نهج البلاغه خطبه ها خطبه شماره 135 (شرح میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»)

خطبه 135 صبحی صالح

135- و من كلام له ( عليه ‏السلام  ) و قد وقعت مشاجرة بينه و بين عثمان فقال المغيرة بن الأخنس لعثمان أنا أكفيكه، فقال علي ( عليه ‏السلام  ) للمغيرة

يَا ابْنَ اللَّعِينِ الْأَبْتَرِ

وَ الشَّجَرَةِ الَّتِي لَا أَصْلَ لَهَا وَ لَا فَرْعَ

أَنْتَ تَكْفِينِي

فَوَ اللَّهِ مَا أَعَزَّ اللَّهُ مَنْ أَنْتَ نَاصِرُهُ

وَ لَا قَامَ مَنْ أَنْتَ مُنْهِضُهُ

اخْرُجْ عَنَّا أَبْعَدَ اللَّهُ نَوَاكَ

ثُمَّ ابْلُغْ جَهْدَكَ فَلَا أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ إِنْ أَبْقَيْتَ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج8  

و من كلام له عليه السّلام و هو المأة و الخامس و الثلاثون من المختار فى باب الخطب
و رواه الشّارح المعتزلي باختلاف يسير تطلع عليه. قال السيد (ره) و قد وقعت مشاجرة بينه و بين عثمان، فقال المغيرة بن الأخنس‏ أنا أكفيكه، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام للمغيرة: يابن اللّعين الابتر و الشّجرة الّتي لا أصل لها و لا فرع أنت تكفيني فو اللّه ما أعزّ اللّه من أنت ناصره، و لا قام من أنت منهضه، اخرج عنّا أبعد اللّه نواك، ثمّ ابلغ جهدك فلا أبقى اللّه عليك إن أبقيت.

اللغة

(الأبتر) المنقطع عن الخير و قيل الأبتر الّذي لا عقب له و منه الحمار الأبتر الّذي لا ذنب له، قوله: (و لا قام) في بعض النسخ و لا أقام بالهمزة و (النّوى) القصد الّذي ينويه المسافر من قرب أو بعد هكذا في شرح البحراني، و قال الطريحى: النّوى بالفتح البعد و منه حديث علىّ للمغيرة بن الأخنس أبعد اللّه نواك من قولهم بعدت نواهم إذا بعدوا بعدا شديدا، و في بعض النسخ أبعد اللّه نوأك بفتح النّون و سكون الواو و بعدها همزة و هو النّجم و جمعه أنواء و هى النّجوم الّتي كانت العرب تنسب اليها و كانوا إذا دعوا على إنسان قالوا أبعد اللّه نوأك، أى خيرك.

قال أبو عبيدة في محكيّ كلامه: هى أى الأنواء ثمانية و عشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السّنة يسقط منها في كلّ ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر و يطلع الآخر مقابله من ساعته، و انقضاء هذه الثمانية و العشرين مع انقضاء السّنة و كانت العرب في الجاهليّة إذا سقط منها نجم و طلع الآخر قالوا لا بدّ أن يكون عند ذلك مطر فينسبون كلّ غيث يكون عند ذلك إلى النّجم و يقولون و مطرنا بنوء كذا قال: و يسمّى نوءا لأنّه إذا سقط الساقط منها بالمغرب نأى الطالع بالمشرق، و ذلك النهوض هو النّوء فسمّى النّجم به.

و قوله: (ثمّ ابلغ جهدك) أمر من افعل أو فعل و كلاهما مروىّ، و الجهد بالضمّ الطّاقة و بالفتح المشقّة و هما مرويّان أيضا و (أبقيت) على فلان أى راعيته و رحمته

الاعراب

قوله أنت تكفيني، جملة استفهاميّة محذوفة الأداة، و جملة ما أعزّ اللّه آه تحتمل الخبر و الدّعاء، و قوله إن أبقيت متعلّقه محذوف بقرينة سابقة أى إن أبقيت علىّ.

المعنى

قال الشّارح المعتزلي: اعلم أنّ هذا الكلام لم يكن بحضرة عثمان و لكن أعوانه روى عن إسماعيل بن خالد عن الشّعبي أنّ عثمان لمّا كثرت شكايته من عليّ عليه السّلام أقبل لا يدخل إليه من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلّا شكا إليه عليّا، فقال زيد بن ثابت الانصارى و كان من شيعته و خاصّته، أفلا أمشي إليه فاخبره بموجدتك فيما يأتي إليك قال: بلى، فأتاه زيد و معه المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي و عداده في بني زهرة و امه عمّة عثمان بن عفّان في جماعة، فدخلوا فحمد زيد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد فانّ اللّه قدّم لك سلفا صالحا في الاسلام و جعلك من الرّسول بالمكار الّذى أنت به فأنت للخير كلّ الخير أهل، و أمير المؤمنين عثمان ابن عمّك و وليّ هذه الامّة فله عليك حقّان: حقّ الولاية، و حقّ القرابة، و قد شكاك إلينا أنّ عليا يعرض و يردّ أمرى علىّ، و قد مشينا إليك نصيحة لك و كراهيّة أن يقع بينك و بين ابن عمّك أمر نكرهه لكما، قال: فحمد عليّ عليه السّلام و أثنى عليه و صلّى على رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثمّ قال: أمّا بعد فو اللّه ما أحبّ الاعتراض و لا الرّد عليه إلّا أن يأبي حقّا للّه لا يسعني أن أقول فيه إلّا بالحقّ، و واللّه لأكفّن فيه ما وسعنى الكفّ.

فقال المغيرة بن الأخنس و كان رجلا و قاصا و كان من شيعة عثمان و خلصائه إنّك و اللّه لتكفنّ عنه أو لتكفّن عنه فانّه أقدر عليك منك عليه و إنّما أرسل هؤلاء القوم من المسلمين إعذارا ليكون الحجّة عندهم عليك.
فقال له عليّ عليه السّلام يابن اللّعين الأبتر و الشجرة التي لا أصل لها و لا فرع‏أنت تكفّني فواللّه ما أعزّ اللّه امرأ من أنت ناصره، اخرج أبعد اللّه نواك ثمّ اجهد جهدك فلا أبقى اللّه عليك و لا على أصحابك إن ابقيتم.

فقال له زيد: إنّا و اللّه ما جئناك لتكون عليك شهودا و لا ليكون مشينا إليك حجّة، و لكن مشينا فيما بينكما التماس الأجر و أن يصلح اللّه ذات بينكما و يجمع كلمتكما، ثمّ دعا له و لعثمان و قام فقاموا معه، إذا عرفت هذا فلنرجع إلى شرح ما أورده السّيّد (ره) فأقول: قوله عليه السّلام للمغيرة: (يابن اللّعين الأبتر) لأجل أنّ أباه و هو الأخنس بن شريق كان من أكابر المنافقين ذكره أصحاب الحديث كلّهم في المؤلّفة قلوبهم الّذين أسلموا يوم الفتح بألسنتهم دون قلوبهم و أعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مأئة من الابل من غنائم حنين يتألّف بها قلبه، و ابنه أبو الحكم بن الأخنس قتله أمير المؤمنين عليه السّلام يوم احد كافرا في الحرب، و هو أخو المغيرة و الحقد الذي كان في قلب المغيرة إنّما كان من هذه الجهة.

و أمّا وصفه بالأبتر كوصف العاص بن وائل به في قوله سبحانه: انّ شانئك هو الأبتر، فلانقطاعه عن الخير كلّه فيكون إطلاقه عليه حقيقة، أو لأنّ من كان عقبه ضالّا خبيثا فهو كمن لا عقب له بل من لا عقب له خير منه فيكون اطلاقه عليه على سبيل الاستعارة.

و كذلك قوله (و الشجرة الّتي لا أصل لها و لا فرع) استعار له لفظ الشجرة الموصوفة بما ذكر إشارة إلى حقارته و دنائته، لأنّ الشّجرة الّتي ليس لها فرع و لا قرار ساقطة عن درجة الاعتبار حقيرة في الأنظار، و لذلك ضربت مثلا للكلمة الخبيثة في الآية الشّريفة: و مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثّت من فوق الأرض مالها من قرار.

و يحتمل أن يكون المراد بالوصفين نفى صفة الكمال، بمعنى أنّها ليس لها أصل ثابت و لا فرع مثمر فيلا حظ ذلك في المستعار له و يكون عدم ثبوت أصله اشارة إلى الطعن في نسبه، فقد قال جمع من النّسابين إنّ في نسب ثقيف طعنا،و قد فصّله الشّارح المعتزلي في الشّرح و يكون عدم ثبوت فرعه إشارة إلى أنّ عقبه ضالّ خبيث عادم الخير و النّفع.

ثمّ استفهم على سبيل الانكار و الاستحقار فقال (أنت تكفيني) قال الشارح المعتزلي بعد ما أورد الرواية المتقدّمة: و هذا الخبر يدلّ على أنّ اللّفظة أنت تكفّني و ليست كما ذكره الرّضي أنت تكفيني، لكن الرّضي طبق هذه اللّفظة على ما قبلها و هو قوله: أنا أكفيكه، و لا شبهة أنّها رواية اخرى (فو اللّه ما أعزّ اللّه من أنت ناصره و لا قام من أنت منهضه) أى مقيمه و ذلك لأنّ العزّة و القوّة للّه سبحانه و النّصرة و الخذلان بيد اللّه، فمن أعزّه اللّه فهو المنصور. و من أذّله فهو المقهور، و إن ينصركم اللّه فلا غالب لكم و إن يخذلكم فمن ذا الّذى ينصركم من بعده.

ثمّ طرده و أبعده و دعا عليه بقوله: (اخرج عنّا أبعد اللّه نواك) أى مقصدك أو خيرك أو طالعك (ثمّ ابلغ جهدك) أى غايتك و طاقتك في الأذى (فلا أبقى اللّه عليك إن أبقيت) علىّ أى لا رعاك و لا رحمك إن أشفقت علىّ.

تنبيه

ينبغي أن نذكر ههنا طرفا من مشاجرة أمير المؤمنين عليه السّلام مع عثمان اللّعين ممّا أورده المخالف و المؤالف: فأقول: روى المحدّث العلّامة المجلسي (ره) في البحار من الامالي باسناده عن عبد اللّه بن أسعد بن زرارة عن عبد اللّه بن أبي عمرة الأنصاري قال: لمّا قدم أبو ذر على عثمان قال: أخبرني أىّ البلاد أحبّ إليك قال: مهاجرى، قال: لست بمجاورى، قال: فالحق بحرم اللّه فأكون فيه، قال: لا، قال: فالكوفة أرض بها أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: لا، قال: فلست بمختار غيرهنّ، فأمره بالمسير إلى الرّبذة فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لي اسمع و أطع و انفذ حيث قادوك و لو لعبد حبشي‏مجدع، فخرج إلى الرّبذة فأقام هنا مدّة. ثمّ دخل المدينة فدخل على عثمان و النّاس عنده سماطين فقال: إنّك أخرجتني من أرض إلى أرض ليس بها زرع و لا ضرع إلّا شويهات و ليس لي خادم إلّا همررة و لا ظلّ إلّا ظلّ شجرة، فأعطنى خادما و غنيمات أعيش فيها، فتحوّل وجهه عنه إلى السّماط الآخر فقال مثل ذلك فقال له حبيب بن سلمة: لك عندى يا أبا ذر ألف درهم و خادم و خمسمائة شاة، قال أبو ذر: أعط خادمك و ألفك و شويهاتك من هو أحوج إلى ذلك منّى، فانّى إنّما أسأل حقّي في كتاب اللّه، فجاء عليّ عليه السّلام فقال له عثمان: ألا تغنى عنها سفيهك هذا قال: أىّ سفيه قال: أبو ذر، قال عليّ عليه السّلام: ليس بسفيه سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء على أصدق لهجة من أبي ذر، أنزله بمنزلة مؤمن آل فرعون إن يك كاذبا فعليه كذبه و إن يك صادقا يصبكم بعض الذى يعدكم قال عثمان: التراب في فيك، قال عليّ: عليه السّلام بل التّراب في فيك، انشد باللّه من سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول ذلك لأبي ذر، فقام أبو هريرة و عشرة فشهدوا بذلك قول عليّ عليه السّلام قال ابن عبّاس: كنت عند أبي على العشاء بعد المغرب إذ جاء الخادم فقال: هذا أمير المؤمنين بالباب، فدخل عثمان فجلس فقال له العبّاس تعشّ، قال: تعشّيت فوضع يده فلما فرغنا من العشاء قام من كان عنده و جلست و تكلّم عثمان فقال: يا خال أشكو اليك ابن أخيك يعنى عليّا فانّه أكثر في شتمى و نطق في عرضى و أنا أعوذ باللّه في ظلمكم بني عبد المطلب إن يكن هذا الأمر لكم فقد سلّمتموه إلى من هو أبعد منّي و إن لا يكن لكم فحقّى أخذت، فتكلّم العبّاس فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ذكر ما خصّ اللّه به قريشا منه و ما خصّ به بني عبد المطلب خاصّة ثمّ قال: أما بعد فما حمدتك لابن أخي و لا حمدت ابن أخى فيك، و ما هو وحده فقد نطق غيره فلو أنّك هبطت ممّا صعدت و صعدوا ممّا هبطوا لكان ذلك أقرب، فقال: أنت ذلك يا خال، فقال: أتكلّم بذلك عنك قال: نعم أعطهم عنّي ما شئت، و قام عثمان فخرج، فلم يلبث أن رجع فسلّم و هو قائم ثمّ قال: يا خال لا تعجل بشي‏ء حتّى أعود إليك، فرفع العبّاس يديه و استقبل القبلة فقال:اللّهم اسبق لي ما لا خير لي في إدراكه، فما مضت الجمعة حتّى مات.

و روى الشّارح المعتزلي نحوه عن الزّبير بن بكار في الموفقيات و زاد فيه بعد قوله لا تعجل يا خال حتّى اوذنك، فنظرنا فاذا مروان بن الحكم جالسا بالباب ينتظره حتّى خرج فهو الذي فشاه عن رأيه الأوّل فأقبل على أبي فقال يا بنيّ ما إلى هذه من أمره شي‏ء ثمّ قال يا بني أمسك عليك لسانك حتّى نرى ما لا بدّ منه.

و روى الشّارح أيضا عن الموفقيات عن رجال أسند بعضهم عن بعض عن عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام قال: أرسل إلىّ عثمان في الهاجرة فتقنّعت بثوبي و أتيته فدخلته و هو على سريره و في يده قضيب و بين يديه مال دثر صبرتان من ورق و ذهب، فقال: دونك خذ من هذا حتّى تملأ بطنك فقد أحرقتنى، فقلت وصلتك رحم إن كان هذا المال ورثته، أو أعطاكه معط، أو اكتسبته من تجارة كنت أحد رجلين: إمّا أخذ و شكر، أو أوفر و أجهد، و إن كان من مال اللّه و فيه حقّ المسلمين و اليتيم و ابن السّبيل فو اللّه ما لك أن تعطيه و لا لى أن آخذه، فقال: أبيت و اللّه، إلّا ما أبيت ثمّ قال: إلىّ بالقضيب، فضربني فو اللّه ما ارّد يده حتّى قضى حاجته، فتقنّعت بثوبي و رجعت إلى منزلي و قلت: اللّه بيني و بينك إن كنت أمرتك بمعروف و نهيتك عن منكر.
أقول: و الأخبار في هذا المعنى كثيرة و دلالتها على معاداة عثمان لأمير المؤمنين عليه السّلام و إنزاله له منزلة العدوّ صريحة جليّة، و كفى بذلك له أليم العقاب و سوء المآب.

الترجمة

از جمله كلام آن امام أنام است و بتحقيق كه واقع شده بود منازعه ميان او و ميان عثمان پس گفت مغيرة بن اخنس عثمان را من كفاية مي كنم از تو او را يعنى نمى‏ گذارم از أمير المؤمنين صدمه و آسيبى بتو برسد پس فرمود أمير المؤمنين بمغيرة: اى پسر ملعون بى ‏منفعت و درختى كه نه ريشه دارد مر او را و نه شاخ، توكفايت مي كنى مرا، پس قسم بخدا كه عزيز و غالب نگردانيد خدا كسى را كه تو يارى دهنده اوئى، و بر نخواست كسى كه تو برخيزاننده اوئى، بيرون برو از خانه ما دور گرداند خداوند تعالى مقصد تو را، پس از آن برس بنهايت سعى خود، پس رحمت نكند و رعايت نكند تو را خدا اگر مهرباني كنى تو با من.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.