاءِ بِلَا نِهَایَهٍ عَظُمَ عَنْ أَنْ تَثْبُتَ رُبُوبِیَّتُهُ بِإِحَاطَهِ قَلْبٍ أَوْ بَصَرٍ
فَإِذَا عَرَفْتَ ذَلِکَ فَافْعَلْ کَمَا یَنْبَغِی لِمِثْلِکَ أَنْ یَفْعَلَهُ فِی صِغَرِ خَطَرِهِ وَ قِلَّهِ مَقْدِرَتِهِ وَ کَثْرَهِ عَجْزِهِ و عَظِیمِ حَاجَتِهِ إِلَى رَبِّهِ فِی طَلَبِ طَاعَتِهِ وَ الْخَشْیَهِ مِنْ عُقُوبَتِهِ وَ الشَّفَقَهِ مِنْ سُخْطِهِ فَإِنَّهُ لَمْ یَأْمُرْکَ إِلَّا بِحَسَنٍ وَ لَمْ یَنْهَکَ إِلَّا عَنْ قَبِیحٍ:
یَا بُنَیَّ إِنِّی قَدْ أَنْبَأْتُکَ عَنِ الدُّنْیَا وَ حَالِهَا وَ زَوَالِهَا وَ انْتِقَالِهَا وَ أَنْبَأْتُکَ عَنِ الْآخِرَهِ وَ مَا أُعِدَّ لِأَهْلِهَا فِیهَا وَ ضَرَبْتُ لَکَ فِیهِمَا الْأَمْثَالَ لِتَعْتَبِرَ بِهَا وَ تَحْذُوَ عَلَیْهَا
إِنَّمَا مَثَلُ مَنْ خَبَرَ الدُّنْیَا کَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ نَبَا بِهِمْ مَنْزِلٌ جَدِیبٌ فَأَمُّوا مَنْزِلًا خَصِیباً وَ جَنَاباً مَرِیعاً فَاحْتَمَلُوا وَعْثَاءَ الطَّرِیقِ وَ فِرَاقَ الصَّدِیقِ وَ خُشُونَهَ السَّفَرِ وَ جُشُوبَهَ المَطْعَمِ لِیَأْتُوا سَعَهَ دَارِهِمْ وَ مَنْزِلَ قَرَارِهِمْ
فَلَیْسَ یَجِدُونَ لِشَیْءٍ مِنْ ذَلِکَ أَلَماً وَ لَا یَرَوْنَ نَفَقَهً فِیهِ مَغْرَماً وَ لَا شَیْءَ أَحَبُّ إِلَیْهِمْ مِمَّا قَرَّبَهُمْ مِنْ مَنْزِلِهِمْ وَ أَدْنَاهُمْ مِنْ مَحَلَّتِهِمْ
وَ مَثَلُ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا کَمَثَلِ قَوْمٍ کَانُوا بِمَنْزِلٍ خَصِیبٍ فَنَبَا بِهِمْ إِلَى مَنْزِلٍ جَدِیبٍ فَلَیْسَ شَیْءٌ أَکْرَهَ إِلَیْهِمْ وَ لَا أَفْظَعَ عِنْدَهُمْ مِنْ مُفَارَقَهِ مَا کَانُوا فِیهِ إِلَى مَا یَهْجُمُونَ عَلَیْهِ وَ یَصِیرُونَ إِلَیْهِ
یَا بُنَیَّ اجْعَلْ نَفْسَکَ مِیزَاناً فِیمَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ غَیْرِکَ فَأَحْبِبْ لِغَیْرِکَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِکَ وَ اکْرَهْ لَهُ مَا تَکْرَهُ لَهَا وَ لَا تَظْلِمْ کَمَا لَا تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ وَ أَحْسِنْ کَمَا تُحِبُّ أَنْ یُحْسَنَ إِلَیْکَ وَ اسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِکَ مَا تَسْتَقْبِحُهُ مِنْ غَیْرِکَ
وَ ارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِکَ وَ لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ وَ إِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ وَ لَا تَقُلْ مَا لَا تُحِبُّ أَنْ یُقَالَ لَکَ
وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِعْجَابَ ضِدُّ الصَّوَابِ وَ آفَهُ الْأَلْبَابِ فَاسْعَ فِی کَدْحِکَ وَ لَا تَکُنْ خَازِناً لِغَیْرِکَ وَ إِذَا أَنْتَ هُدِیتَ لِقَصْدِکَ فَکُنْ أَخْشَعَ مَا تَکُونُ لِرَبِّکَ:
وَ اعْلَمْ أَنَّ أَمَامَکَ طَرِیقاً ذَا مَسَافَهٍ بَعِیدَهٍ وَ مَشَقَّهٍ شَدِیدَهٍ وَ أَنَّهُ لَا غِنَى بِکَ فِیهِ عَنْ حُسْنِ الِارْتِیَادِ وَ قَدْرِ بَلَاغِکَ مِنَ الزَّادِ مَعَ خِفَّهِ الظَّهْرِ فَلَا تَحْمِلَنَّ عَلَى ظَهْرِکَ فَوْقَ طَاقَتِکَ فَیَکُونَ ثِقْلُ ذَلِکَ وَبَالًا عَلَیْکَ
وَ إِذَا وَجَدْتَ مِنْ أَهْلِ الْفَاقَهِ مَنْ یَحْمِلُ لَکَ زَادَکَ إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَهِ فَیُوَافِیکَ بِهِ غَداً حَیْثُ تَحْتَاجُ إِلَیْهِ فَاغْتَنِمْهُ وَ حَمِّلْهُ إِیَّاهُ وَ أَکْثِرْ مِنْ تَزْوِیدِهِ وَ أَنْتَ قَادِرٌ عَلَیْهِ فَلَعَلَّکَ تَطْلُبُهُ فَلَا تَجِدُهُ
وَ اغْتَنِمْ مَنِ اسْتَقْرَضَکَ فِی حَالِ غِنَاکَ لِیَجْعَلَ قَضَاءَهُ لَکَ فِی یَوْمِ عُسْرَتِکَ
وَ اعْلَمْ أَنَّ أَمَامَکَ عَقَبَهً کَئُوداً الْمُخِفُّ فِیهَا أَحْسَنُ حَالًا مِنَ الْمُثْقِلِ وَ الْمُبْطِئُ عَلَیْهَا أَقْبَحُ حَالًا مِنَ الْمُسْرِعِ وَ أَنَّ مَهْبِطَکَ بِهَا لَا مَحَالَهَ إِمَّا عَلَى جَنَّهٍ أَوْ عَلَى نَارٍ
فَارْتَدْ لِنَفْسِکَ قَبْلَ نُزُولِکَ وَ وَطِّئِ الْمَنْزِلَ قَبْلَ حُلُولِکَ فَلَیْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ مُسْتَعْتَبٌ وَ لَا إِلَى الدُّنْیَا مُنْصَرَفٌ
وَ اعْلَمْ أَنَّ الَّذِی بِیَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ قَدْ أَذِنَ لَکَ فِی الدُّعَاءِ وَ تَکَفَّلَ لَکَ بِالْإِجَابَهِ وَ أَمَرَکَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِیُعْطِیَکَ وَ تَسْتَرْحِمَهُ لِیَرْحَمَکَ
وَ لَمْ یَجْعَلْ بَیْنَکَ وَ بَیْنَهُ مَنْ یَحْجُبُکَ عَنْهُ وَ لَمْ یُلْجِئْکَ إِلَى مَنْ یَشْفَعُ لَکَ إِلَیْهِ
وَ لَمْ یَمْنَعْکَ إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَهِ وَ لَمْ یُعَاجِلْکَ بِالنِّقْمَهِ وَ لَمْ یُعَیِّرْکَ بِالْإِنَابَهِ وَ لَمْ یَفْضَحْکَ حَیْثُ الْفَضِیحَهُ بِکَ أَوْلَى وَ لَمْ یُشَدِّدْ عَلَیْکَ فِی قَبُولِ الْإِنَابَهِ وَ لَمْ یُنَاقِشْکَ بِالْجَرِیمَهِ وَ لَمْ یُؤْیِسْکَ مِنَ الرَّحْمَهِ
بَلْ جَعَلَ نُزُوعَکَ عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَهً وَ حَسَبَ سَیِّئَتَکَ وَاحِدَهً وَ حَسَبَ حَسَنَتَکَ عَشْراً وَ فَتَحَ لَکَ بَابَ الْمَتَابِ وَ بَابَ الِاسْتِعْتَابِ
فَإِذَا نَادَیْتَهُ سَمِعَ نِدَاکَ وَ إِذَا نَاجَیْتَهُ عَلِمَ نَجْوَاکَ فَأَفْضَیْتَ إِلَیْهِ بِحَاجَتِکَ وَ أَبْثَثْتَهُ ذَاتَ نَفْسِکَ وَ شَکَوْتَ إِلَیْهِ هُمُومَکَ وَ اسْتَکْشَفْتَهُ کُرُوبَکَ
وَ اسْتَعَنْتَهُ عَلَى أُمُورِکَ وَ سَأَلْتَهُ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ مَا لَا یَقْدِرُ عَلَى إِعْطَائِهِ غَیْرُهُ مِنْ زِیَادَهِ الْأَعْمَارِ وَ صِحَّهِ الْأَبْدَانِ وَ سَعَهِ الْأَرْزَاقِ
ثُمَّ جَعَلَ فِی یَدَیْکَ مَفَاتِیحَ خَزَائِنِهِ بِمَا أَذِنَ لَکَ فِیهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ فَمَتَى شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعْمَتِهِ وَ اسْتَمْطَرْتَ شَآبِیبَ رَحْمَتِهِ فَلَا یُقَنِّطَنَّکَ إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ فَإِنَّ الْعَطِیَّهَ عَلَى قَدْرِ النِّیَّهِ
وَ رُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْکَ الْإِجَابَهُ لِیَکُونَ ذَلِکَ أَعْظَمَ لِأَجْرِ السَّائِلِ وَ أَجْزَلَ لِعَطَاءِ الْآمِلِ وَ رُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّیْءَ فَلَا تُؤْتَاهُ وَ أُوتِیتَ خَیْراً مِنْهُ عَاجِلًا أَوْ آجِلًا أَوْ صُرِفَ عَنْکَ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَکَ
فَلَرُبَّ أَمْرٍ قَدْ طَلَبْتَهُ فِیهِ هَلَاکُ دِینِکَ لَوْ أُوتِیتَهُ فَلْتَکُنْ مَسْأَلَتُکَ فِیمَا یَبْقَى لَکَ جَمَالُهُ وَ یُنْفَى عَنْکَ وَبَالُهُ فَالْمَالُ لَا یَبْقَى لَکَ وَ لَا تَبْقَى لَهُ
وَ اعْلَمْ یَا بُنَیَّ أَنَّکَ إِنَّمَا خُلِقْتَ لِلْآخِرَهِ لَا لِلدُّنْیَا وَ لِلْفَنَاءِ لَا لِلْبَقَاءِ وَ لِلْمَوْتِ لَا لِلْحَیَاهِ وَ أَنَّکَ فِی قُلْعَهٍ وَ دَارِ بُلْغَهٍ وَ طَرِیقٍ إِلَى الْآخِرَهِ وَ أَنَّکَ طَرِیدُ الْمَوْتِ الَّذِی لَا یَنْجُو مِنْهُ هَارِبُهُ وَ لَا یَفُوتُهُ طَالِبُهُ وَ لَا بُدَّ أَنَّهُ مُدْرِکُهُ
فَکُنْ مِنْهُ عَلَى حَذَرِ أَنْ یُدْرِکَکَ وَ أَنْتَ عَلَى حَالٍ سَیِّئَهٍ قَدْ کُنْتَ تُحَدِّثُ نَفْسَکَ مِنْهَا بِالتَّوْبَهِ فَیَحُولَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ ذَلِکَ فَإِذَا أَنْتَ قَدْ أَهْلَکْتَ نَفْسَکَ
ذکر الموت
یَا بُنَیَّ أَکْثِرْ مِنْ ذِکْرِ الْمَوْتِ وَ ذِکْرِ مَا تَهْجُمُ عَلَیْهِ وَ تُفْضِی بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَیْهِ حَتَّى یَأْتِیَکَ وَ قَدْ أَخَذْتَ مِنْهُ حِذْرَکَ وَ شَدَدْتَ لَهُ أَزْرَکَ وَ لَا یَأْتِیَکَ بَغْتَهً فَیَبْهَرَکَ
وَ إِیَّاکَ أَنْ تَغْتَرَّ بِمَا تَرَى مِنْ إِخْلَادِ أَهْلِ الدُّنْیَا إِلَیْهَا وَ تَکَالُبِهِمْ عَلَیْهَا فَقَدْ نَبَّأَکَ اللَّهُ عَنْهَا وَ نَعَتْ هِیَ لَکَ عَنْ نَفْسِهَا وَ تَکَشَّفَتْ لَکَ عَنْ مَسَاوِیهَا
فَإِنَّمَا أَهْلُهَا کِلَابٌ عَاوِیَهٌ وَ سِبَاعٌ ضَارِیَهٌ یَهِرُّ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ وَ یَأْکُلُ عَزِیزُهَا ذَلِیلَهَا وَ یَقْهَرُ کَبِیرُهَا صَغِیرَهَا
نَعَمٌ مُعَقَّلَهٌ وَ أُخْرَى مُهْمَلَهٌ قَدْ أَضَلَّتْ عُقُولَهَا وَ رَکِبَتْ مَجْهُولَهَا سُرُوحُ عَاهَهٍ بِوَادٍ وَعْثٍ لَیْسَ لَهَا رَاعٍ یُقِیمُهَا وَ لَا مُسِیمٌ یُسِیمُهَا
سَلَکَتْ بِهِمُ الدُّنْیَا طَرِیقَ الْعَمَى وَ أَخَذَتْ بِأَبْصَارِهِمْ عَنْ مَنَارِ الْهُدَى فَتَاهُوا فِی حَیْرَتِهَا وَ غَرِقُوا فِی نِعْمَتِهَا وَ اتَّخَذُوهَا رَبّاً فَلَعِبَتْ بِهِمْ وَ لَعِبُوا بِهَا وَ نَسُوا مَا وَرَاءَهَا
الترفق فی الطلب
رُوَیْداً یُسْفِرُ الظَّلَامُ کَأَنْ قَدْ وَرَدَتِ الْأَظْعَانُ یُوشِکُ مَنْ أَسْرَعَ أَنْ یَلْحَقَ
وَ اعْلَمْ یَا بُنَیَّ أَنَّ مَنْ کَانَتْ مَطِیَّتُهُ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ فَإِنَّهُ یُسَارُ بِهِ وَ إِنْ کَانَ وَاقِفاً وَ یَقْطَعُ الْمَسَافَهَ وَ إِنْ کَانَ مُقِیماً وَادِعاً
وَ اعْلَمْ یَقِیناً أَنَّکَ لَنْ تَبْلُغَ أَمَلَکَ وَ لَنْ تَعْدُوَ أَجَلَکَ وَ أَنَّکَ فِی سَبِیلِ مَنْ کَانَ قَبْلَکَ فَخَفِّضْ فِی الطَّلَبِ وَ أَجْمِلْ فِی الْمُکْتَسَبِ فَإِنَّهُ رُبَّ طَلَبٍ قَدْ جَرَّ إِلَى حَرَبٍ وَ لَیْسَ کُلُّ طَالِبٍ بِمَرْزُوقٍ وَ لَا کُلُّ مُجْمِلٍ بِمَحْرُومٍ
وَ أَکْرِمْ نَفْسَکَ عَنْ کُلِّ دَنِیَّهٍ وَ إِنْ سَاقَتْکَ إِلَى الرَّغَائِبِ فَإِنَّکَ لَنْ تَعْتَاضَ بِمَا تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِکَ عِوَضاً وَ لَا تَکُنْ عَبْدَ غَیْرِکَ وَ قَدْ جَعَلَکَ اللَّهُ حُرّاً وَ مَا خَیْرُ خَیْرٍ لَا یُنَالُ إِلَّا بِشَرٍّ وَ یُسْرٍ لَا یُنَالُ إِلَّا بِعُسْرٍ
وَ إِیَّاکَ أَنْ تُوجِفَ بِکَ مَطَایَا الطَّمَعِ فَتُورِدَکَ مَنَاهِلَ الْهَلَکَهِ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا یَکُونَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ اللَّهِ ذُو نِعْمَهٍ فَافْعَلْ فَإِنَّکَ مُدْرِکٌ قَسْمَکَ وَ آخِذٌ سَهْمَکَ
وَ إِنَّ الْیَسِیرَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَعْظَمُ وَ أَکْرَمُ مِنَ الْکَثِیرِ مِنْ خَلْقِهِ وَ إِنْ کَانَ کُلٌّ مِنْهُ
وصایا شتى
وَ تَلَافِیکَ مَا فَرَطَ مِنْ صَمْتِکَ أَیْسَرُ مِنْ إِدْرَاکِکَ مَا فَاتَ مِنْ مَنْطِقِکَ وَ حِفْظُ مَا فِی الْوِعَاءِ بِشَدِّ الْوِکَاءِ وَ حِفْظُ مَا فِی یَدَیْکَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ طَلَبِ مَا فِی یَدَیْ غَیْرِکَ
وَ مَرَارَهُ الْیَأْسِ خَیْرٌ مِنَ الطَّلَبِ إِلَى النَّاسِ وَ الْحِرْفَهُ مَعَ الْعِفَّهِ خَیْرٌ مِنَ الْغِنَى مَعَ الْفُجُورِ وَ الْمَرْءُ أَحْفَظُ لِسِرِّهِ وَ رُبَّ سَاعٍ فِیمَا یَضُرُّهُ مَنْ أَکْثَرَ أَهْجَرَ وَ مَنْ تَفَکَّرَ أَبْصَرَ
قَارِنْ أَهْلَ الْخَیْرِ تَکُنْ مِنْهُمْ وَ بَایِنْ أَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ عَنْهُمْ بِئْسَ الطَّعَامُ الْحَرَامُ وَ ظُلْمُ الضَّعِیفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ
إِذَا کَانَ الرِّفْقُ خُرْقاً کَانَ الْخُرْقُ رِفْقاً رُبَّمَا کَانَ الدَّوَاءُ دَاءً وَ الدَّاءُ دَوَاءً وَ رُبَّمَا نَصَحَ غَیْرُ النَّاصِحِ وَ غَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ
وَ إِیَّاکَ وَ الِاتِّکَالَ عَلَى الْمُنَى فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْکَى وَ الْعَقْلُ حِفْظُ التَّجَارِبِ وَ خَیْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَکَ بَادِرِ الْفُرْصَهَ قَبْلَ أَنْ تَکُونَ غُصَّهً لَیْسَ کُلُّ طَالِبٍ یُصِیبُ وَ لَا کُلُّ غَائِبٍ یَئُوبُ
وَ مِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَهُ الزَّادِ وَ مَفْسَدَهُ الْمَعَادِ وَ لِکُلِّ أَمْرٍ عَاقِبَهٌ سَوْفَ یَأْتِیکَ مَا قُدِّرَ لَکَ التَّاجِرُ مُخَاطِرٌ وَ رُبَّ یَسِیرٍ أَنْمَى مِنْ کَثِیرٍ
لَا خَیْرَ فِی مُعِینٍ مَهِینٍ وَ لَا فِی صَدِیقٍ ظَنِینٍ سَاهِلِ الدَّهْرَ مَا ذَلَّ لَکَ قَعُودُهُ وَ لَا تُخَاطِرْ بِشَیْءٍ رَجَاءَ أَکْثَرَ مِنْهُ وَ إِیَّاکَ أَنْ تَجْمَحَ بِکَ مَطِیَّهُ اللَّجَاجِ
احْمِلْ نَفْسَکَ مِنْ أَخِیکَ عِنْدَ صَرْمِهِ عَلَى الصِّلَهِ وَ عِنْدَ صُدُودِهِ عَلَى اللَّطَفِ وَ الْمُقَارَبَهِ وَ عِنْدَ جُمُودِهِ عَلَى الْبَذْلِ وَ عِنْدَ تَبَاعُدِهِ عَلَى الدُّنُوِّ وَ عِنْدَ شِدَّتِهِ عَلَى اللِّینِ وَ عِنْدَ جُرْمِهِ عَلَى الْعُذْرِ حَتَّى کَأَنَّکَ لَهُ عَبْدٌ
وَ کَأَنَّهُ ذُو نِعْمَهٍ عَلَیْکَ وَ إِیَّاکَ أَنْ تَضَعَ ذَلِکَ فِی غَیْرِ مَوْضِعِهِ أَوْ أَنْ تَفْعَلَهُ بِغَیْرِ أَهْلِهِ
لَا تَتَّخِذَنَّ عَدُوَّ صَدِیقِکَ صَدِیقاً فَتُعَادِیَ صَدِیقَکَ وَ امْحَضْ أَخَاکَ النَّصِیحَهَ حَسَنَهً کَانَتْ أَوْ قَبِیحَهً وَ تَجَرَّعِ الْغَیْظَ فَإِنِّی لَمْ أَرَ جُرْعَهً أَحْلَى مِنْهَا عَاقِبَهً وَ لَا أَلَذَّ مَغَبَّهً
وَ لِنْ لِمَنْ غَالَظَکَ فَإِنَّهُ یُوشِکُ أَنْ یَلِینَ لَکَ وَ خُذْ عَلَى عَدُوِّکَ بِالْفَضْلِ فَإِنَّهُ أَحْلَى الظَّفَرَیْنِ
وَ إِنْ أَرَدْتَ قَطِیعَهَ أَخِیکَ فَاسْتَبْقِ لَهُ مِنْ نَفْسِکَ بَقِیَّهً یَرْجِعُ إِلَیْهَا إِنْ بَدَا لَهُ ذَلِکَ یَوْماً مَا
وَ مَنْ ظَنَّ بِکَ خَیْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ وَ لَا تُضِیعَنَّ حَقَّ أَخِیکَ اتِّکَالًا عَلَى مَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَهُ فَإِنَّهُ لَیْسَ لَکَ بِأَخٍ مَنْ أَضَعْتَ حَقَّهُ وَ لَا یَکُنْ أَهْلُکَ أَشْقَى الْخَلْقِ بِکَ
وَ لَا تَرْغَبَنَّ فِیمَنْ زَهِدَ عَنْکَ وَ لَا یَکُونَنَّ أَخُوکَ أَقْوَى عَلَى قَطِیعَتِکَ مِنْکَ عَلَى صِلَتِهِ وَ لَا تَکُونَنَّ عَلَى الْإِسَاءَهِ أَقْوَى مِنْکَ عَلَى الْإِحْسَانِ
وَ لَا یَکْبُرَنَّ عَلَیْکَ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَکَ فَإِنَّهُ یَسْعَى فِی مَضَرَّتِهِ وَ نَفْعِکَ وَ لَیْسَ جَزَاءُ مَنْ سَرَّکَ أَنْ تَسُوءَهُ
وَ اعْلَمْ یَا بُنَیَّ أَنَّ الرِّزْقَ رِزْقَانِ رِزْقٌ تَطْلُبُهُ وَ رِزْقٌ یَطْلُبُکَ فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاکَ
مَا أَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحَاجَهِ وَ الْجَفَاءَ عِنْدَ الْغِنَى إِنَّمَا لَکَ مِنْ دُنْیَاکَ مَا أَصْلَحْتَ بِهِ مَثْوَاکَ وَ إِنْ کُنْتَ جَازِعاً عَلَى مَا تَفَلَّتَ مِنْ یَدَیْکَ فَاجْزَعْ عَلَى کُلِّ مَا لَمْ یَصِلْ إِلَیْکَ اسْتَدِلَّ عَلَى مَا لَمْ یَکُنْ بِمَا قَدْ کَانَ فَإِنَّ الْأُمُورَ أَشْبَاهٌ
وَ لَا تَکُونَنَّ مِمَّنْ لَا تَنْفَعُهُ الْعِظَهُ إِلَّا إِذَا بَالَغْتَ فِی إِیلَامِهِ فَإِنَّ الْعَاقِلَ یَتَّعِظُ بِالْآدَابِ وَ الْبَهَائِمَ لَا تَتَّعِظُ إِلَّا بِالضَّرْبِ.
اطْرَحْ عَنْکَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ وَ حُسْنِ الْیَقِینِ مَنْ تَرَکَ الْقَصْدَ جَارَ وَ الصَّاحِبُ مُنَاسِبٌ وَ الصَّدِیقُ مَنْ صَدَقَ غَیْبُهُ وَ الْهَوَى شَرِیکُ الْعَمَى
وَ رُبَّ بَعِیدٍ أَقْرَبُ مِنْ قَرِیبٍ وَ قَرِیبٍ أَبْعَدُ مِنْ بَعِیدٍ وَ الْغَرِیبُ مَنْ لَمْ یَکُنْ لَهُ حَبِیبٌ مَنْ تَعَدَّى الْحَقَّ ضَاقَ مَذْهَبُهُ وَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى قَدْرِهِ کَانَ أَبْقَى لَهُ وَ أَوْثَقُ سَبَبٍ أَخَذْتَ بِهِ سَبَبٌ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ مَنْ لَمْ یُبَالِکَ فَهُوَ عَدُوُّکَ
قَدْ یَکُونُ الْیَأْسُ إِدْرَاکاً إِذَا کَانَ الطَّمَعُ هَلَاکاً لَیْسَ کُلُّ عَوْرَهٍ تَظْهَرُ وَ لَا کُلُّ فُرْصَهٍ تُصَابُ وَ رُبَّمَا أَخْطَأَ الْبَصِیرُ قَصْدَهُ وَ أَصَابَ الْأَعْمَى رُشْدَهُ
أَخِّرِ الشَّرَّ فَإِنَّکَ إِذَا شِئْتَ تَعَجَّلْتَهُ وَ قَطِیعَهُ الْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَهَ الْعَاقِلِ مَنْ أَمِنَ الزَّمَانَ خَانَهُ وَ مَنْ أَعْظَمَهُ أَهَانَهُ لَیْسَ کُلُّ مَنْ رَمَى أَصَابَ إِذَا تَغَیَّرَ السُّلْطَانُ تَغَیَّرَ الزَّمَانُ
سَلْ عَنِ الرَّفِیقِ قَبْلَ الطَّرِیقِ وَ عَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ إِیَّاکَ أَنْ تَذْکُرَ مِنَ الْکَلَامِ مَا یَکُونُ مُضْحِکاً وَ إِنْ حَکَیْتَ ذَلِکَ عَنْ غَیْرِکَ
الرأی فی المرأه
وَ إِیَّاکَ وَ مُشَاوَرَهَ النِّسَاءِ فَإِنَّ رَأْیَهُنَّ إِلَى أَفْنٍ وَ عَزْمَهُنَّ إِلَى وَهْنٍ
وَ اکْفُفْ عَلَیْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِکَ إِیَّاهُنَّ فَإِنَّ شِدَّهَ الْحِجَابِ أَبْقَى عَلَیْهِنَّ وَ لَیْسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ مِنْ إِدْخَالِکَ مَنْ لَا یُوثَقُ بِهِ عَلَیْهِنَّ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا یَعْرِفْنَ غَیْرَکَ فَافْعَلْ
وَ لَا تُمَلِّکِ الْمَرْأَهَ مِنْ أَمْرِهَا مَا جَاوَزَ نَفْسَهَا فَإِنَّ الْمَرْأَهَ رَیْحَانَهٌ وَ لَیْسَتْ بِقَهْرَمَانَهٍ
وَ لَا تَعْدُ بِکَرَامَتِهَا نَفْسَهَا وَ لَا تُطْمِعْهَا فِی أَنْ تَشْفَعَ لِغَیْرِهَا وَ إِیَّاکَ وَ التَّغَایُرَ فِی غَیْرِ مَوْضِعِ غَیْرَهٍ فَإِنَّ ذَلِکَ یَدْعُو الصَّحِیحَهَ إِلَى السَّقَمِ وَ الْبَرِیئَهَ إِلَى الرِّیَبِ
وَ اجْعَلْ لِکُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ خَدَمِکَ عَمَلًا تَأْخُذُهُ بِهِ فَإِنَّهُ أَحْرَى أَلَّا یَتَوَاکَلُوا فِی خِدْمَتِکَ وَ أَکْرِمْ عَشِیرَتَکَ فَإِنَّهُمْ جَنَاحُکَ الَّذِی بِهِ تَطِیرُ وَ أَصْلُکَ الَّذِی إِلَیْهِ تَصِیرُ وَ یَدُکَ الَّتِی بِهَا تَصُولُ
دعاء
اسْتَوْدِعِ اللَّهَ دِینَکَ وَ دُنْیَاکَ وَ اسْأَلْهُ خَیْرَ الْقَضَاءِ لَکَ فِی الْعَاجِلَهِ وَ الْآجِلَهِ وَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَهِ وَ السَّلَامُ
شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج۲۰
الجزء العشرین
بسم الله الرحمن الرحیم
[تتمه باب المختار من کتب أمیر المؤمنین ع و رسائله إلى أعدائه و أمرائه]
المختار الحادى و الثلاثون و من وصیه له علیه السلام للحسن بن على، کتبها الیه بحاضرین منصرفا من صفین.
الفصل الاول من قوله:
من الوالد الفان، المقر للزمان، المدبر العمر، المستسلم للدهر، الذام للدنیا، الساکن مساکن الموتى، الظاعن عنها غدا إلى المولود المؤمل ما لا یدرک، السالک سبیل من قد هلک، غرض الأسقام، و رهینه الأیام، و رمیه المصائب، و عبد الدنیا، و تاجر الغرور، و غریم المنایا، و أسیر الموت، و حلیف الهموم، و قرین الأحزان، و نصب الافات، و صریع الشهوات و خلیفه الأموات. أما بعد، فإن فیما تبینت من إدبار الدنیا عنی، و جموح الدهر علی، و إقبال الاخره إلى، ما یزعنی عن ذکر من سواى و الاهتمام بما ورائی، غیر أنی حیث تفرد بی- دون هموم الناس- هم نفسی، فصدفنی رأیی، و صرفنی عن هواى، و صرح لی محض أمری، فأفضى بی إلى جد لا یکون فیه لعب، و صدق لا یشوبه کذب، وجدتک بعضی، بل وجدتک کلی، حتى کأن شیئا لو أصابک أصابنی، و کأن الموت لو أتاک أتانی، فعنانی من أمرک ما یعنینی من أمر نفسی، فکتبت إلیک کتابی مستظهرا به إن أنا بقیت لک أو فنیت.
اللغه
(حاضرین) بصیغه التثنیه و قرء بصیغه الجمع مع اللام و بدونها: اسم موضع بالشام، (الفان) من الفناء حذف لامه للسجع، (الرمیه): الهدف، (نصب):
المنصوب (یزعنی): یکفنی (المحض): الخالص (الشوب): المزج و الخلط.
الاعراب
من الوالد: متعلق بمحذوف بقرینه الحال و هو کتب و ما یساوقه، و إلى المولود متعلق به أیضا، غرض الأسقام: صفه ثالثه للمولود و مجموعها معرف مرکب فترک فیها العطف، فیما تبینت ظرف مستقر اسم إن، و قوله: ما، لفظه موصول خبر لها، قوله: حیث تفرد بی، ظرف یتضمن معنى الشرط و قوله: فکتبت إلیک بمنزله الجزاء له.
المعنى
هذه وصیه عامه تامه أخرجها إلى ابنه الحسن علیه السلام و جمع فیها أنواع المواعظ و النصائح الکافیه الشافیه و صنوف الحکمه العملیه الوافیه، و کفى بها دستورا إرشادیا لکل مسلم بل لکل إنسان، فکأنه علیه السلام جرد من نفسه الزکیه والدا للکل أو نموذجا لجمیع الوالدین، و جرد من ابنه الحسن علیه السلام ولدا لکل الأولاد أو نموذجا لجمیع الأبناء فی أى بلاد، ثم سرد النصائح و نظم المواعظ لتکون وصیته هذا انجیلا لأمه الاسلام: و توجیه هذه الوصیه إلى ابنه الحسن یشیر إلى زعامته بعده و اهتضامه و اعتزاله فلا یکون إلا إماما مبشرا منذرا بلا سلاح و لا اقتدار.
الترجمه
سى و یکم از سفارشنامهئى که بحسن بن علی سپرد و آنرا در هنگام بازگشت از نبرد صفین در حاضرین نگارش فرمود:
از پدرى فنا پذیر و زمان افکنده و از عمر گذشته و سر بروزگار سپرده، بدگوى دنیا و سکنى گزین منازل مردهها که فردا از آن کوچا است.
بسوى فرزندى آرزومند بدانچه در نیابد آنکه براه هالکان است و بیماریهایش نشانه گرفته اند، گرو چند روز است و هدف مصائب و بنده دنیا غرور فروش است و بدهکار جان عزیز به مرگها و اسیر مردنست و پیوند سپار با هموم و همگام با احزان، نشانه آفات است و کشته شهوات و جانشین أموات.
أما بعد- بمن از ملاحظه برگشت دنیا و هجوم روزگار و پیشامد آخرت باندازهاى در آویخت که از یاد دیگران و از اهتمام باین و آنم باز داشت جز این که چون از همه بخود پرداختم و خود را شناختم و از هوسرانى گذشتم و کار خود را بخوبى فهمیدم بکوششى خسته ناپذیر و صداقتی بى دروغ برخاستم و تو را پاره از خویش یافتم نه بلکه همه خودم شناختم تا جائى که گزندت گزند من است و اگر بمیرى من مرده باشم و بکار تو تا آنجا توجه دارم که بکار خود، و این نامه را براى کمک بتو پرداختم که در نظر بگیرى چه بمانم و چه بمیرم.
الفصل الثانی قوله علیه السلام:
فإنی أوصیک بتقوى الله- أى بنی- و لزوم أمره، و عماره قلبک بذکره، و الاعتصام بحبله، و أی سبب أوثق من سبب بینک و بین الله إن أنت أخذت به؟! أحی قلبک بالموعظه، و أمته بالزهاده، و قوه بالیقین، و نوره بالحکمه، و ذلله بذکر الموت، و قرره بالفناء، و بصره فجائع الدنیا، و حذره صوله الدهر، و فحش تقلب اللیالی و الأیام، و اعرض علیه أخبار الماضین، و ذکره بما أصاب من کان قبلک من الأولین، و سر فی دیارهم و آثارهم، فانظر فیما فعلوا و عما انتقلوا، و أین حلوا و نزلوا، فإنک تجدهم قد انتقلوا عن الأحبه، و حلوا دار الغربه، و کأنک عن قلیل قد صرت کأحدهم فأصلح مثواک، و لا تبع آخرتک بدنیاک، و دع القول فیما لا تعرف، و الخطاب فیما لم تکلف، و أمسک عن طریق إذا خفت ضلالته، فإن الکف عند حیره الضلاله خیر من رکوب الأهوال و أمر بالمعروف تکن من أهله، و أنکر المنکر بیدک و لسانک و باین من فعله بجهدک، و جاهد فی الله حق جهاده، و لا تأخذک فی الله لومه لائم، و خض الغمرات للحق حیث کان، و تفقه فی الدین، و عود نفسک التصبر على المکروه، و نعم الخلق التصبر و ألجىء نفسک فی الأمور کلها إلى إلهک فإنک تلجئها إلى کهف حریز، و مانع عزیز، و أخلص فی المسأله لربک فإن بیده العطاء و الحرمان، و أکثر الإستخاره، و تفهم وصیتی، و لا تذهبن عنها صفحا، فإن خیر القول ما نفع، و اعلم أنه لا خیر فی علم لا ینفع و لا ینتفع بعلم لا یحق تعلمه.
اللغه
کنایه (الغمرات): جمع الغمره و هی اللجه فی البحر و کنایه عن الشدائد، (المثوى): محل الاقامه.
المعنى
قد لخص علیه السلام فی هذا الفصل جوامع وصایاه فی أمور خمسه:
۱- التوجه إلى الله تعالى برعایه تقواه، و لزوم أمره، و الاعتصام بحبله.
۲- التوجه إلى القلب بتحلیته بالفضائل، و إحیائه بالمواعظ، و تخلیته عن الرذائل بالزهد و ذکر الموت.
۳- التوجه إلى الخلق الغابر، و التدبر فی أحوالهم و مال أمرهم.
۴- التوجه إلى طریقه فی الحیات و سیره فی صراط السعاده بالحذر عن الارتباک فیما لا یعلم.
۵- التوجه إلى الاجتماع بنشر الخیر و المعروف، و دفع الشر و المنکر بالید و اللسان، و الجهاد للحق بملازمه الصبر و الالتجاء إلى الرب بالاخلاص فی مسألته و الاستخاره من حضرته.
الترجمه
براستى سفارشت می کنم که از خدا بپرهیز و بفرمانش بچسب و دلت را بیادش آباد کن و برشته وى در آویز، کدام وسیله محکمتر از آنست که میان تو و خدا باشد اگرش بدست گیرى؟؟.
دلت را با پند زنده دار و با زهدش بکش و با یقینش نیرو بخش و با حکمتش درخشان دار و بیاد مرگش زبون ساز و بفناء تن مقرش کن و بنا گواریها دنیایش بینا نما و از پوزش روزگارش بر حذر دار و از بى باکى دیگر گونیهاى زمانه، اخبار گذشته گان را بر او عرض کن، و آنچه بر سرشان آمده بیادش آر، در خانمان و آثار آنان بگرد و ببین از کجا آمدند؟ کجا رفتند؟ کجا خفتند؟ تا در یابى که از دوستان بریدند و بغربت رسیدند و توهم بزودى یکى از آنها شوى، آرامگاهت را درست کن و آخرتت را بدنیا مفروش آنچه را ندانى مگو و در آنچه را نبایستت ملاى، از راهى که ندانى مرو، زیرا توقف هنگام گمراهى به است از دچارى بپرتگاه جانگاه.
بکارهاى خیر وادار تا اهل خیر باشی، و با دست و زبانت از زشتیها جلوگیرى کن و تا توانى از زشتکار بدور باش، در راه خدا تلاش و مبارزه کن و در راه خدا از سرزنش کسى نهراس، و براى حق هر جا باشد خود را در لجه ها افکن و مسائل دین را بیاموز، خود را ببردبارى ناخواه دل وادار و چه خوب روشى است بردبارى، و خود را در همه کارها بپناه خدا بسپار که بدژ محکمى و مقام منیعى سپردى، از درگاه پروردگارت باخلاص در خواست کن که عطاء و حرمان بدست او است، پر استخاره کن و سفارش مرا بفهم و از ان رو مگردان، راستى که بهترین سخن آنست که سود بخشد و بدانکه در دانش بى سود خیرى نیست و علمى که نباید آموخت سودى ندهد.
الفصل الثالث قوله علیه السلام:
أى بنی إنی لما رأیتنی قد بلغت سنا، و رأیتنی أزداد وهنا، بادرت بوصیتی إلیک، و أوردت خصالا منها قبل أن یعجل بی أجلی دون أن أفضى إلیک بما فی نفسی، أو أن أنقص فی رأیی کما نقصت فی جسمی، أو یسبقنی إلیک بعض غلبات الهوى، أو فتن الدنیا، فتکون کالصعب النفور، و إنما قلب الحدث کالأرض الخالیه ما ألقى فیها من شیء قبلته، فبادرتک بالأدب قبل أن یقسو قلبک و یشتغل لبک، لیستقبل بجد رأیک من الأمر ما قد کفاک أهل التجارب بغیته و تجربته، فتکون قد کفیت مئونه الطلب، و عوفیت من علاج التجربه، فأتاک من ذلک ما قد کنا نأتیه و استبان لک ما ربما أظلم علینا منه. أى بنی، إنی- و إن لم أکن عمرت عمر من کان قبلی- فقد نظرت فی أعمالهم، و فکرت فی أخبارهم، و سرت فی آثارهم، حتى عدت کأحدهم، بل کأنی بما انتهى إلی من أمورهم قد عمرت مع أولهم إلى آخرهم، فعرفت صفو ذلک من کدره، و نفعه من ضرره، فاستخلصت لک من کل أمر نخیله و توخیت لک جمیله،
و صرفت عنک مجهوله، و رأیت- حیث عنانی من أمرک ما یعنى الوالد الشفیق، و أجمعت علیه من أدبک- أن یکون ذلک و أنت مقبل العمر، و مقتبل الدهر، ذو نیه سلیمه، و نفس صافیه، و أن أبتدئک بتعلیم کتاب الله و تأویله، و شرائع الإسلام و أحکامه، و حلاله و حرامه، [و] لا أجاوز ذلک بک إلى غیره، ثم أشفقت أن یلتبس علیک ما اختلف الناس فیه من أهوائهم و آرائهم مثل الذی التبس علیهم، فکان إحکام ذلک على ما کرهت من تنبیهک له أحب إلى من إسلامک إلى أمر لا آمن علیک به الهلکه، و رجوت أن یوفقک الله لرشدک، و أن یهدیک لقصدک، فعهدت إلیک وصیتی هذه. و اعلم یا بنی، أن أحب ما أنت آخذ به إلى من وصیتی تقوى الله، و الاقتصار على ما فرضه الله علیک، و الأخذ بما مضى علیه الأولون من آبائک، و الصالحون من أهل بیتک، فإنهم لم یدعوا أن نظروا لأنفسهم کما أنت ناظر، و فکروا کما أنت مفکر، ثم ردهم آخر ذلک إلى الأخذ بما عرفوا، و الإمساک عما لم یکلفوا، فإن أبت نفسک أن تقبل ذلک دون أن تعلم کما علموا فلیکن طلبک ذلک بتفهم و تعلم، لا بتورط الشبهات، و غلو الخصومات، و ابدأ قبل نظرک فی ذلک، بالاستعانه بإلهک، و الرغبه إلیه فی توفیقک و ترک کل شائبه أولجتک فی شبهه، أو أسلمتک إلى ضلاله، فإذا أیقنت أن قد صفا قلبک فخشع، و تم رأیک فاجتمع، و کان همک فی ذلک هما واحدا، فانظر فیما فسرت لک، و إن أنت لم یجتمع لک ما تحب من نفسک و فراغ نظرک و فکرک،
فاعلم أنک إنما تخبط العشواء، و تتورط الظلماء، و لیس طالب الدین من خبط أو خلط، و الإمساک عن ذلک أمثل. فتفهم، یا بنی، وصیتی، و اعلم أن مالک الموت هو مالک الحیاه، و أن الخالق هو الممیت، و أن المفنی هو المعید، و أن المبتلى هو المعافی، و أن الدنیا لم تکن لتستقر إلا على ما جعلها الله علیه من النعماء و الإبتلاء و الجزاء فی المعاد، أو ما شاء مما لا نعلم، فإن أشکل علیک شیء من ذلک فاحمله على جهالتک به، فإنک أول ما خلقت جاهلا ثم علمت، و ما أکثر ما تجهل من الأمر، و یتحیر فیه رأیک، و یضل فیه بصرک، ثم تبصره بعد ذلک، فاعتصم بالذی خلقک، و رزقک و سواک، فلیکن له تعبدک، و إلیه رغبتک، و منه شفقتک. و اعلم یا بنی، أن أحدا لم ینبىء عن الله کما أنبأ عنه الرسول، صلى الله علیه و آله، فارض به رائدا، و إلى النجاه قائدا، فإنی لم آلک نصیحه، و إنک لن تبلغ فی النظر لنفسک- و إن اجتهدت- مبلغ نظری لک.
اللغه
(الوهن): الضعف، (أفضى): أوصل، (الحدث): الشاب و الغلام، (الصفو):
الخالص، (النخیل): الدقیق الذی غربل و اخذ دخیله، (الشائبه): الوهم، (خبط العشواء): کنایه عن ارتکاب الخطر.
الاعراب
فاعلم أنک انما تخبط إلخ- بمنزله الجزاء لقوله علیه السلام: و إن أنت لم یجتمع إلخ-، لم آلک: صیغه المتکلم من فعل الجحد من ألى یألو، نصیحه: تمیز من فعل لم آلک.
المعنى
قد أشار علیه السلام فی هذا الفصل إلى بیان سبب اقدامه لکتابه هذه الوصیه عاجلا فی انصرافه من صفین مشوش البال منکسر الحال مبتلى بالأهوال من قبل الخوارج فی المال فبین أن سببه الخوف من الأجل و نقص الرأى و فوت الوقت من قبل المولود و قبل أن یغرق فی الفساد فلا ینفعه الموعظه.
قال الشارح المعتزلی فی «ص ۶۶ ج ۱۶ ط مصر»: قوله علیه السلام (أو انقص فی رأیى) هذا یدل على بطلان قول من قال: إنه لا یجوز أن ینقص فی رأیه، و أن الإمام معصوم عن أمثال ذلک و کذلک قوله للحسن: (أو یسبقنی إلیک بعض غلبات الهوى و فتن الدنیا) یدل على أن الإمام لا یجب أن یعصم عن غلبات الهوى و لا عن فتن الدنیا.
أقول: مع اظهاره للاخلاص بعلی و غلوه فی توصیفه فی غیر مورد من الشرح و فی قصائده المشهوره کأنه غلب علیه النصب فی هذا المقام فاستفاد من کلام له و للحسن علیهما السلام ما لیس بمقصود، لما قلنا من أن إخراج هذه الوصیه ینظر إلى حال عامه الوالدین و أبنائهم مجردا عن الخصوصیات الشخصیه لیکون مثالا نافعا للکل، و لا تنافی عصمته و عصمه ولده و مقام الامامه و القداسه فیهما، کیف؟! و عمر الحسن فی هذا الوقت یزید على ثلاثین و قد استأهل للخلافه عند عامه الناس و نص علیه بالامامه فی غیر مورد فلا یقصد علیه السلام أن یربیه بعد ذلک بهذا الکلام و إنما المقصود «إیاک أعنى و اسمعی یا جاره».
الترجمه
اى پسر جانم چون بینى سالخورده ام و هر روزه سستتر می شوم در سفارشم بتو پیشدستى کردم و مواد آنرا پیش از آنکه مرگم برسد بر شمردم و خاطره خود را بر نهفتم تا مبادا دچار کاستى رأى شوم چونان که تنم کاسته مى شود یا آنکه مبادا هوس و دلبرى دنیا بر تو چیره شوند و چون شتر فرارى از پندم سرباز زنى، همانا دل جوان چون زمین بکر است و هر بذرى در آن افکنده شود بپذیرد، من پیشدستى کردم تا دلت سخت نشده و درونت مشغول باطل نگردیده تو را دریابم تا از صمیم قلب بدان روشى که آزموده شده رو آورى و از رنج جستجو راحت شوى و از صمیم قلب بدان روشى که آزموده شده رو آورى و از رنج جستجو راحت شوى و از آزمایش معاف گردى ما آنچه اندوختیم بتو دادیم تا اگر تیرگى در آن باشد خود نقطه آنرا روشن سازى.
اى پسر جانم گر چه من عمر کسان پیش از خود را نگذراندم ولى در کردار آنان نگریستم و در اخبارشان اندیشیدم و در آثارشان گردیدم تا یکى از آنان شمرده شدم بلکه چون هم کارهاشان بمن گزارش شده گویا از آغاز تا انجام با آنها عمر کردم و زلال و تیره و زیان و سود همه کارها را فهمیدم و زبده و خوب آنها را برایت بر گزیدم و کارهاى جاهلانه را از تو دور کردم، و چون کارهاى تو مورد توجه پدرى مهربانست خواستم تو در آغاز عمر و نخست بر خورد با روزگار
نهادى پاک و خاطرى تابناک داشته باشی و خواستم آموزش را از قرآن خدا و تفسیر آن و از دستورهاى اسلام و احکام حلال و حرامش آغاز کنى و از آن نگذرى و بر تو ترسیدم که در مورد اختلافات چون مردم دچار اشتباه شوى و دنبال اهواء و آراء باطل بروى و با این که دلخواه نیست که تو را تنبیه سازم ولى تحکیم این مطلب نزد من دوستتر است از این که تو را تسلیم بوصغى کنم که برایت خطرناک باشد و امیدوارم خداوند توفیق رشدت دهد و براستى تو را هدایت فرماید براى اینست که سفارشنامه خود را بتو مى سپارم.
اى پسر جانم بدانکه بهترین فصل وصیت من که بکار بندى پرهیزکارى و عمل بفرائض إلهى است و پیروى از روش پدران شایسته خاندانست، زیرا آنها هیچ بى اعتنا نبودند که خود را منظور دارند چنانچه تو ناظر خودى و براى خود بیندیشند چنانچه تو در اندیشه اى و در نتیجه آنچه را دانستند بکار بستند و از آنچه نبایست دست باز داشتند، اگر دلت نپذیرفت ندانسته پیرو آنان باشى تا خود بدانى باید از روى فهم و آموزش حقیقت را بجوئى نه بوسیله پرت شدن در شبهه و از راه امتیاز پرستى، و پیش از جستجوى حقیقت از معبودت یارى بجو و توفیق بخواه و از هر توهمى که تو را در شبهه افکند و بگمراهى کشد دست بکش، و چون یقین کردى دلت پاک شده و خشوع دارد و رأیت تابناک است و تصمیم دارد و تشویش خاطر ندارى در آنچه برایت شرح دادم نظر نما و گرنه بدانکه در رنج افتادى و در تاریکى پرتاب شدى و کسى که دچار خبط و اشتباه باشد طالب دین حق نباشد و بهتر است دست نگه دارد.
پسر جانم وصیت مرا خوب بفهم و بدانکه مالک مرگ و زندگى و آفریننده و میراننده یکى است و همان که بفنا مى برد بزندگى باز مى آورد و آنکه درد مى دهد عافیت بخشد، و راستى که دنیا پایدار نباشد جز بر پایه نعمتهائى که خداوند در آن مقرر داشته و بر بنیاد ابتلا و جزاء در معاد یا هر آنچه او بخواهد و ما نمى دانیم و اگر چیزى از این بابت بر تو مشکل است بنادانى خود حمل کن زیرا تو در آغاز آفریدنت نادان بودى و سپس دانا شدى و چه بسیار است آنچه را نمى دانى و در باره آن سرگردانى و دیدرس تو نیست و پس از آن خواهى دید، تو باید خود را در پناه آن کسى بیندازى که آفریدت و روزیت داد و درستت کرد، و باید هم او را بپرستى و بدو روى آرى و از او بترسى.
و بدان- اى پسر جانم- هیچکس از سوى خدا خبرى درستتر نیاورده از آنچه رسول صلى الله علیه و آله آورده او را بپیشوائى بپسند و براى نجات رهبر خود ساز، زیرا من هیچ اندرزى از تو دریغ نداشتم و تو هر چه هم تلاش براى خیر خواهى خود نمائى باندازه من نتوانى بحقیقت رسید.
الفصل الرابع من قوله علیه السلام:
و اعلم، یا بنی، أنه لو کان لربک شریک لأتتک رسله، و لرأیت آثار ملکه و سلطانه، و لعرفت أفعاله و صفاته، و لکنه إله واحد کما وصف نفسه، لا یضاده فی ملکه أحد، و لا یزول أبدا، و لم یزل، أول قبل الأشیاء بلا أولیه، و آخر بعد الأشیاء بلا نهایه عظم عن أن تثبت ربوبیته بإحاطه قلب أو بصر، فإذا عرفت ذلک فافعل کما ینبغی لمثلک أن یفعله فی صغر خطره، و قله مقدرته و کثره عجزه، و عظیم حاجته إلى ربه، فی طلب طاعته، و الخشیه من عقوبته، و الشفقه من سخطه، فإنه لم یأمرک إلا بحسن، و لم ینهک إلا عن قبیح. یا بنی، إنی قد أنبأتک عن الدنیا و حالها، و زوالها و انتقالها و أنبأتک عن الاخره و ما أعد لأهلها فیها، و ضربت لک فیهما الأمثال لتعتبر بها، و تحذو علیها! إنما مثل من خبر الدنیا کمثل قوم سفر نبا بهم منزل جدیب فأموا منزلا خصیبا، و جنابا مریعا فاحتملوا وعثاء الطریق، و فراق الصدیق، و خشونه السفر، و جشوبه المطعم، لیأتوا سعه دارهم، و منزل قرارهم، فلیس یجدون لشیء من ذلک ألما، و لا یرون نفقه فیه مغرما، و لا شیء أحب إلیهم مما قربهم من منزلهم، و أدناهم من محلهم، و مثل من اغتر بها کمثل قوم کانوا بمنزل خصیب فنبا بهم إلى منزل جدیب، فلیس شیء أکره إلیهم و لا أفظع عندهم من مفارقه ما کانوا فیه إلى ما یهجمون علیه، و یصیرون إلیه. یا بنی، اجعل نفسک میزانا فیما بینک و بین غیرک، فأحبب لغیرک ما تحب لنفسک، و أکره له ما تکره لها، و لا تظلم کما لا تحب أن تظلم، و أحسن کما تحب أن یحسن إلیک، و استقبح من نفسک ما تستقبح من غیرک، و ارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسک، و لا تقل ما لا تعلم، و إن قل ما تعلم، و لا تقل ما لا تحب أن یقال لک.
و اعلم أن الإعجاب ضد الصواب، و آفه الألباب، فاسع فی کدحک، و لا تکن خازنا لغیرک، و إذا أنت هدیت لقصدک، فکن أخشع ما تکون لربک.
اللغه
حذا (علیه): اقتدى به: (قوم سفر): بالتسکین اى مسافرون، (أموا): قصدوا (الجدیب): ضد الخصیب (الجناب المریع): ذو الکلاء و العشب (و عثاء الطریق) مشقتها.
المعنى
قد استدل علیه السلام فی إثبات التوحید بما یقرب من الاستدلال فی قوله تعالى «ما اتخذ الله من ولد و ما کان معه من إله إذا لذهب کل إله بما خلق و لعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما یصفون- ۹۱ المؤمنون» فان المقصود نفى الشریک بنفی آثاره التی لا بد من ترتبه على وجوده لو کان، و هذا أحد طرق إثبات التوحید المأثوره المشهوره.
ثم انتقل علیه السلام بعد تنویر الفکر بنور التوحید إلى بیان زوال الدنیا و ضرب المثل للفریقین من أهل السعاده و الشقاوه و کفى به واعظا.
الترجمه
پسر جانم بدانکه اگر پروردگارت را شریکى بود فرستاده هایش نزد تو مى آمدند و آثار ملک و سلطنتش را مى دیدى و کردار و صفاتش را مى شناختى، ولى همان معبود یکتا است چنانچه خود را بیگانگى ستوده در ملکش دیگرى نیست و هرگز زوال نپذیرد و تا همیشه بوده است بى نهایت آغاز هر چیز است و بى نهایت در انجام هر چیز، بزرگتر از آنست که ربوبیتش در دل و دیده گنجد، چون این را دانستى چنان کن که مانند تو بى أهمیت و بى مقدار و پر عجز و حاجتمند بپروردگار خود بایست در طلب طاعت و ترس از کیفر و نگرانى از غضبش بکار بندد زیرا تو را فرمان نداده جز بکار نیک، و نهى نکرده جز از کار بد.
پسر جانم منت از دنیا و حالش آگاه ساختم و هم از زوال و انتقالش، و از آخرت و آنچه براى اهلش آماده شده آگاه کردم و مثلها آوردم تا پند گیرى و بروش آنها کار کنى، همانا مثل کسى که دنیا را بررسى کرده است اهلش مانند مردمى مسافرند که در منزل قحط و سختى گرفتارند و قصد دارند بمنزل پر نعمت و آستان با برکتى بروند و سختى راه و دورى از دوست و رنج سفر و خوراک ناهموار را بر خود هموار کردند تا بخانه وسیع و قرارگاه خود رسند از رنجهاى چنین سفرى دردى نگشند و هزینه آنرا زیانى ندانند و چیزى محبوبتر از آن نیست که آنانرا بمنزل موعودشان نزدیک سازد و بقرارگاهشان بکشاند، و مثل آنانکه فریب دنیا خورده اند و دل بدان بسته اند مثل مردمى است که در منزل پر نعمت باشند و خواهند بمنزل قحطى و سختى سفر کنند و چیزى نزد آنها بدخواه تر و دشوارتر از آن نیست که از آنچه دارند جدا شوند و بدان آینده بد و سخت برسند.
پسرجانم خود را ترازوئى قرار ده و با آن خویش را با دیگران بسنج براى دیگران همان را بخواه که براى خود مى خواهى و همان را بد دار که براى خود بدمیدارى، ستم مکن چونان که دوست ندارى ستم بشوى، احسان کن چنانچه دوست دارى بتو احسان شود، از خود زشت شمار آنچه را از دیگران زشت مى شمارى از خود نسبت بمردم همان را پسند که از مردم نسبت بخودت پسنده دارى آنچه را ندانى مگو و اگر چه کم است آنچه را مى دانى، مگو با دیگران آنچه را دوست ندارى با تو بگویند.
و بدانکه خود بینى مخالف حق و صوابست و آفت خرد و عقل است، در رنج خود هموار باش و تلاش مکن که گنجینه براى دیگران بسازى و چون بقصد خود کامیاب شدى باید بیشتر براى پروردگارت خاشع و شکر گزار باشى.
الفصل الخامس من قوله علیه السلام:
و اعلم أن أمامک طریقا ذا مسافه بعیده، و مشقه شدیده، و أنه لا غنى بک فیه عن حسن الارتیاد، و قدر بلاغک من الزاد مع خفه الظهر، فلا تحملن على ظهرک فوق طاقتک فیکون ثقل ذلک وبالا علیک، و إذا وجدت من أهل الفاقه من یحمل لک زادک إلى یوم القیامه فیوافیک به غدا حیث تحتاج إلیه فاغتنمه و حمله إیاه، و أکثر من تزویده و أنت قادر علیه، فلعلک تطلبه فلا تجده، و اغتنم من استقرضک فی حال غناک لیجعل قضاءه لک فی یوم عسرتک. و اعلم أن أمامک عقبه کؤدا، المخف فیها أحسن حالا من المثقل و البطیء علیها أقبح حالا من المسرع، و أن مهبطک بها لا محاله على جنه أو على نار، فارتد لنفسک قبل نزولک، و وطىء المنزل قبل حلولک، فلیس بعد الموت مستعتب، و لا إلى الدنیا منصرف. و اعلم أن الذی بیده خزائن السماوات و الأرض قد أذن لک فی الدعاء و تکفل لک بالإجابه، و أمرک أن تسأله لیعطیک، و تسترحمه لیرحمک، و لم یجعل بینک و بینه من تحجبه عنک، و لم یلجئک إلى من یشفع لک إلیه، و لم یمنعک إن أسأت من التوبه، و لم یعیرک بالانابه، و لم یعاجلک بالنقمه، و لم یفضحک حیث الفضیحه بک أولى و لم یشدد علیک فی قبول الإنابه، و لم یناقشک بالجریمه، و لم یؤیسک من الرحمه، بل جعل نزوعک عن الذنب حسنه، و حسب سیئتک واحده و حسب حسنتک عشرا، و فتح لک باب المتاب و باب الاستعتاب، فإذا نادیته سمع نداءک، و إذا ناجیته علم نجواک، فأفضیت إلیه بحاجتک و أبثثته ذات نفسک، و شکوت إلیه همومک، و استکشفته کروبک، و استعنته على أمورک، و سألته من خزائن رحمته ما لا یقدر على إعطائه غیره: من زیاده الأعمار، و صحه الأبدان، و سعه الأرزاق، ثم جعل فی یدیک مفاتیح خزائنه، بما أذن لک فیه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته، و استمطرت شابیب رحمته، فلا یقنطنک إبطاء إجابته، فإن العطیه على قدر النیه و ربما أخرت عنک الإجابه لیکون ذلک أعظم لأجر السائل، و أجزل لعطاء الامل، و ربما سألت الشیء فلا تؤتاه، و أوتیت خیرا منه عاجلا أو آجلا، أو صرف عنک لما هو خیر لک، فلرب أمر قد طلبته فیه هلاک دینک لو أوتیته، فلتکن مسألتک فیما یبقى لک جماله، و ینفى عنک وباله، فالمال لا یبقى لک، و لا تبقى له.
اللغه
(الارتیاد): طلب المنزل الرحب، (الوبال): الهلکه، (کؤود):الشاق الصعود (الشابیب) الدفعات من المطر الغزیر.
الاعراب
أمامک: ظرف مستقر خبر مقدم لقوله «أن» و ما بعده اسم له، من زیاده الأعمار: بیان للفظ ما فی قوله: «ما لا یقدر».
المعنى
جعل علیه السلام الانسان مسافرا فی طریق الحیات و اصلا إلى الجنه أو النار بانتخابه السیر المؤدی إلى هذه أو هذه، و فی طریقه عقبه شاقه و هى المرور على شهواته و أهوائه و أخطائه فوصاه بحمل الزاد الکافی للسیر فی هذا الطریق البعید و الاجتهاد فی تحصیل المعاون معه لحمل الزاد باعطاء الفقراء و المساکین مقدارا من أمواله لیکون ذخرا فی مسعاه و معاده أو قرضا یرد علیه فی أیام عسرته فی آخرته.
ثم نبه علیه السلام على ملازمه الدعاء و التضرع إلى الله فی کل حال من الأحوال و لجمیع الحوائج سواء کان مذنبا أو مطیعا فان المذنب إذا تضرع إلى الله تعالى و سأل منه التوبه و المغفره یخرج عن ذنبه، و المطیع إذا سأله أجابه و إن لم یظهر له الاجابه کما یرید، و بین أن الدعاء إلى الله لا یضیع بحال من الأحوال فان لم یوافق المسأله مع المصلحه أعطاه الله فی إجابه دعائه ما هو خیر مما سأله عاجلا أو آجلا.
الترجمه
بدانکه در برابر تو راه دور و رنج سختى است و راستى که تو نیازمند یک بررسى عمیقى هستى که راه خود را هموار سازى و اندازه توشه خود را بسنجى و سبک بار باشى، مبادا بار گران و طاقت فرسائى بر دوش بگیرى و از سنگینى آن بنالى و هلاک شوى، و اگر از نیازمندان کسى را یافتى که برایت توشه بقیامت برد و فردا که بدان نیاز دارى بتو برساند وجود او را غنیمت شمار و توشه خود را بدوش او گزار و هر چه مى توانى بیشتر بأو بسپار شاید دیگر او را درنیابى و غنیمت بدان که کسى از تو مالى بوام گیرد و در روز سختى بتو بپردازد.
بدانکه در برابر تو گردنه سخت و دشوارى است، هر که در آن سبک بار باشد خوش حالتر است از کسى که بارش سنگین است، و هر که کند رو باشد بد حال تر است از آنگه شتابان مى رود، فرودگاه تو در پشت این گردنه بناچار بهشت است یا دوزخ، پیش از آنکه از این گردنه فرود شوى جلو پاى خود را پاک کن و ببهشت برو نه بدوزخ، و پیش از مرگ براى خود منزل را هموار ساز که پس از مردن نه عذرى پذیرفته شود و نه راه بازگشتى بدنیا مى ماند.
و بدانکه آن خدائى که همه گنجهاى آسمان و زمین را در دست دارد بتو اجازه داده تا بدرگاهش خواستار هر حاجتى شوى و از او بخواهى و دعاء کنى و ضامن شده که دعایت را اجابت کند و بتو فرموده از او بخواهى تا بتو بدهد و از او رحمت طلبى تا بتو رحم کند، و میان تو و خودش دربانى مقرر نداشته که تو را از او باز دارد و تو را وادار بواسطه تراشى نکرده، و اگر بد کردارى جلو توبه و بازگشت تو را نگرفته، و در بازگشت تو را مورد سرزنش نساخته، و در کیفر تو شتاب ندارد و در آنجا که شاید تو را رسوا نساخته و در پذیرش توبه و بازگشت تو سخت نگرفته و از تو جریمه نخواسته و از رحمتش تو را نا امید نساخته، بلکه روگردانى تو را از گناه خوش کردارى مقرر کرده و بدکارى تو را یکى بشمار گرفته و کار خوبت ده برابر بحساب آورده است و در توبه را براى تو باز گذاشته و باب عذر خواهى را مفتوح داشته، هر آن گاهش بخوانى فریادت را مى شنود و اگر رازش بگوئى رازت را میداند، تو مى توانى عرض حاجت خود را بى واسطه بأو برسانى و هر چه در دل دارى با او در میان گزارى و از گرفتاریهایت بوى شکایت کنى و از او چاره دردهایت را بخواهى و در هر کارت از او یارى بجوئى و از خزائن رحمتش درخواست کنى آنچه را جز او نتواند بتو عطا کند از فزونى عمر و تندرستى و وسعت روزى، سپس همه کلیدهاى خزائن خودش را بتو سپرده که اجازه مطلق در خواست از وى را بتو داده است، هر وقت بخواهى مى توانى بوسیله دعاء أبواب نعمت بیدریغش را بروى خود باز کنى و از ریزش سیل آساى رحمتش بر خود ببارانى و برخوردار باشى، نباید تأخیر اجابتش تو را نومید سازد، زیرا بخشش باندازه صدق نیت است و بسا تأخیر اجابت براى اینست که اجر خواستار بزرگتر شود و عطیه بیشترى دریابد، و بسا که چیزى درخواست کردى و بتو نداده و در عوض بهتر از آنرا در دنیا و یا آخرت بتو خواهد رسانید، یا این که مسئول تو را دریغ داشته و پاداش بهترى مقرر نموده است چه بسا چیزى را خواستى که سبب از دست رفتن دین تو شود اگرش بدست آرى، باید همیشه درخواهت از درگاه خدا چیزى باشد که بهره آن براى تو بماند و وبال و رنجى ببار نیاورد، مال دنیا نه براى تو مى ماند و نه تو براى آن مى مانى.
الفصل السادس من قوله علیه السلام:
و اعلم أنک إنما خلقت للاخره لا للدنیا، و للفناء لا للبقاء، و للموت لا للحیاه، و أنک فی منزل قلعه، و دار بلغه، و طریق إلى الاخره، و أنک طرید الموت الذی لا ینجو منه هاربه، و لا یفوته طالبه، و لا بد أنه مدرکه، فکن منه على حذر أن یدرکک و أنت على حال سیئه قد کنت تحدث نفسک منها بالتوبه فیحول بینک و بین ذلک، فإذا أنت قد أهلکت نفسک. یا بنی، أکثر من ذکر الموت و ذکر ما تهجم علیه، و تفضی بعد الموت إلیه، حتى یأتیک و قد أخذت منه حذرک، و شددت له أزرک، و لا یأتیک بغته فیبهرک، و إیاک أن تغتر بما ترى من إخلاد أهل الدنیا إلیها، و تکالبهم علیها، فقد نبأک الله عنها، و نعت [نعتت] لک نفسها، و تکشفت لک عن مساویها، فإنما أهلها کلاب عاویه، و سباع ضاریه، یهر بعضها بعضا، و یأکل عزیزها ذلیلها و یقهر کبیرها صغیرها، نعم معقله، و أخرى مهمله، قد أضلت عقولها و رکبت مجهولها، سروح عاهه، بواد وعث! لیس لها راع یقیمها، و لا مسیم یسیمها، سلکت بهم الدنیا طریق العمى، و أخذت بأبصارهم عن منار الهدى، فتاهوا فی حیرتها، و غرقوا فی نعمتها، و اتخذوها ربا فلعبت بهم و لعبوا بها، و نسوا ما وراءها!! رویدا یسفر الظلام، کان قد وردت الأظعان، یوشک من أسرع أن یلحق.
اللغه
یقال: هذا منزل قلعه بضم القاف و سکون اللام: لیس بمستوطن، و یقال:
هم على قلعه أى على رحله، (البلغه): قدر الکفایه من المعاش، (الأزر): الظهر و القوه، (فیبهرک) أى یجعلک مبهوتا مغلوبا لا تقدر على التدارک، (أخلد)، إلى کذا: اتخذه دار الخلد و الاقامه الدائمه، (التکالب): التنازع على التسلط کالکلاب یتنازعون للتسلط على الجیف، (المساوى): المعایب، (الضراوه)، الجرأه على الاصطیاد، (المعقده): المربوطه بالعقال، (المجهول) و المجهل: المفازه التى لا أعلام فیها، (واد وعث): (واد وعث): لا یثبت فیه خف و لا حافر لسهولته أو کونه مزلقا (سروح عاهه) جمع سرح و هى المواشى المبتلاه بالافه المعرضه للهلاک، (مسیم یسیمها): راع یرعاها، (رویدا) تصغیر رود و أصل الحرف من رادت الریح ترود تحرک حرکه خفیفه و المعنى لا تعجل (یسفر الظلام)، یقال أسفر وجهه إذا أضاء و أسفر الصبح إذا انکشف، (الأظعان): جمع ظعن، و هی الجماعات المتنقله فی البراری.
الاعراب
للاخره: اللام للعاقبه، منزل قلعه و دار بلغه: الظاهر أن القلعه و البلغه بمعنى المصدر فالأولى إضافه ما قبلهما إلیهما و یحتمل أن تکونا صفه لما قبلهما بالتأویل، نعم معقله: خبر بعد خبر لقوله «أهلها»، سروح عاهه: خبر ثالث بأبصارهم: مفعول أخذت و الظاهر ان الباء زائده للتأکید، رویدا: منصوب بمقدر أى امهل رویدا، هذه الجمله و ما بعدها أمثال سائره.
المعنى
بین علیه السلام فی هذا الفصل الهدف من خلق الانسان و أوضح بأبین بیان أن الدنیا طریق و معبر له لا یستحق أن یطمئن إلیه بل یجب أن یتزود منها لاخرته و یهیأ فیها لملاقات ربه، و یکون على حذر من الاشتغال بها و ارتکاب سیئاتها حتى یأتیه الموت بغته و لا یجد مهله للتوبه و التدارک لما فاته.
ثم حذره أکیدا عن تقلید الناس فی الافتنان بالدنیا و الاشتغال بها کأنها دار خلود لهم و لیس لهم انتقال عنها إلى دار اخرى، و نبه على ذلک بوجوه:
۱- إخبار الله تعالى عن فنائها.
۲- توصیف الدنیا نفسها بالفناء و الزوال آناء اللیل و النهار.
۳- المغترون بها کلاب و أنعام ضاله مبتلاه بالافات بلا مرشد و لا راع و لا مناص لهم من الهلاکه و الدمار، فلا ینبغی الاقتداء بهم فی أفعالهم و أحوالهم فی حال من الأحوال.
الترجمه
بدان پسر جانم که تو تنها براى آخرت آفریده شدى نه دنیا، و براى فنا از دنیا بوجود آمدى نه براى زیست در آن، و سرانجامت در دنیا مرگ است نه زندگى، و بدانکه تو امروز در منزل کوچ و خانه موقت هستى که رهگذریست باخرت، و راستى که مرگ در پى تو است و گریزان از مرگ را رهائى نیست و از دست جوینده خود بدر نمى رود و بناچار او را مى گیرد، تو بر حذر باشى که مرگت فرا رسد و در حال گناه باشى و در دل داشته باشى که از آن توبه کنى ولى مرگ بتو مهلت ندهد و بى توبه بمیرى و خود را هلاک سازى، پسر جانم بسیار در یاد مرگ باش و بیاد دار که بکجا افکنده مى شوى و پس از مرگ بکجا و بچه وضعى مى رسى تا آنکه چون مرگت رسد خود را آماده کرده باشى و پشتیبانت محکم باشد و ناگهانت نگیرد تا خیره و درمانده شوى.
مبادا فریب بخورى که دنیا طلبان بدان دل داده و آنرا جاودانه گرفته اند و بر سر آن با هم سگانه مبارزه می کنند، زیرا خدا از فناء دنیا خبر داده و خود دنیا هم خود را به بیوفائى توصیف کرده و از بدیهاى خود برایت پرده بر گرفته، همانا اهل دنیا سگهائى عوعو کننده و درندههائى پوزش آور و زیان زننده اند بروى یکدیگر زوزه کشند، و عزیزانشان خوارهایشان را بخورند، و بزرگشان خوردشان را مقهور سازند، چار پایانى باشند بسته یا مهار گسیخته و آزاد، عقل خود را گمراه کرده و در بیابانى ناشناخته مى تازند، رمههائى بیمار و آفت زده در نمکزارى لغزان سرگردانند، نه شبانى دارند که آنها را نگهدارى کند و نه چوپانى که آنها را بچراند، دنیا آنها را بکوره راه ناهموارى کشانده و چشم آنها را از دیدار راه روشن هدایت بسته، در سرگردانى دنیا گم شداند و در نعمت بى عافیت آن اندرند، دنیا را پروردگار خود شناخته و دودستى آنرا گرفته اند و دنیایشان ببازى گرفته و آنها هم سرگرم بازى با دنیا شدند و فراموش کردند که در دنبال دنیا چه عالمى است؟.
آرام باش، پرده تاریکى بکنار مى رود، گویا کاروانهاى جهان ناپیدا وارد شوند، هرکس شتاب کند بزودى بکاروانهاى پیش گذر مى رسد.
الفصل السابع من قوله علیه السلام:
و اعلم [یا بنی] أن من کانت مطیته اللیل و النهار فإنه یسار به و إن کان واقفا، و یقطع المسافه و إن کان مقیما وادعا. و اعلم یقینا أنک لن تبلغ أملک، و لن تعدو أجلک، و أنک فی سبیل من کان قبلک فخفض فی الطلب، و أجمل فی المکتسب، فإنه رب طلب قد جر إلى حرب، و لیس کل طالب بمرزوق، و لا کل مجمل بمحروم، و أکرم نفسک عن کل دنیه و إن ساقتک إلى الرغائب، فإنک لن تعتاض بما تبذل من نفسک عوضا، و لا تکن عبد غیرک، و قد جعلک الله حرا، و ما خیر خیر لا ینال إلا بشر، و یسر لا ینال إلا بعسر! و إیاک أن توجف بک مطایا الطمع فتوردک مناهل الهلکه، و إن استطعت أن لا یکون بینک و بین الله ذو نعمه فافعل، فإنک مدرک قسمک، و آخذ سهمک، و إن الیسیر من الله- سبحانه- أعظم و أکرم من الکثیر من خلقه، و إن کان کل منه.
و تلافیک ما فرط من صمتک أیسر من إدراکک ما فات من منطقک، و حفظ ما فی الوعاء بشد الوکاء، و حفظ ما فی یدیک أحب إلى من طلب ما فی ید غیرک، و مراره الیأس خیر من الطلب إلى الناس، و الحرفه مع العفه خیر من الغنى مع الفجور، و المرء أحفظ لسره، و رب ساع فیما یضره! من أکثر أهجر، و من تفکر أبصر، قارن أهل الخیر تکن منهم، و باین أهل الشر تبن عنهم، بئس الطعام الحرام، و ظلم الضعیف أفحش الظلم، إذا کان الرفق خرقا کان الخرق رفقا، و ربما کان الدواء داء و الداء دواء، و ربما نصح غیر الناصح و غش المستنصح، و إیاک و الإتکال على المنى فإنها بضائع النوکى، و العقل حفظ التجارب، و خیر ما جربت ما وعظک، بادر الفرصه قبل أن تکون غصه، لیس کل طالب یصیب، و لا کل غائب یؤب، و من الفساد إضاعه الزاد و مفسده المعاد، و لکل أمر عاقبه، سوف یأتیک ما قدر لک، التاجر مخاطر، و رب یسیر أنمى من کثیر.
و لا خیر فی معین مهین، و لا فی صدیق ظنین، ساهل الدهر ما ذل لک قعوده، و لا تخاطر بشىء رجاء أکثر منه، و إیاک أن تجمح بک مطیه اللجاج، أحمل نفسک من أخیک عند صرمه على الصله، و عند صدوده على اللطف و المقاربه، و عند جموده على البذل، و عند تباعده على الدنو، و عند شدته على اللین، و عند جرمه على العذر، حتى کأنک له عبد، و کأنه ذو نعمه علیک، و إیاک أن تضع ذلک فی غیر موضعه، أو أن تفعله بغیر أهله لا تتخذن عدو صدیقک صدیقا فتعادى صدیقک، و امحض أخاک النصیحه حسنه کانت أو قبیحه، و تجرع الغیظ فإنی لم أر جرعه أحلى منها عاقبه و لا ألذ مغبه، و لن لمن غالظک فإنه یوشک أن یلین لک، و خذ على عدوک بالفضل فإنه أحلى الظفرین، و إن أردت قطیعه أخیک فاستبق له من نفسک بقیه یرجع إلیها إن بدا له ذلک یوما ما، و من ظن بک خیرا فصدق ظنه، و لا تضیعن حق أخیک اتکالا على ما بینک و بینه، فإنه لیس لک بأخ من أضعت حقه، و لا یکن أهلک أشقى الخلق بک، و لا ترغبن فیمن زهد عنک و لا یکونن أخوک على مقاطعتک أقوى منک على صلته، و لا یکونن على الإساءه أقوى منک على الإحسان، و لا یکبرن علیک ظلم من ظلمک، فإنه یسعى فی مضرته و نفعک، و لیس جزاء من سرک أن تسوءه.
اللغه
(المطیه): ما یقطع به المسافه فاختلاف اللیل و النهار یوحب طی مده العمر، (تعدو): تجاوز (التخفیض و الاجمال): ترک الحرص فی طلب الدنیا، (الحرب): سلب المال و فنائه، (أوجفت): أسرعت (التلافی): التدارک (الوکاء):حبل یشد به رأس القربه، (الحرفه): الاکتساب بالتعب، (أهجر الرجل): اذا أفحش فی منطقه (الرفق): اللین و (الخرق): ضده، (النوکى): الحمقى (الصرم):القطع (الصدود): الاعراض، (الظنین): المتهم، (محضه النصیحه): أخلصها له (المغبه): العاقبه.
الاعراب
و قد جعلک الله حرا، جمله حالیه، استفهام انکارى- نفى و ما خیر خیر: یحتمل أن یکون کلمه ما استفهامیه للانکار فالخیر الأول مضاف إلى الثانی و لو جعلت نافیه ففی الاضافه غموض و فی العباره إبهام و الاعراب فی قوله «و یسر لا ینال» أغمض فتدبر بشد الوکاء ظرف مستقر خبر لقوله «حفظ»، ما ذل، لفظه ما مصدریه زمانیه رجاء أکثر منه: مفعول له لقوله «لا تخاطر»، ما فی قوله «یوماما» نکره تفید القله.
المعنى
قرر علیه السلام فی هذا الفصل زوال الدنیا و فناءها بحساب ریاضى فقال: إن العمر عدد من اللیالى و الأیام الماره على الدوام و یصل إلى النهایه و ینفد لا محاله و بعد ما أثبت بالبرهان الریاضى أن العمر منقض و أن الأجل محتوم فلا ینبغی الرکون إلى الدنیا و الاعتماد علیها، ثم توجه إلى ابطال ما یفتتن به أهل الدنیا من الامال و بین أن الانسان فی هذه الدنیا لا یبلغ إلى آماله لأن الأمل غیر محدود، و الأجل محدود، و وصاه بترک الحرص و الکد فی طلب الدنیا، فإن الرزق المقدر یصل بأدنى طلب و ما یطلب بجد و کد ربما یتلف و یضیع و یعرضه الحرب.
قال ابن میثم: و ذلک کما شوهد فی وقتنا أن تاجرا کان رأس ماله سبعه عشر دینارا فسافر بها إلى الهند مرارا حتى بلغت سبعه عشر ألفا فعزم حینئذ على ترک السفر و الاکتفاء بما رزقه الله، فسولت له نفسه الأماده بالسوء فی العود و حببت إلیه الزیاده فعاود السفر فلم یلبث أن خرجت علیه السراق فی البحر فأخذوا جمیع ما کان معه، فرجع و قد حرب ماله، و ذلک ثمره الحرص المذموم.
ثم تعرض علیه السلام للوصیه بحفظ کرامه النفس و الاحتفاظ بالشخصیه التی هی شرف وجود الانسان و امتیازه عن سائر أنواع الحیوان فقال علیه السلام: (و أکرم نفسک عن کل دنیه و إن ساقتک إلى الرغائب) و یندرج فی وصیته هذه الأمر بحفظ الحریه و الاستقلال فی عالم البشریه التی هی لب الدیمو قراطیه فی الاجتماع الانسانى و أشار إلى أن النفس أعز و أعلى من کل شیء فلا قیمه له بوجه من الوجوه و أکد ذلک بقوله علیه السلام (و لا تکن عبد غیرک و قد جعلک الله حرا).
ثم أشار إلى أن آفه الحریه الطمع فحذر منه أشد الحذر و فی التشبث بالوسائط نوع من الضعف فی الاستقلال و الحریه فقال علیه السلام (و إن استطعت أن لا یکون بینک و بین الله ذو نعمه فافعل).
ثم سرد أنواعا من الفضائل و حث على اکتسابها، و أنواعا من الرذائل و وصى الاجتناب عنها، فمن الفضائل: الصمت، و حفظ المال، و تکلف الحرفه و من الرذائل: إظهار الحاجه إلى الناس، و تحصیل الغنى بالفجور و کثره الکلام.
و من الفضائل: الفکر و مصاحبه أهل الخیر، و من الرذائل مصاحبه أهل الشر و الظلم بالضعیف، و جر علیه السلام کلامه إلى الوصیه بحفظ روابط الود مع الأحباء و الأقرباء فانه اس الاجتماع و التعاون المفید فی الحیاه، فقال علیه السلام:(احمل نفسک من أخیک عند صرمه على الصله) و بین کل ما یمکن أن یصیر سببا لقطع رابطه الاخاء وفت عضد المحبه و الاجتماع و أراه دواءه الناجع النافع فدواء الإعراض الاقبال و المقارنه باللطف، و دواء المنع عن العطاء هو البذل علیه و دواء التباعد الناشی عنه هو التقارب و الدنو منه، و دواء شدته و صولته هو اللین و الرفق معه، و دواء جرمه و اجترائه هو الاعتذار منه و له، و قد لخص کل ذلک فی قوله: (حتى کأنک له عبد).و قد ذیل وصایته هذه بأن تلک المعامله الاخائیه لا بد و أن تکون مع من یلیق بها و هو المؤمن المعتقد.
الترجمه
اى پسر جانم بدانکه هر کس بر پاکش شب و روز سوار است همیشه بسوى مرگ در رفتار است گر چه در جاى خود ایستاده و استوار است، و بنا خواه طى راه مى نماید گر چه مقیم و آسوده مى زید، بطور یقین بدان که بارزو و آرمان خود نمى رسى و از عمر مقدر نمى گذرى و براه همه کسانى که پیش از تو بوده اند مى روى، در طلب دنیا آرام باش و در کسب مال هموار رفتار کن زیرا بسا طلب که بسر انجام تلف مى کشد، نه هر کس دنبال روزى دود بروزى مى رسد و نه هر کس آرام و هموار کار می کند از روزى وا مى ماند، خود را از هر پستى در طلب دنیا گرامى دار و اگر چه آن کار پست تو را بارمانهایت برساند، زیرا اگر خود را بفروشى بهائى که ارزش شخصیت را داشته باشد بدست نیاورى، خود را بنده دیگرى مساز و بأو مفروش در صورتى که خداوندت آزاد و مستقل آفریده است، چه خیر و خوبى دارد آن خیرى که جز بوسیله بدى بدست نیاید، و چه آسایشى است در آنچه جز بدشوارى فراهم نشود؟؟.
مبادا اختیار خود را بمرکب سرکش طمع بسپارى تا تو را در پرتگاه هلاک و نابودى کشاند، اگر توانى هیچ منعمى را میان خود و خدا واسطه طلب روزى نسازى همین کار را بکن وزیر بار نوکرى دیگران مرو، زیرا تو قسمت روزى خود را خواهى یافت و بهره ات بتو خواهد رسید همان روزى اندک از طرف خداوند سبحان بى منت دیگران بزرگتر و گرامى تر است از بهره بیشتر از دست دیگران، و گر چه همه از طرف خداوند منانست.
هر که نان از قبل خویش خورد |
|
منت از حاتم طائى نبرد |
|
|
|
تدارک تقصیرى که از خموشى بر آید آسانتر است از تدارک آنچه از گفتار ناهنجار زاید، نگهدارى رازهاى درون ببستن زبانست چون بستن سر ظرف آنچه را در آنست حفظ مى نماید، نگهدارى آنچه در دست خود دارى نزد من محبوبتر است از جستن چیزى که در دست دیگرانست، تلخى نومیدى به است از دست نیاز بمردم دراز کردن، پیشه ورى و آبرومندى به است از بى نیازى بوسیله هرزگى هر مردى بهتر، راز خود را نگه مى دارد، بسا کسى که در زیان بخود مى کوشد هر که پر گوید ژاژ خواید، هر که اندیشه کند بینا گردد، با خیرمندان در آمیز تا از ایشان باشى، از شر انگیزان جدا شو تا از آنها بر کنار باشى، چه بد خوراکى است مال حرام، ستم بر ناتوان فاحشترین ستم است، در جائى که از ملایمت کج خلقى بر آید کج خلقى ملایمت زاید، چه بسا که دارو درد گردد و درد دارو، چه بسا که اندرز از بد خواه بر آید و خیر خواه بد غلى در اندرز خود گراید،
مبادا بر آرزوهاى خود اعتماد کنى که آرزومندى کالاى احمقان است، عقل و خرد تجربه اندوزیست، بهترین تجربه آنست که تو را پند دهد تا غصه و افسوس نیامده وقت را غنیمت شمار و از دستش مده، هر کس جوید بمقصد رسد و نه هر غائبى بخانه اش بر گردد، ضایع نمودن توشه راه ارتکاب تباه است و مفسد روز رستاخیز، هر کارى را دنباله ایست و بسر انجامى گراید، هر چه براى تو مقدر باشد بتو خواهد رسید، بازرگان خود را بخطر مى اندازد، چه بسا اندکى که پر برکت تر از بسیار است، در یاور و همکار پست و زبون خیرى نباشد و نه در دوست دو دل و متهم بخیانت، تا روزگار با تو بسازد با او بساز، چیزى که در دسترس است بامید بیش از آنش در خطر می فکن، مبادا عنان خود را بدست مرکب سرکش لجبازى بسپارى، براى نگهدارى برادر و دوست خود اگر از تو برید با او پیوست کن، و هنگام رو گردانى او با لطف و مهربانى بأو نزدیک شو، و چون مشت خود را بست بأو ببخش، و چون دورى گزید بأو نزدیک شو، و هنگام سختگیرى او با او نرمش کن، و چون جرمى مرتکب شد بر او پوزش آور، تا آنجا در برابر او فروتن باش بمانند بندهاى در برابر آقاى خود و تا آنجا که او را منعم خویش بحساب آورى، و مبادا این معامله برادرانه را با نا اهل و ناشایست آن روا دارى.
با دشمن دوستت طرح دوستى مریز تا با دوستت دشمنى کرده باشى، با برادر خود پاک و صریح نصیحت کن و حق را بأو بگو چه خوش آید او باشد چه او را بد آید، خشم را فرو خور زیرا من نوششى را شیرین سرانجام تر و لذت بخش تر در دنبال از آن آن ندیدم، با کسى که درشتت بر آید نرمش کن چه بسا که نرم شود، بر دشمن خود بتفضل و احسان برترى جو، زیرا که این شیرینتر پیروزیها است اگر خواستى از دوستى ببرى یک رشته از حسن رابطه را بجاى گزار که بوسیله آن بوى بر گردى اگر روزى پشیمان شدى، هر گاه کسى بتو گمان خوبى دارد بأو خوبى کن و گمانش را درست در آور باعتماد دوستى و یگانگى حق دوست را زیر پا مکن زیرا کسى که حقش را ضایع سازى با تو برادرى نکند.
مبادا خاندان تو بد بخترین مردم باشند نسبت بتو و از آنها رعایت دیگران را نکنى، کسى که تو را ترک گوید و از تو رو گرداند دل بأو مبند، برادر و دوست تو در قطع رابطه بر تو از پیوند تو با او پیشدستى نکند و پیش از آنکه او قطع رابطه کند جلو آنرا بگیر و مواظب باش که او در بد رفتارى با تو از خوشرفتارى تو با او پیشدستى نکند و با خوشرفتارى جلو بد رفتاریش را ببند ستم ستمگر بر تو گران نیاید زیرا که او در زیان خود و سود تو کوشش مى نماید پاداش کسى که تو را شادمان مى نماید این نیست که تو بأو بدى کنى و دلش را آزرده سازى.
الفصل الثامن من قوله علیه السلام:
و اعلم، یا بنی أن الرزق رزقان: رزق تطلبه، و رزق یطلبک، فإن أنت لم تأته أتاک، ما أقبح الخضوع عند الحاجه، و الجفاء عند الغنى، إنما لک من دنیاک ما أصلحت به مثواک، و إن جزعت على ما تفلت من یدیک فاجزع على کل ما لم یصل إلیک، استدل على ما لم یکن بما قد کان فإن الأمور أشباه، و لا تکونن ممن لا تنفعه العظه إلا إذا بالغت فی إیلامه، فإن العاقل یتعظ بالأدب، و البهائم لا تتعظ إلا بالضرب، اطرح عنک واردات الهموم بعزائم الصبر و حسن الیقین، من ترک القصد جار، و الصاحب مناسب، و الصدیق من صدق غیبه، و الهوى شریک العمى [العنا]، و رب قریب أبعد من بعید، و بعید أقرب من قریب، و الغریب من لم یکن له حبیب، من تعدى الحق ضاق مذهبه، و من اقتصر على قدره کان أبقى له، و أوثق سبب أخذت به سبب بینک و بین الله، و من لم یبالک فهو عدوک، قد یکون الیأس إدراکا إذا کان الطمع هلاکا، لیس کل عوره تظهر، و لا کل فرصه تصاب، و ربما أخطأ البصیر قصده، و أصاب الأعمى رشده، أخر الشر فإنک إذا شئت تعجلته، و قطیعه الجاهل تعدل صله العاقل، من أمن الزمان خانه، و من أعظمه أهانه، لیس کل من رمى أصاب،
إذا تغیر السلطان تغیر الزمان، سل عن الرفیق قبل الطریق، و عن الجار قبل الدار. إیاک أن تذکر من الکلام ما یکون مضحکا و إن حکیت ذلک عن غیرک، و إیاک و مشاوره النساء، فإن رأیهن إلى أفن، و عزمهن إلى وهن، و اکفف علیهن من أبصارهن بحجابک إیاهن فإن شده الحجاب أبقى علیهن، و لیس خروجهن بأشد من إدخالک من لا یوثق به علیهن، و إن استطعت إن لا یعرفن غیرک فافعل، و لا تملک المرأه من أمرها ما جاوز نفسها، فإن المرأه ریحانه و لیست بقهرمانه، و لا تعد بکرامتها نفسها، و لا تطمعها فی أن تشفع لغیرها، و إیاک و التغایر فی غیر موضع غیره، فإن ذلک یدعو الصحیحه إلى السقم، و البریئه إلى الریب، و اجعل لکل إنسان من خدمک عملا تأخذه به، فإنه أحرى أن لا یتواکلوا فی خدمتک، و أکرم عشیرتک فإنهم جناحک الذی به تطیر، و أصلک الذی إلیه تصیر، و یدک التی بها تصول. أستودع الله دینک و دنیاک، و أسأله خیر القضاء لک فی العاجله و الاجله، و الدنیا و الاخره، و السلام.
اللغه
(مثوى): اسم مکان من ثوى بمعنى محل الاقامه، (تفلت): تخلص و فی معناه الافلات و الانفلات (العظه): کالعده مصدر وعظ یعظ، (عزائم الصبر): ما لزمته منها، (مناسب) مفعول من ناسب أى من ذوى القربى، (العوره): قال ابن میثم: هنا الاسم من أعور الصید إذا أمکنک من نفسه و أعور الفارس إذا بدامنه موضع خلل الضرب، (أفن): الأفن بسکون الفاء، النقص، و المتأفن، المتنقص و روى إلى أفن بالتحریک فهو ضعیف الرأى، أفن الرجل یأفن أفنا أى ضعف رأیه (الوهن): الضعف، (القهرمانه): فارسی معرب.
الاعراب
رزق تطلبه، عطف بیان لقوله «رزقان»، من دنیاک متعلق بقوله «لک» و هی ظرف مستقر خبر مقدم لقوله «ان» و ماء الموصوله اسم له، و اکفف علیهن من أبصارهن قال الشارح المعتزلی «ص ۱۲۴ ج ۱۶ ط مصر»: من ها هنا زائده و هو مذهب أبی الحسن الأخفش من زیاده من فی الموجب، و یجوز أن یحمل على مذهب سیبویه فیعنى به: فاکفف علیهن بعض أبصارهن، بأشد خبر لیس، و الباء زائده، لا تعد: نهى من عدا یعدو أى لا تجاوز، التغایر: تفاعل من الغیره و هی الرقابه فی النساء.
المعنى
قد قسم علیه السلام الرزق إلى رزق یحصل بلا طلب و إلى رزق یحصل بالطلب و قد ورد فی غیر واحد من الایات و الأخبار أن الرزق مضمون على الله تعالى و أصرح الایات قوله تعالى: «و ما من دابه فی الأرض إلا على الله رزقها و یعلم مستقرها و مستودعها کل فی کتاب مبین: ۶- هود» و قوله تعالى «إن الله هو الرزاق ذو القوه المتین: ۵۸- الذاریات».
فالایتان تدلان على أن الله تعالى تعهد رزق کل دابه کدین یجب الوفاء به و هو قادر على أداء هذا الدین فیصل رزق کل دابه إلیها و أنه تعالى هو الرازق على وجه الحصر و لا رازق غیره لأن ضمیر الفصل فی قوله: هو الرزاق، و تعریف المسند یفیدان الحصر فمعنى الایه أنه تعالى رازق و لا رازق غیره، و ینبغی البحث هنا فی أمرین:
۱- أن وصول الرزق إلى کل مرزوق مطلق أو له شرط معلق علیه فاذا لم یحصل الشرط یسقط الرزق المقدر، و ما هو هذا الشرط؟
یستفاد من بعض الأخبار أن الرزق مشروط بالطلب و الاکتساب بوجه ما فاذا ترک الطلب مطلقا یسقط الرزق المقدر، و ذلک کمن ترک تحصیل الرزق و اعتزل فی زاویه منتظرا لمن یدخل علیه و یکفله، و یؤید ذلک وجوب تحصیل النفقه لنفسه و لمن یجب علیه نفقته کالزوجه و الأقارب باتفاق الفقهاء، فلو کان الرزق واصلا مطلقا و حاصلا بتقدیر من الله فلا معنى لوجوب تحصیله، و لکن لا إشکال فی أن تأثیر الطلب مختلف فی الأشخاص، فربما یحصل بطلب قلیل رزق واسع کثیر، و ربما یحصل بالجد و الکد أدنى مئونه العیش و مقدار دفع الجوع و سد الرمق، و نظره علیه السلام فی هذا المقام ترک الحرص و تحمل العناء فی طلب الدنیا، کما أنه لا إشکال فی حصول الرزق لبعض الأشخاص من حیث لا یحتسب قال الشارح المعتزلی «ص ۱۱۴ ج ۱۶ ط مصر»:دخل عماد الدوله أبو الحسن بن بویه شیراز بعد أن هزم ابن یاقوت عنها و هو فقیر لا مال له فساخت إحدى قوائم فرسه فی الصحراء فی الأرض فزل عنها و ابتدرها غلمانه فخلصوها، فظهر لهم فی ذلک الموضع نقب وسیع، فأمرهم بحفره فوجدوا فیه أموالا عظیمه و ذخائر لابن یاقوت.
ثم استلقى یوما آخر على ظهره فی داره بشیراز التی کان ابن یاقوت یسکنها فرأى حیه فی السقف، فأمر غلمانه بالصعود إلیها و قتلها، فهربت منهم، و دخلت فی خشب الکنیسه فأمر أن یقلع الخشب و تستخرج و تقتل، فلما قلعوا الخشب وجدوا فیه أکثر من خمسین ألف دینار لابن یاقوت.
و احتاج لأن یفصل و یخیط ثیابا له و لأهله فقیل: ها هنا خیاط حاذق کان یخیط لابن یاقوت، و هو رجل منسوب إلى الدین و الخیر، إلا أنه أصم لا یسمع شیئا أصلا فأمر باحضاره فأحضر و عنده رعب و هلع، فلما أدخله إلیه کلمه و قال:ارید أن تخیط لنا کذا و کذا قطعه من الثیاب، فارتعد الخیاط و اضطرب کلامه و قال: و الله یا مولانا ماله عندى إلا أربعه صنادیق لیس غیرها، فلا تسمع قول الأعداء فی، فتعجب عماد الدوله و أمر باحضار الصنادیق فوجدها کلها ذهبا و حلیا و جواهر مملوءه ودیعه لابن یاقوت.
۲- أن من یأکل من الحرام کالسارق و الکاسب من الوجوه المحرمه فهل یأکل رزقه المقدر أم یأکل من غیر رزقه؟ و هل الحرام رزق الله و یندرج فی کلامه هذا أن الرزق رزقان أم هو خارج عن مفهوم کلامه و رزق ثالث؟.ثم قبح علیه السلام خلقا معروفا عند الناس و هو الخضوع عند الحاجه و الجفاء عند الغنى.
و قد ارتکب الناس هذا الخلق حتى مع الله تعالى فعاتبهم به فی کلامه قال عز و جل حتى إذا کنتم فی الفلک و جرین بهم بریح طیبه و فرحوا بها جاءتها ریح عاصف و جاءهم الموج من کل مکان و ظنوا أنهم أحیط بهم دعوا الله مخلصین له الدین لئن أنجیتنا من هذه لنکونن من الشاکرین فلما أنجاهم إذا هم یبغون فی الأرض بغیر الحق: ۲۲- ۲۳ یونس».
و قد أشار علیه السلام إلى أن ما یفید للانسان من الدنیا هو یصلح به أمر آخرته فحسب، و أما غیر ذلک فیذهب هدرا و یبقى تبعته.و أشار علیه السلام إلى تسلیه مقنعه مستدله لترک الأسف على ما فات بأنه إذ جزع على ما خرج من یده من المال و الجاه فلا بد أن یجزع على جمیع ما فی الدنیا مما لم یصل إلیه لأنه لا فرق بین القسمین، و وصى أن یکون للانسان قلبا خاصغا فهما مستعدا للاتعاظ و هو دلیل العقل و الفراسه.
العبد یقرع بالعصا |
|
و الحر تکفیه الملامه |
|
|
|
و لا یخلو الانسان من هموم ترد على قلبه من حیث یشعر و لا یشعر فوصى
علیه السلام بطرد هذه الهموم بملازمه صبر ثابت و یقین صادق و بملازمه طریقه عادله فی أعماله و أخلاقه و نبه على أن الصاحب الصدیق کنسیب قریب، و کان یقال:«الصدیق نسیب الروح و الأخ نسیب البدن».
و قد بین علیه السلام موازین لامور هامه:
۱- میزان الصداقه، فقال: (و الصدیق من صدق غیبه) یعنى أن الصداقه یعرف بحفظ الغیب للصدیق، فربما شخص یظهر الصداقه فی الحضور و لم یکن إلا منافقا.
۲- میزان الغربه، فقال: (الغریب من لم یکن له حبیب) أى من لم یکن له مونس یطمئن إلیه و یلمسه عن ظهر قلبه برابطه و دیه صادقه فهر غریب و إن کان فی وطنه.
۳- میزان العداوه، فقال: (و من لم یبالک فهو عدوک) أى من لم یکترث بک و یراعیک فهو عدو.
و قد استغرب الشارح المعتزلی هذه المیزانیه للعداوه فقال «ص ۱۱۹ ج ۱۶ ط مصر»: و هذه الوصاه خاصه بالحسن علیه السلام و أمثاله من الولاه و أرباب الرعایا و لیست عامه للسوقه من أفناء الناس، و ذلک لأن الوالی إذا أنس من بعض رعیته أنه لا یبالیه و لا یکترث به، فقد أبدى صفحته، و من أبدى لک صفحه فهو عدوک و أما غیر الوالی من أفناء الناس فلیس أحدهم إذا لم یبال بالاخر بعدو له.
أقول: قد ذکرنا فى بدء شرح هذه الوصیه أنها موجهه من نوع الوالد إلى نوع الولد من دون ملاحظه أیه خصوصیه فی البین، و المقصود من عدم المبالات فی کلامه علیه السلام هو عدم رعایه الحق بعد المعرفه و وجود الرابطه بین شخصین و کل من عرف غیره و لم یراع له حقه یکون عدوا له و ظالما، سواء من السوقه و أفناء الناس، أو من الولاه و الحکام، و الفرق أن المعرفه للوالی أعم، و حقوقه على الرعایا أتم و ألزم.
و قد اختلف فی تفسیر قوله علیه السلام: (لیس کل عوره تظهر) فقال الشارح المعتزلی «فی ص ۱۱۹ ج ۱۶ ط مصر»: یقول: قد تکون عوره العدو مستتره
عنک فلا تظهر، و قد تظهر لک و لا یمکنک إصابتها.
و قال ابن میثم: نبه بقوله: لیس کل عوره- إلى قوله: رشده، على أن من الامور الممکنه و الفرض ما یغفل الطالب البصیر عن وجه طلبه فلا یصیبه و لا یهتدى له، و یظفر به الأعمى- إلى أن قال: و غرض الکلمه التسلیه عن الأسف و الجزع على ما یفوت من المطالب بعد إمکانها.
أقول: قد ارتبط ابن میثم هذه الجمل الأربع إلى غرض واحد، و الظاهر أن کلا منها حکمه عامه تامه، و المقصود من العوره العیب فی عدو أو غیره المعرض للانکشاف، فیقول: ربما یبقی عیب معروض للانکشاف مستورا لغفله الناس أو سبب آخر، کما أنه ربما لا یستفاد من الفرصه و ربما یخطأ البصیر عن قصده کما أنه ربما یصیب الأعمى رشده.
و هذه الحکم کلها من قبیل المثل السائر المشهور: رمیه من غیر رام و تنبیه على أن الأسباب المعموله لیست عللا تامه للوصول إلى المقاصد و الأهداف.
و نبه بقوله علیه السلام (من أمن الزمان خانه و من عظمه هانه) على أن الزمان إذا أقبل على الانسان لا یصح الاعتماد علیه، فانه دوار غدار کما قال أبو الطیب:و هی معشوقه على الغدر لا تحفظ عهدا و لا تتمم وصلا و قد أشار إلى السبب الأساسى فی تغییر الزمان على بنی الانسان فقال: (إذا تغیر السلطان تغیر الزمان) ذکر الشارح المعتزلی «ص ۱۲۱ ج ۱۶ ط مصر» فی شرح هذه الجمله:فی کتب الفرس أن أنوشروان جمع عمال السواد و بیده دره یقلبها،
فقال:أی شیء أضر بارتفاع السواد و أدعى إلى محقه؟ أیکم قال ما فی نفسی جعلت هذه الدره فی فیه؟ فقال بعضهم: انقطاع الشرب، و قال بعضهم: احتباس المطر و قال بعضهم: استیلاء الجنوب و عدم الشمال، فقال لوزیره: قل أنت فإنی أظن عقلک یعادل عقول الرعیه کلها أو یزید علیها، فقال: تغیر رأى السلطان فی رعیته، و إضمار الحیف لهم، و الجور علیهم، فقال: لله أبوک، بهذا العقل أهلک آبائی و أجدادی لما أهلوک له، و دفع إلیه الدره فجعلها فی فیه.
ثم توجه علیه السلام فی آخر وصیته إلى المعامله مع النساء و الخدم و هم أهل البیت و الخاصه و وصى فی النساء بأمور:
۱- ترک المشاوره معهن لضعف الرأى و وهن العزم و التصمیم فی الأمور.
۲- کف أبصارهن عن الأجانب و زهره الدنیا بواسطه الحجاب علیهن فانه موجب لبقائهن و وفائهن للزوج.
۳- عدم إدخال الرجال الأجانب علیهن فی البیت إذا کانوا أهل ریب و فتنه.
۴- عدم إحاله تدبیر امور البیت من شراء الحوائج و الامور الخارجه عن تدبیر أنفسهن علیهن لأن ذلک یؤذیهن و یذهب بجمالهن و بهائهن و ینقص من الاستمتاع بوجودهن.
۵- عدم إجابتهن فی الشفاعه و الوساطه للأغیار، فانه یوجب توجههم إلیهن و یؤدی إلى فسادهن یوما ما.
۶- عدم اظهار الغیره علیهن فی غیر موضعها، و المقصود المنع من سوء الظن بهن ضنا علیهن و شغفا بحبهن فانه یوجب سوقهن إلى الفساد، و یلوث براءه ساحتهن بالریب و عدم الاعتماد.
و أما وصیته علیه السلام بالنسبه إلى الخدم فانه تنتظم أعمال خدمتهم بتقسیم اموره بینهم و إحاله کل أمر إلى من یناسبه منهم و جعله مسئولا عنه بخصوصه لئلا یکل بعضهم إلى بعض و یضیع الامور و تبقى بلا مسئول خاص.
ثم ختم علیه السلام وصایاه بقوله (و أکرم عشیرتک) و المقصود منه صله الرحم المأمور بها فی الکتاب و السنه معللا بأن العشیره کالجناح للطیران و کالأصل للبنیان و کالید للصوله على ذوی العدوان.
و قد قرر ابن خلدون فی مقدمته المعروفه فی علم الاجتماع و العمران، العصبه و الاعتماد على العشیره أصلا ثابتا فی القبض على الحکومه و السلطان و تحصیل الزعامه على سائر أفراد الانسان، و قرر ذلک الأصل بشواهد کثیره من التاریخ فی شتى النواحی و البلدان.
قال فی «ص ۱۱۷ ج ۱ من المقدمه ط مصر»: الفصل السابع عشر فی أن الغایه التی تجرى إلیه العصبیه هی الملک.و ذلک لأنا قدمنا أن العصبیه بها تکون الحمایه و المدافعه و المطالبه و کل أمر یجتمع علیه و قدمنا أن الادمیین الطبیعه الانسانیه یحتاجون فی کل اجتماع إلى وازع و حاکم یزع بعضهم عن بعض، فلا بد أن یکون متغلبا علیهم بتلک العصبیه و إلا لم تتم قدرته على ذلک و هذا التغلب هو الملک.
الترجمه
اى پسر جانم بدانکه روزى بر دو قسم است، یک روزیست که تو بدنبال آن مى روى و روزى دیگرى که دنبالت مى آید و اگر بدنبال آن نروى او بدنبال تو مى آید، وه چه زشت است که هنگام نیاز فروتن و زبون باشى و چون نیاز ندارى جفا کنى و رو گردانى، تو از دنیاى خود همانى را دارى که با آن کار آخرت خود را درست کنى، اگر بدانچه از دستت رفته است بیتابى کنى باید بر هر چه که در جهانست و بتو نمى رسد بیتابى کنى و غم آنرا بخورى، بدانچه نباشد از آنچه هست رهیاب باش، زیرا همه امور بهم مانند و آنچه هست نمونه ایست براى آنچه نیست.
از آن کسانى مباش که پند نپذیرد مکر آنکه پندى جانگاه و ملامت بار باشد و دلش را بدرد آورد، زیرا خردمند بهمان ادب و پرورش پند پذیرد، جانورانند و چهار پایان که جز با کتک فرمان پذیر نباشند، آنچه هم و اندوه بر دلت وارد شود بوسیله شکیبائى پایدار و خوش باورى از قدرت پروردگار از خود دور کن هر کس از راه عدل و داد بگردد جائر و نابکار باشد، و رفیق موافق برادر باشد دوست آن کس است در پشت سر دوستى را رعایت کند، هوس همعنان رنج و غم است، بسا خویشى که از بیگانه دورتر است و بسا بیگانه که از خویش نزدیکتر و مهربانتر، آواره کسى است که دوستى ندارد.
هر کس از حق تجاوز کند به تنگناى گرفتار آید، هر که قدر خود را شناسد و بر آن بایستد براى او پاینده تر است، محکمترین وسیله که به آن بچسبى آنست که میان تو و خدا است، هر کسى بتو بى اعتنا است دشمن تو است، گاهى شود که نومیدى رسیدن بمقصود باشد در صورتى که طمع ورزى مایه نابودیست، هر بدى فاش نگردد، و هر فرصتى مورد استفاده نباشد، بسا که بینا و هشیار از مقصد خود خطا رود و نابینا و نادان بمقصد رسد.
بدى را تا توانى بتأخیر انداز که هر دم مى توانى در آن بشتابى، بریدن نادان برابر پیوند با خردمندانست، هر کس از مکر زمانه آسوده زید بخیانت او دچار گردد، و هر کس زمانه را بزرگ شمارد خوارى آنرا بیند، نه هر کس تیر اندازد بهدف زند، وقتى سلطان دیگر گونه گردد زمانه هم دیگر گون شود نخست از رفیق پرسش کن آن گاه از راه، و از همسایه بررسى کن آن گاه از خانه مبادا سخنى بگوئى که خنده آور باشد و اگر چه از دیگرى آنرا حکایت کنى.
مبادا با زنان خانه خود در کارهایت مشورت کنى زیرا رأى آنان سست است و تصمیمشان نا پایدار است، با حجاب خود جلو دیده آنانرا بر گیر زیرا هر چه در پرده باشند بهتر مى مانند و سالم ترند، بیرون رفتن آنها از خانه و گردش آنان در کوى و بر زن از آن بدتر نیست که بیگانه اى که مورد اطمینان نباشد نزد آنها آورى و با او معاشرت کنند، و اگر بتوانى آنها را چنان دارى که جز تو را نشناسند همین کن.
زن را به بیش از آنچه راجع بخود او است بر کارها سر کار و صاحب اختیار مکن، زیرا زن چون گل است و جنس لطیف و قهرمان و کارگزار نیست، و نباید از اندازه احترام و شایستگى خود تجاوز نماید، زن را بطمع میانداز که پیش تو واسطه انجام کار دیگران شود، و مبادا بیجا غیرت ورزى کنى و بدنبال بدبینى باشى که این خود زن درست و پارسا را بیمار و ناهموار سازد و زن پاکدامن را بسوى آلودگى کشد.
براى هر کدام از خدمتکاران خود کارى مخصوص او مقرر دار که مسئول او باشد، و در عهده او شناخته شود، زیرا این تقسیم کارها خود سبب مى شود که کارها را بهم وانگذارند و خدمت را بى سرانجام ننمایند.
عشیره و تیره و تبار خود را گرامى دار و محترم شمار زیرا که آنان بجاى پرهاى تواند که بوسیله آنها پران مى شوى و پایه تواند که بدانهاى مى گردى، و چون دست تواند که بوسیله آنها یورش و فعالیت دارى.
من تو را از نظر دین و دنیایت بخدا مى سپارم، و از او براى تو فرمان خیر و صلاح را در دنیا و آخرت خواستارم و السلام.
منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی)//میر حبیب الله خوئی
بازدیدها: ۱۱۵۲