نهج البلاغه خطبه ها خطبه شماره 34 (شرح میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»)

خطبه 34 صبحی صالح

 34- و من خطبة له ( عليه‏ السلام  ) في استنفار الناس إلى أهل الشام بعد فراغه من أمر الخوارج‏

و فيها يتأفف بالناس، و ينصح لهم بطريق السداد

أُفٍّ لَكُمْ لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ

 أَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِعِوَضاً

وَ بِالذُّلِّ مِنَ الْعِزِّ خَلَفاً

إِذَا دَعَوْتُكُمْ إِلَى جِهَادِ عَدُوِّكُمْ دَارَتْ أَعْيُنُكُمْ

كَأَنَّكُمْ مِنَ الْمَوْتِ فِي غَمْرَةٍ

وَ مِنَ الذُّهُولِ فِي سَكْرَةٍ

يُرْتَجُ عَلَيْكُمْ حَوَارِي فَتَعْمَهُونَ

وَ كَأَنَّ قُلُوبَكُمْ مَأْلُوسَةٌ فَأَنْتُمْ لَا تَعْقِلُونَ

مَا أَنْتُمْ لِي بِثِقَةٍ سَجِيسَ اللَّيَالِي

وَ مَا أَنْتُمْ بِرُكْنٍ يُمَالُ بِكُمْ

وَ لَا زَوَافِرُ عِزٍّ يُفْتَقَرُ إِلَيْكُمْ

مَا أَنْتُمْ إِلَّا كَإِبِلٍ ضَلَّ رُعَاتُهَا فَكُلَّمَا جُمِعَتْ مِنْ جَانِبٍ انْتَشَرَتْ مِنْ آخَرَ

لَبِئْسَ لَعَمْرُ اللَّهِ سُعْرُ نَارِ الْحَرْبِ أَنْتُمْ

تُكَادُونَ وَ لَا تَكِيدُونَ

وَ تُنْتَقَصُ أَطْرَافُكُمْ فَلَا تَمْتَعِضُونَ

لَا يُنَامُ عَنْكُمْ وَ أَنْتُمْ فِي غَفْلَةٍ سَاهُونَ

غُلِبَ وَ اللَّهِ الْمُتَخَاذِلُونَ

وَ ايْمُ اللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّ بِكُمْ أَنْ لَوْ حَمِسَ الْوَغَى

وَ اسْتَحَرَّ الْمَوْتُ

قَدِ انْفَرَجْتُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ انْفِرَاجَ الرَّأْسِ

وَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأً يُمَكِّنُ عَدُوَّهُ مِنْ نَفْسِهِ

يَعْرُقُ لَحْمَهُ وَ يَهْشِمُ عَظْمَهُ وَ يَفْرِي جِلْدَهُ

لَعَظِيمٌ عَجْزُهُ

ضَعِيفٌ مَا ضُمَّتْ عَلَيْهِ جَوَانِحُ صَدْرِهِ

أَنْتَ فَكُنْ ذَاكَ إِنْ شِئْتَ

فَأَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ دُونَ أَنْ أُعْطِيَ ذَلِكَ ضَرْبٌ بِالْمَشْرَفِيَّةِ

تَطِيرُ مِنْهُ فَرَاشُ‏الْهَامِ

وَ تَطِيحُ السَّوَاعِدُ وَ الْأَقْدَامُ

وَ يَفْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ ما يَشاءُ

طريق السداد

أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ حَقّاً

وَ لَكُمْ عَلَيَّ حَقٌّ

فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَيَّ فَالنَّصِيحَةُ لَكُمْ

وَ تَوْفِيرُ فَيْئِكُمْ عَلَيْكُمْ

وَ تَعْلِيمُكُمْ كَيْلَا تَجْهَلُوا

وَ تَأْدِيبُكُمْ كَيْمَا تَعْلَمُوا

وَ أَمَّا حَقِّي عَلَيْكُمْ فَالْوَفَاءُ بِالْبَيْعَةِ

وَ النَّصِيحَةُ فِي الْمَشْهَدِ وَ الْمَغِيبِ

وَ الْإِجَابَةُ حِينَ أَدْعُوكُمْ

وَ الطَّاعَةُ حِينَ آمُرُكُمْ

 شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج4  

و من خطبة له عليه السلام في استنفار الناس الى اهل الشام

و هى الرابعة و الثلاثون من المختار في باب الخطب خطب بها بعد فراغه من قتال الخوارج على ما تعرفه تفصيلا إن شاء اللّه أفّ لكم لقد سئمت عتابكم، أرضيتم بالحياة الدّنيا من الآخرة عوضا، و بالذّلّ من العزّ خلفا، إذا دعوتكم إلى جهاد عدوّكم دارت‏أعينكم كأنّكم من الموت في غمرة، و من الذّهول في سكرة، يرتج عليكم حواري فتعمهون، فكأنّ قلوبكم مألوسة فأنتم لا تعقلون، ما أنتم لي بثقة سجيس اللّيالي و ما أنتم بركن يمال بكم، و لا زوافر عزّ يفتقر إليكم، ما أنتم إلّا كابل ضلّ رعاتها فكلّما جمعت من جانب انتشرت من آخر، لبئس لعمر اللّه سعر نار الحرب أنتم تكادون و لا تكيدون، و تنتقص أطرافكم فلا تمتعضون، لا ينام عنكم و أنتم في غفلة ساهون، غلب و اللّه المتخاذلون. و أيم اللّه إنّي لأظنّ بكم أن لو حمس الوغا و استحرّ الموت قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج الرّأس، و اللّه إنّ امرء يمكّن عدوّه من نفسه يعرق لحمه و يهشم عظمه و يفري جلده، لعظيم عجزه، ضعيف ما ضمّت عليه جوانح صدره، أنت فكن ذاك إن شئت، فأمّا أنا فو اللّه دون أن أعطى ذلك ضرب بالمشرفيّة تطير منه فراش الهام، و تطيح السّواعد و الأقدام، و يفعل اللّه بعد ذلك ما يشاء. أيّها النّاس إنّ لي عليكم حقّا، و لكم عليّ حقّ، فأمّا حقّكم عليّ فالنّصيحة لكم، و توفير فيئكم عليكم، و تعليمكم، كيلا تجهلوا، و تأديبكم كيما تعلموا، و أمّا حقّي عليكم فالوفاء بالبيعة و النّصيحةفي المشهد و المغيب، و الاجابة حين أدعوكم، و الطّاعة حين آمركم.

اللغة

(افّ) بالضّم و التّشديد و التّنوين كلمة تضجّر، و لغاتها أربعون و (سئم) الشّي‏ء يسام كفرح ساما و سامة ملّ و (الغمرة) الشّدة، و غمرات الموت سكراته التي يغمر فيها العقل و (السّكر) بالفتح ضدّ الصّحو و الاسم بالضّم، و سكرة الموت شدّته و غشيته و (رتج) كفرح استغلق عليه الكلام كارتج عليه بالبناء للمفعول (و الحوار) بالكسر المحاورة و المخاطبة.

و (عمه) الرّجل كعلم إذا تحيّر في الضّلال و تردّد في المنازعة و (الالس) بسكون اللّام الجنون و اختلاط العقل و (سجيس اللّيالى) كلمة يقال للأبد تقول لا أفعله سجيس الليالي أى أبدا و مثلها سجيس الأوجس و سجيس عجيس و (الزّوافر) جمع زافرة و زافرة الرّجل أنصاره و عشيرته و (الابل) اسم جمع و (سعر نار الحرب) جمع ساعر و اسعار النّار و سعرها ايقادها و (الامتعاض) الغضب و (حمس) كفرح اشتد.

و أصل (الوغا) الصّوت و الجلبة و اطلق على الحرب لما فيها من الاصوات و الجلبة و (عرق اللحم) كنصر اكله و لم يبق منه على العظم شيئا و (هشم) العظم كضرب كسره و (فريت) الشي‏ء قطعته و (الجوانح) الاضلاع التي تحت الترائب و هي مما يلي الصّدر كالضّلوع مما يلي الظهر.

و (ما ضمت عليه) هو القلب و (المشرفيّة) بفتح الميم و الرّاء سيوف منسوبة إلى مشارف اليمن و (فراش الهام) بالفتح العظام الرّقيقة التي تلي القحف و (طاح) يطيح اى سقط.

الاعراب

عوضا و خلفا نصبهما على التّميز، و جملة يرتج عليكم حاليّة، و سجيس الليالى منصوب على الظرفية و زوافر في اكثر النّسخ بالجرّ عطفا على المجرور، و في بعضها بالنّصب عطفا على الظرف أعنى بركن، و قوله لبئس لعمر اللّه اللّام جواب القسم و التكرير للتّاكيد، و العمر بالفتح العمر و هو قسم ببقاء اللّه سبحانه، و أيم‏مخفّف أيمن و هو جمع يمين أي أيم اللّه قسمى.

و قوله: ان لو حمس الوغا أن بفتح الهمزة مخففة من الثقيلة اسمها ضمير شأن، و جملة لو حمس آه خبرها، و هى مع اسمها و خبرها قائمة مقام مفعولى أظن و لعظيم عجزه خبر إن و اللّام للتّأكيد، و الجملات بين الاسم و الخبر منصوب المحلّ إلّا أنّ انتصاب الأولى على الوصفيّة و الثلاث الأخيرة على الحاليّة من مفعول يمكّن.

و قوله: فامّا أنا مبتدأ، و ضرب بالمشرفية خبره من باب زيد عدل و قوله: كيلا نجهلوا كي إمّا تعليليّة و ان مضمرة بعدها، أو مصدريّة و اللّام مقدّرة قبلها، و مثله في الاحتمالين قوله سبحانه: «ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى‏» و قوله: كيما تعلموا كي تعليليّة و ما إمّا مصدريّة أو كافة و مثله في الاحتمالين قوله:

         اذا أنت لم تنفع فضرّ فانّما            يرجّى الفتى كيما يضرّ و ينفع‏

المعنى

اعلم أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام، خطب بهذه الخطبة بعد فراغه من أمر الخوارج روى أنّه قام بالنّهروان فحمد اللّه و أثنى عليه و قال: أمّا بعد فانّ اللّه قد أحسن نصركم فتوجّهوا من فوركم هذا إلى عدّوكم من أهل الشّام، فقاموا إليه و قالوا له: يا أمير المؤمنين قد نفدت نبالنا و كلّت سيوفنا ارجع بنا الى مصرنا لنصلح عدتنا، و لعلّ أمير المؤمنين يزيد في عددنا مثل من هلك منّا لنستعين به فأجابهم.

 «يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَ لا تَرْتَدُّوا عَلى‏ أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ».

فتلكّأوا عليه و قالوا: إنّ البرد شديد فقال: إنّهم يجدون البرد كما تجدون فتلكّأوا و أبوا، فقال: أفّ لكم انها سنّة جرت ثمّ تلى قوله تعالى: «قالُوا يا مُوسى‏ إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ».

 

« قالُوا يا مُوسى‏ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ خ ل» فقام ناس منهم و اعتذروا بكثرة الجراح فى النّاس و طلبوا أن يرجع بهم إلى الكوفة أيّاما ثمّ يخرج، فرجع بهم غير راض و أنزلهم النّخيلة و أمر النّاس أن يلزموا معسكرهم و يقلوا زيارة أهلهم و أبنائهم حتّى يسير بهم الى عدوّهم.

فلم يقبلوا و دخلوا الكوفة حتّى لم يبق معه من النّاس إلا رجال من وجوههم قليل، و بقى المعسكر خاليا فلا من دخل الكوفة رجع إليه، و لا من أقام معه صبر، فلما رأى ذلك دخل الكوفة فخطب النّاس فقال: أيّها النّاس استعدّوا لقتال عدوّ في جهادهم القربة إلى اللّه و درك الوسيلة عنده قوم حيارى عن الحقّ لا ينصرونه مورغين«» بالجور و الظلم لا يعدلون به و جفاة عن الكتاب نكب عن الدين يعمهون في الطغيان و يتمكعون«» في غمرة الضّلالة، ف أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ، و توكّلوا على اللّه و كفى باللّه و كيلا فلم ينفروا فتركهم أيّاما ثمّ خطبهم فقال: (افّ لكم لقد سئمت) و مللت (من عتابكم) بمالا ارتضيه من أفعالكم و أقوالكم و كثرة تثاقلكم عن قتال خصومكم (ارضيتم بالحياة الدّنيا من الآخرة عوضا) حيث تركتم الجهاد حبّا للبقاء و رغبة إلى الحياة، و رغبتم عمّا يترتّب عليه من الثّمرات الاخروية من الدّرجات الرّفيعة و الرّحمة و المغفرة.

مضافة إلى ما فيه من فضله على الأعمال و فضل عامله على العمّال، إذ به يدفع عن الدّين، و يستقام شرع سيّد المرسلين، و به اشترى اللّه من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بالجنّة مفلحا منجحا (و بالذلّ من العزّ خلفا) حيث إنّ قعودكم عن الجهاد مستلزم‏ لطمع العدوّ فيكم و قصد بلادكم و الاستيلاء عليكم و استباحة دمائكم و أموالكم و سبى ذراريكم، و قد مضى في شرح الخطبة السابعة و العشرين ما يوجب زيادة توضيح المقام.

ثمّ انّه عليه السّلام بعد توبيخهم و تبكيتهم على سوء أفعالهم أشار إلى حالتهم التي كانوا عليها حين دعوتهم إلى الجهاد بقوله: (اذا دعوتكم الى جهاد عدوّكم) تحيرتم و تردّدتم بين النّهوض الى العدوّ و القعود عنه جبنا و خوفا ف (دارت أعينكم) من شدّة الخوف (كأنكم من الموت في غمرة و) شخصت أبصاركم كأنكم (من الذّهول) و الغفلة (في سكرة) كما قال سبحانه: «فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى‏ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ» و هو الذى قرب من حال الموت و غشيته أسبابه فيذهل و يذهب عقله و يشخص بصره فلا يطرف، و كذلك هؤلاء تشخص أبصارهم و تحار أعينهم من شدّة الخوف (يرتج عليكم حوارى) و يغلق عليكم خطابى (فتعمهون) في الضلال و تردّدون في الشّخوص إلى القتال (فكان قلوبكم مألوسة) و افئدتكم مجنونة (فأنتم لا تعقلون) ما أقول و لا تفقهون صلاح الأمر (ما أنتم لى بثقة) أثق بكم و أعتمد عليكم و أتقوّى بكم على اعدائي.

(سجيس الليالى) لكثرة ما شاهدت فيكم من كذب الوعد و خلف العهد (و ما أنتم بركن يمال بكم) و يستند اليكم (و لا زوافر عزّ) يعتصم بكم و (يفتقر اليكم) لما فيكم من الذّلّ و الفشل و العجز و الرذالة (ما أنتم الا ك) عجاجة (ابل) او قطيعة غنم (ضلّ رعاتها فكلّما جمعت من جانب انتشرت من) جانب (آخر) و ذلك من أجل ما فيكم من اختلاف الأهواء و تستّت الآراء المانع من اجتماعكم على ما فيه نظم أمر المعاش و صلاح حال المعاد (لبئس لعمر اللّه سعرنار الحرب أنتم) مع ما فيكم من الفشل و الخوف مضافا إلى سوء الرأى و ضعف التّدبير و بذلك‏ أنتم (تكادون و لا تكيدون) و يمكر بكم عدوّكم و لا تمكرون.

(و تنتقص اطرافكم) و نواحى بلادكم باغارة العدوّ عليها و قتل خيار أهلها و إحداث الخراب فيها (فلا) تغضبون و لا (تمتعضون لا ينام عنكم) العيون (و أنتم في غفلة ساهون غلب و اللّه المتخاذلون) المتثاقلون و أنتم منهم فستغلبون و تقهرون (و ايم اللّه إنّى لأظنّ بكم أن لو حمس الوغا و) اشتدّ الهيجا (استحر الموت) و استعر القتل (قد انفرجتم عن ابن ابى طالب انفراج الرّاس) و تفرّقتم عنه تفرّقا لا رجوع بعده أبدا.

و انفراج الراس مثل أوّل من تكلّم به على ما قيل أكثم بن صيفي في وصية له: يا بنىّ لا تنفرجوا عند الشدائد انفراج الرّاس فانّكم بعد ذلك لا تجتمعون على عزّ و في معناه أقوال:

الأوّل ما عن ابن دريد و هو إنّ الرّاس إذا انفرج عن البدن لا يعود.

الثّانى ما عن المفضل أنّ الرّاس اسم رجل ينسب إليه قرية من قرى الشّام يقال لها بيت الرأس تباع فيها الخمر، و هذا الرّجل قد انفرج عن قومه و مكانه فلم يعد فضرب به المثل.

الثّالث أنّ الرّاس إذا انفرج بعض عظامه من بعض كان بعيدا عن الالتيام و العود إلى الصّحة.

الرابع ما عن القطب الرّاوندي و هو أنّه أراد به انفرجتم عني رأسا أى قطعا، وردّه الشّارح المعتزلي بأنّ رأسا لا يعرف.

الخامس ما عنه أيضا من أنّ المعنى انفراج رأس من ادنى رأسه إلى غيره ثمّ حرف راسه عنه، وردّه الشّارح أيضا بأنه لا خصوصية في الرّاس في ذلك فانّ اليد و الرّجل إذا ادنيتهما من شخص ثمّ حرفتهما عنه فقد تفرّج ما بين ذلك العضو و بينه، فاىّ معنى لتخصيص الرّاس بالذّكر.

السّادس أنّ المعنى انفراج من يريد أن ينجو برأسه.

السابع انّ المراد انفراج المرأة عن راس ولدها حالة الوضع، فانّه حينئذيكون«» في غاية الشدّة نظير قوله عليه السّلام في موضع آخر: انفراج المرأة عن قبلها.

الثّامن أنّ الرّاس الرّجل العزيز، لأنّ الاعزّاء لا يبالون بمفارقة أحد، و على أىّ تقدير فالمقصود شدّة تفرّقهم عنه عليه السّلام (و اللّه انّ امرء يمكّن عدوّه من نفسه) حال كونه (يعرق لحمه) و يأكله (و يهشّم عظمه) و يكسّره (و يفرى جلده) و يقطعه أى يسلّط عدوه عليه بالنّهب و الاسر و الاستيصال (لعظيم عجزه) و (ضعيف ما) يعنى قلبه الذي (ضمّت عليه جوانح صدره) ثمّ خاطبهم بخطاب مجمل من غير تعيين للمخاطب تقريعا و تنفيرا لهم عمّا يلزمهم من الأحوال الرّدية بتمكينهم العدوّ من أنفسهم فقال: (أنت فكن ذاك ان شئت) أى أنت أيّها الممكّن من نفسه و المسّلط له عليه كن ذاك المرء الموصوف بالعجز و الجبن و الضّعف.

و يأتي في رواية الأمالى و كتاب الغارات أنّ المخاطب بذلك هو الأشعث و لا باس بأن يكون الخطاب له و المقصود عمومه لكلّ من أمكن العد و تنفيرا و توبيخا و تبكيتا (فامّا أنا فو اللّه) لا اتحمّل ذلك التّخاذل و لا احتمل أن امكّن عدوّي من نفسي و اسلّطه علىّ يفعل ما يشاء و يريد و (دون ان اعطى ذلك ضرب ب) السّيوف (المشرفيّة) الذى (تطير منه فراش الهام و تطيح) به (السّواعد و الأقدام و يفعل اللّه بعد ذلك) الجهاد و المناجزة (ما يشاء) من جعل الغلبة لى أو للعدوّ على ما يقتضيه الحكمة البالغة و المصلحة الكاملة.

(أيّها النّاس إنّ لي عليكم حقا) يجب عليكم القيام به (و لكم علىّ حقّ) مثله (فأمّا حقّكم) الذى (علىّ ف) أمور أربعة.

الأوّل (النّصيحة لكم) في السّر و العلانية و حثكم على محاسن الاخلاق و مكارم الآداب و ترغيبكم على ما فيه حسن الثواب في المعاش و المآب (و) الثاني (توفير فيئكم عليكم) و تفريقه فيكم بالقسط و العدل من دون حيف فيه و ميل (و)الثّالث (تعليمكم) ما فيه صلاح حالكم في المعاش و المعاد (كيلا تجهلوا و) الرابع (تأديبكم) بالآداب الشّرعية (كيما تعلموا) و تعملوا.

(و أما حقى) الذى (عليكم ف) أربعة أيضا الأوّل (الوفاء بالبيعة) الذى هو أهمّ الامور و به حصول النّظام الكلّي (و) الثاني (النصيحة) لى (في المشهد و المغيب) و الذبّ عنى في الغيبة و الحضور (و) الثّالث (الاجابة) لدعائي (حين أدعوكم) من غير تثاقل فيه و توان و فتور (و) الرّابع (الطاعة) لامرى (حين امركم) و الانتهاء عن نهيى حين انهيكم.

و غير خفىّ أنّ منفعة هذه الامور ايضا عايدة اليهم في الحقيقة إمّا في الدّنيا و إمّا في الآخرة إذ قيامهم بها يوجب انتظام الحال و حسن المآل، و مخالفتهم فيها يوجب خذلان الدّنيا و حرمان الآخرة و اختلال الحال مع شدّة النّكال.

تنبيه

قيل آكد الاسباب في تقاعد النّاس عن أمير المؤمنين أمر المال فانّه عليه السّلام لم يكن يفضل شريفا على مشروف، و لا عربيّا على عجميّ و لا يصانع الرّؤساء و امراء القبايل كما يصنع الملوك و لا يستميل أحدا إلى نفسه، و كان معاوية بخلاف ذلك فترك النّاس عليّا و التحقوا بمعاوية، فشكى عليّ عليه السّلام إلى الاشتر تخاذل اصحابه و فرار بعضهم إلى معاوية.

فقال الاشتر: يا أمير المؤمنين إنا قاتلنا أهل البصرة و أهل الكوفة و رأى النّاس واحدة، و قد اختلفوا بعد و تعادوا و ضعفت النيّة و قلّ العدد و أنت تأخذهم بالعدل و تعمل فيهم بالحقّ و تنصف الوضيع من الشّريف، فليس للشّريف عندك فضل منزلة على الوضيع، فضجّت طائفة ممّن معك إذ عموا به و اغتمّوا من العدل إذ صاروا فيه.

و رأوا صنايع معاوية عند أهل الغناء و الشّرف فتاقت أنفس النّاس إلى الدّنيا و قلّ من ليس للدّنيا بصاحب و أكثرهم يحتوي الحقّ و يشترى الباطل و يؤثر الدّنيا، فان تبذل المال يا امير المؤمنين يميل إليك أعناق الرّجال و تصفو نصيحتهم لك،و يستخلص ودّهم صنع اللّه لك يا امير المؤمنين و كبت أعدائك و فرق جمعهم و اوهن كيدهم و شتت امورهم وَ إِنَّ كُلًّا لَمَّا فقال عليّ عليه السّلام أمّا ما ذكرت من عملنا و سيرتنا بالعدل فانّ اللّه يقول: «مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ» و أنا من أن أكون مقصّرا فيما ذكرت أخوف.

و أمّا ما ذكرت من أنّ الحقّ ثقل عليهم ففارقونا لذلك فقد علم اللّه انّهم لم يفارقونا من جور و لا لجئوا إذا فارقونا إلى عدل و لم يلتمسوا إلّا دنيا زايلة عنهم كان قد فارقوها و ليسألن يوم القيامة: الدّنيا أرادوا، أم للّه عملوا.

و أمّا ما ذكرت من بذل الأموال و اصطناع الرّجال فانّه لا يسعنا أن نؤتي امرأ من الفى‏ء اكثر من حقّه و قد قال اللّه سبحانه و قوله الحقّ: «كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ» و قد بعث اللّه محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فكثّره بعد القلّة، و أعزّ فئته بعد الذّلة و إن يرد اللّه أن يولينا هذا الأمر يذلل لنا صعبه و يسهل لنا حزنه و أنا قايل من رأيك ما كان للّه عزّ و جلّ رضا و أنت من امن النّاس عندى و انصحهم لي و أوثقهم في نفسي إن شاء اللّه.

أقول: و يؤيد ذلك ما رواه الكليني في كتاب الرّوضة من الكافي عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال انّ مولى لأمير المؤمنين سأله مالا فقال يخرج عطائى فاقاسمك هو «عطائى خ ل» فقال: لا اكتفى و خرج إلى معاوية فوصله، فكتب إلى امير المؤمنين عليه السّلام يخبره بما أصاب من المال، فكتب إليه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه: أمّا بعد فانّ ما في يدك من المال قد كان له أهل قبلك و هو صائر إلى أهل بعدك و إنّما لك منه ما مهّدت لنفسك فاثر نفسك على صلاح ولدك، فانّما أنت جامع لاحد رجلين إمّا رجل عمل فيه بطاعة اللّه فسعد بما شقيت، و إمّا رجل عمل‏فيه بمعصية اللّه فشقى بما جمعت له، و ليس من هذين أحد بأهل أن تؤثره على نفسك و لا تبرد«» له على ظهرك، فارج لمن مضى برحمة اللّه، وثق لمن بقى برزق اللّه.

و في الرّوضة أيضا عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن جعفر العقبىّ رفعه قال: خطب أمير المؤمنين عليه السّلام فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال: ايّها النّاس إنّ آدم لم يلد عبدا و لا أمة، و إنّ النّاس كلّهم أحرار و لكن اللّه خوّل«» بعضكم فمن كان له بلاء فصبر في الخير فلا يمنّ به على اللّه جلّ و عزّ الا و حضر شي‏ء و نحن مسوّون فيه بين الأسود و الأحمر.

فقال مروان لطلحة و الزّبير: أراد بهذا غير كما، قال فأعطى كلّ واحد ثلاثة دنانير و أعطى رجلا من الأنصار ثلاثة دنانير، و جاء بعد غلام اسود فأعطاه ثلاثة دنانير، فقال الأنصارى يا أمير المؤمنين هذا غلام اعتقته بالامس تجعلنى و إياه سواء فقال إنّى نظرت في كتاب اللّه فلم أجد لولد إسماعيل على ولد اسحاق فضلا.

و في شرح المعتزلي عن هارون بن سعد قال قال عبد اللّه بن جعفر بن ابي طالب لعليّ عليه السّلام يا أمير المؤمنين لو أمرت لي بمعونة أو نفقة فو اللّه مالي نفقة إلّا أن أبيع دابّتي، فقال عليه السّلام: لا و اللّه ما أجد لك شيئا إلّا أن تأمر عمّك يسرق فيعطيك.

و عن عليّ بن يوسف المدايني إنّ طايفة من أصحاب علىّ مشوا إليه فقالوا: يا أمير المؤمنين اعط هذه الأموال و فضّل هؤلاء الأشراف من العرب و قريش على الموالى و العجم، و استمل من تخاف خلافه من النّاس و فراره، و إنّما قالوا له ذلك لما كان معاوية يصنع في المال.

فقال لهم أ تامرونني أن أطلب النّصر بالجور، لا و اللّه لا افعل ما طلعت شمس‏ و ما لاح في السّماء نجم، و اللّه لو كان المال لي لواسيت بينهم فكيف و إنّما هي اموالهم، ثمّ سكت طويلا و اجما، ثمّ قال: الأمر أسرع من ذلك قالها ثلاثا.

و يأتي رواية هذا الكلام في الكتاب إنشاء اللّه من السّيد بنحو آخر و هو المأة و السادس و العشرون من المختار في باب الخطب.

تكملة

اعلم انّ هذه الخطبة رواها المحدّث المجلسي في المجلد السّابع عشر من البحار من كتاب مطالب السؤول لمحمّد بن طلحة إلى قوله و يفعل اللّه بعد ذلك ما يشاء، و روى فقراتها الأخيرة السّيد المحدّث البحراني في كتاب غاية المرام من كتاب سليم بن قيس الهلالي في ضمن حديث طويل، و رواها المحدّث المجلسي ايضا في المجلد الثامن من البحار من كتاب سليم بن قيس الهلالي ايضا، و سيأتى نقل تلك الرّواية في التذييل الثّاني من تذييلي الكلام السّابع و الثلاثين، و رواها فيه ايضا من كتاب الغارات بزيادة و نقصان احببت روايتها هنا على ما هو دأبنا في هذا الشّرح.

فأقول في البحار من كتاب الغارات باسناده عن جندب، و من مجالس المفيد عن الكاتب عن الزّعفراني عن الثقفي عن محمّد بن إسماعيل عن زيد بن المعدّل عن يحيى بن صالح عن الحرث بن حصيرة عن أبي صادق عن جندب بن عبد اللّه الازدي قال سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يقول لأصحابه و قد استنفرهم أياما إلى الجهاد فلم ينفروا: أيّها النّاس انّى قد استنفرتكم فلم تنفروا، و نصحت لكم فلم تقبلوا، فأنتم شهود كأغياب، و صمّ ذووا أسماع، أتلو عليكم الحكمة، و أعظكم بالموعظة الحسنة، و أحثكم على جهاد عدّوكم الباغين، فما اتى على آخر منطقى حتّى أراكم متفرّقين أيادي سبا، فاذا أنا كففت عنكم عدتم إلى مجالسكم حلقا«» عزين‏تضربون الامثال و تتاشدون الاشعار، و تسألون الاخبار، قد نسيتم الاستعداد للحرب، و شغلتم قلوبكم بالاباطيل تربّت أيديكم، اغزوا القوم من قبل أن يغزوكم فو اللّه ما غزى قوم قط في عقر ديارهم إلّا ذلوا.

و ايم اللّه ما اريكم تفعلون حتّى يفعلون، و لوددت أنّى لقيتهم على نيّتي و بصيرتي فاسترحت من مقاساتكم فما أنتم إلّا كابل جمة ضلّ«» راعيها، فكلّما ضمّت من جانب انتشرت من جانب آخر، و اللّه لكأني بكم لو حمس الوغا و احم«» الباس قد انفرجتم عن عليّ بن ابي طالب انفراج الرّاس و انفراج المرأة عن قبلها.

فقام إليه أشعث بن قيس الكندى فقال له: يا أمير المؤمنين فهلّا فعلت كما فعل ابن عفان فقال عليه السّلام له: يا عرف النّار و يلك إنّ فعل ابن عفّان لمخزاة على من لا دين له و لا حجّة معه فكيف و أنا على بيّنة من ربى، الحقّ في يدي و اللّه انّ امرأ يمكّن عدوّه من نفسه يخذع«» لحمه و يهشم عظمه و يفري جلده و يسفك دمه لضعيف ما ضمّت عليه جوانح صدره أنت فكن كذلك إن أحببت فأما أنا فدون أن أعطى ذلك ضرب بالمشر في يطير منه فراش الهام و تطيح منه الأكفّ و المعاصم و يفعل اللّه بعد ما يشاء.

فقام أبو أيوّب الأنصارى خالد بن زيد صاحب منزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال:

 

أيّها الناس إنّ أمير المؤمنين قد أسمع من كانت له اذن واعية و قلب حفيظ، إنّ اللّه قد اكرمكم بكرامة لم تقبلوها حقّ قبولها، إنّه نزل بين أظهركم ابن عمّ نبيّكم و سيّد المسلمين من بعده يفقهكم في الدّين و يدعوكم إلى جهاد المحلسين.«» فكانّكم صمّ لا يسمعون أو على قلوبكم غلف مطبوع عليها فانتم لا تعقلون، أفلا نستحيون عباد اللّه أ ليس انما عهدكم بالجور و العدوان أمس قد شمل البلاء و شاع في البلاد قد دحق محروم و ملطوم وجهه و موطاء بطنه و يلقى بالعراء تسفى عليه الأعاصير لا يكنه من الحرّ و القرّ و صهر«» الشّمس و الضّح إلا الأثواب الهامدة و بيوت الشّعر البالية.

حتّى جائكم اللّه بأمير المؤمنين عليه السّلام فصدع بالحق و نشر العدل و عمل بما في الكتاب، يا قوم فاشكروا نعمة اللّه عليكم و لا تولّوا مدبرين، و لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا و هم لا يسمعون، اشحذوا السّيوف، و استعدّوا لجهاد عدوّكم، فاذا دعيتم فأجيبوا، و إذا امرتم فاسمعوا و أطيعوا، و ما قلتم فليكن ما اضمرتم عليه تكونوا بذلك من الصّادقين.

الترجمة

از جمله خطب آن حضرتست در طلب خروج مردمان بمحاربه اهل شام كه مى‏ فرمايد: اف و پريشانى باد مر شما را بتحقيق كه من ملول شدم از عتاب كردن شما آيا راضى شديد بزندگانى دنيا از حيثيت عوض شدن در آخرت، و بذلت از حيثيت بدل بودن از عزت، هر وقت كه شما را دعوت ميكنم بجنگ دشمنان خودتان چشمهاى شما مى‏ گردد بمنزله اين كه شما از شدّت مرگ در گرداب سخت افتاده ‏ايدو در غفلت و مدهوشى فرو رفته‏ ايد، در حالتى كه بسته مى ‏شود بر شما خطاب كردن با من.

پس متحير و سرگردان مى‏ مانيد در سخن گفتن و گويا قلبهاى شما مجنونست و ديوانگى عارض او شده پس شما عقل نداريد و نمى‏ فهميد و نيستيد شما از براى من معتمد و محل وثوق ابدا، و نيستيد شما ركنى كه ميل شده باشد بشما در دفع اعداء، و نيستيد يارى دهندگان عزت كه احتياج پيدا شود بشما، نيستيد مگر بمنزله شترانى كه گمشده باشد راعيان ايشان پس هر گاه جمع كرده شوند آن شترها از طرفى پراكنده ميشوند بطرف ديگر.

قسم ببقاى خدا كه بزبانهاى آتش حزبيد شما، مكر ميكنند بشما دشمنان و شما مكر نمى‏ كنيد بايشان، و نقصان مى ‏پذيرد اطراف بلاد شما بجهت قتل و غارت أعداء و شما غضب و خشم نمى‏ گيريد از بى غيرتى و بى ‏حميتى، خواب كرده نمى شود از شما يعنى دشمنها جهت كشتن شما چشم بالاى هم نمى‏ گذارند و شما در خواب غفلت حيرانيد، و مغلوب شدند بخدا سوگند فرو گذارندگان حرب با دشمنان.

و سوگند بحق خدا بدرستى كه گمان مى‏ برم بشما آنكه سخت شود كار جنگ و گرم گردد معركه مرگ جدا مى ‏شويد از پسر أبي طالب جدا شدن سر از بدن، قسم بذات خدا بدرستى مردى كه متمكن سازد دشمن خود را از نفس خود در حالتى كه بخورد آن دشمن گوشت او را. و بشكند استخوان او را، و پاره پاره كند پوست او را، هر آينه بزرگست عجز آن مرد و سست است آن چيزى كه فراهم آورده شده است بر آن چيز جوانب سينه او.

يعنى ضعيف القلب و جبانست پس تو باش مثل اين عاجز كاهل اگر خواهى متصف باشى باين صفات، پس أما من بحق خدا كه متحمل اين نمى‏ شوم و نزد اين حال كه بدهم بدشمن تمكين و تسلط را، پس زد نيست بشمشير مشرفى كه به پرد از و كاسه سر و تباه شود از او ساعدها و قدمها، و ميكند خداوند بعد از اين حال‏آن چيزى را كه بخواهد بمقتضاى حكمت بالغه خود.

اى مردمان بدرستى كه مرا بر شما حقى است و شما راست بر من حقى، پس أما حق شما بر من پس نصيحت كردن من است بر شما در نهان و آشكار و تمام كردن غنيمت شماست بر شما و تعليم دادنست بر شما تا اين كه جاهل نشويد و ادب دادنست بر شما تا اين كه عالم شويد و عمل نمائيد، و أما حق من بر شما پس وفا كردن شماست بر بيعت، و اخذ نصيحت است در حضور و غيبت و جواب دادنست در زمانى كه خوانم شما را و فرمان بردارى نمودنست در زمانى كه فرمايم شما را و اللّه اعلم بالصواب.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.