خطبه ۱۰۰ شرح ابن میثم بحرانی

و من خطبه له علیه السّلام

القسم الأول
انْظُرُوا إِلَى الدُّنْیَا نَظَرَ الزَّاهِدِینَ فِیهَا- الصَّادِفِینَ عَنْهَا- فَإِنَّهَا وَ اللَّهِ عَمَّا قَلِیلٍ تُزِیلُ الثَّاوِیَ السَّاکِنَ- وَ تَفْجَعُ الْمُتْرَفَ الآْمِنَ- لَا یَرْجِعُ مَا تَوَلَّى مِنْهَا فَأَدْبَرَ- وَ لَا یُدْرَى مَا هُوَ آتٍ مِنْهَا فَیُنْتَظَرَ سُرُورُهَا مَشُوبٌ بِالْحُزْنِ- وَ جَلَدُ الرِّجَالِ فِیهَا إِلَى الضَّعْفِ وَ الْوَهْنِ- فَلَا یَغُرَّنَّکُمْ کَثْرَهُ مَا یُعْجِبُکُمْ فِیهَا- لِقِلَّهِ مَا یَصْحَبُکُمْ مِنْهَا- رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً تَفَکَّرَ فَاعْتَبَرَ- وَ اعْتَبَرَ فَأَبْصَرَ- فَکَأَنَّ مَا هُوَ کَائِنٌ مِنَ الدُّنْیَا عَنْ قَلِیلٍ لَمْ یَکُنْ- وَ کَأَنَّ مَا هُوَ کَائِنٌ مِنَ الْآخِرَهِ- عَمَّا قَلِیلٍ لَمْ یَزَلْ- وَ کُلُّ مَعْدُودٍ مُنْقَضٍ- وَ کُلُّ مُتَوَقَّعٍ آتٍ- وَ کُلُّ آتٍ قَرِیبٌ دَانٍ

اللغه
أقول: صدف: أعرض. و ثوى بالمکان: أقام به. و الفجیعه: المصیبه. و الجلد: القوّه.

و حاصل الفصل تزهید الدنیا و التحذیر منها
فأمرهم أن ینظروا إلیها نظر الزاهدین فیها المعرضین عنها أمر لهم بترکها و احتقارها إلّا بمقدار الضروره إلى ما تقوم به الضروره ثمّ أردفه بذکر معایبها المنفرّه:

فالأوّل: إزالتها للمقیم بها المطمئنّ إلیها عمّا رکن إلیه منها.

الثانی: فجیعتها للمترف المتنعّم بها الّذی خدعته بأمانیها حتّى أمن فیها بسلب ما رکن إلیه و أمن علیه.

الثالث: کونها لا یرجع ما تولّى منها فأدبر من شباب و صحّه و مال و عمر و نحوه. الرابع: کونها لا یدرى ما هو آت من مصائبها فینتظر و یحترز منه. الخامس: شوب سرورها بالحزن.

إذ کان مسرورها لا یعدم فی کل أوان فوت مطلوب أو فقد محبوب. السادس: انتهاء قوّه أهلها و جلدهم إلى الضعف کما قال تعالى «ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّهٍ ضَعْفاً وَ شَیْبَهً»«» و زهّد بعض الصالحین فی الدنیا فقال: عیش مشوب بسقم منساق إلى هرم مختوم بعدم مستعقب بندم هل یجوز التنافس فیه. ثمّ نهى عن الاغترار بکثره ما یعجبهم منها و علّل حسن ذلک الانتهاء بقلّه ما یصحبهم منها فإنّ المنافسه إنّما ینبغی أن یکون باقیلا للإنسان حیث کان کان، و أشار بقلیل ما یصحبهم منها إلى الکفن و نحوه. ثمّ دعا لمن تفکّر فأفاده فکره عبره: أى انتقال ذهن إلى ما هو الحقّ من وجوب ترک الدنیا و العمل للآخره فإفاده ذلک الانتقال إدراکا للحقّ و مشاهده ببصر البصیره له ثمّ أردفه بتشبیه وجود متاع الدنیا الحاضر بعدمه تنبیها على سرعه لحوق عدمه بوجوده فکأنّ وجوده شبیه بأن لم یکن لسرعه زواله و کذلک تشبیه عدم الآخره الآن و ما یلحق فیها من الثواب و العقاب بوجودها الدائم: أى کأنّها لسرعه وجودها و لحوقها لم تزل موجوده، و نبّه بقوله: و کلّ معدود منقض. على انقضاء مدد الأعمار لکونها معدوده الأیّام و الساعات و الأنفاس. و قوله: و کلّ متوقّع آت و کلّ آت قریب دان. فی صوره الضرب الأوّل من الشکل الأوّل. و نتیجته فکلّ متوقّع قریب دان.
و الإشاره به إلى الموت و ما بعده.


القسم الثانی
الْعَالِمُ مَنْ عَرَفَ قَدْرَهُ- وَ کَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَلَّا یَعْرِفَ قَدْرَهُ- وَ إِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لَعَبْداً- وَکَلَهُ اللَّهُ إِلَى نَفْسِهِ- جَائِراً عَنْ قَصْدِ السَّبِیلِ- سَائِراً بِغَیْرِ دَلِیلٍ- إِنْ دُعِیَ إِلَى حَرْثِ الدُّنْیَا عَمِلَ- وَ إِنْ دُعِیَ إِلَى حَرْثِ الْآخِرَهِ کَسِلَ- کَأَنَّ مَا عَمِلَ لَهُ وَاجِبٌ عَلَیْهِ- وَ کَأَنَّ مَا وَنَى فِیهِ سَاقِطٌ عَنْهُ

المعنى
أقول: حصر العالم فیمن عرف قدره، و أراد بقدره مقداره من ملک اللّه و محلّه من الوجود، و لمّا کان عرفانه بذلک مستلزما لمعرفته بنسبته إلى مخلوقات اللّه فی العالمین و أنّه أیّ شی‏ء هو منها، و لأىّ شی‏ء وجد لا جرم کان هو العالم اللازم لحدّه السالک لما امر به غیر المتعدّى طوره المرسوم له فی کتاب ربّه و سنن أنبیائه. و قوله: و کفى بالمرء جهلا أن لا یعرف قدره. لمّا کان العلم مستلزما لمعرفه القدر کان عدم معرفه القدر مستلزما لعدم العلم و هو الجهل لأنّ نقیض اللازم یستلزم نقیض الملزوم، و قوله: و کفى بذلک الجهل. إشاره إلى قوّته و استلزامه للعذاب. و قوله: و إنّ من أبغض الرجال إلى اللّه. إلى قوله: قصد السبیل. قد سبق بیانه. و قوله: سائرا بغیر دلیل. کنّى بالدلیل عن أئمّه الهدى و المرشدین إلى اللّه، و یدخل فی ذلک الکتاب و السنّه. فإنّ من سار فی معاملته للّه أو لعباده بغیر دلیل منهما کان من الهالکین. و قوله: إن دعى. إلى آخره. استعار لفظ الحرث لأعمال الدنیا و أعمال الآخره، و وجه المشابهه کونها مستلزمه للمکاسب الاخرویّه و الدنیویّه کما أنّ الحرث کذلک، ثمّ شبّه ما عمل له من حرث الدنیا بالواجب علیه فی مبادرته إلیه و مواظبته علیه، و شبّه ما ا قصّر عنه من حرث الآخره بالساقط عنه فرضه فی تکاسله و قعوده عنه مع أنّ الأمر منه ینبغی أن یکون بالعکس. و باللّه التوفیق.

القسم الثالث
و منها: وَ ذَلِکَ زَمَانٌ لَا یَنْجُو فِیهِ إِلَّا کُلُّ مُؤْمِنٍ نُوَمَهٍ- إِنْ شَهِدَ لَمْ یُعْرَفْ وَ إِنْ غَابَ لَمْ یُفْتَقَدْ- أُولَئِکَ مَصَابِیحُ الْهُدَى وَ أَعْلَامُ السُّرَى- لَیْسُوا بِالْمَسَایِیحِ وَ لَا الْمَذَایِیعِ الْبُذُرِ- أُولَئِکَ یَفْتَحُ اللَّهُ لَهُمْ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ- وَ یَکْشِفُ عَنْهُمْ ضَرَّاءَ نِقْمَتِهِ- أَیُّهَا النَّاسُ سَیَأْتِی عَلَیْکُمْ زَمَانٌ- یُکْفَأُ فِیهِ الْإِسْلَامُ کَمَا یُکْفَأُ الْإِنَاءُ بِمَا فِیهِ- أَیُّهَا النَّاسُ- إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَاذَکُمْ مِنْ أَنْ یَجُورَ عَلَیْکُمْ- وَ لَمْ یُعِذْکُمْ مِنْ أَنْ یَبْتَلِیَکُمْ- وَ قَدْ قَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ- إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ وَ إِنْ کُنَّا لَمُبْتَلِینَ

قال الشریف: قوله علیه السّلام: «کل مؤمن نومه» فانما أراد به الخامل الذکر القلیل الشر، و المساییح: جمع مسیاح، و هو الذى یسیح بین الناس بالفساد و النمائم، و المذاییع: جمع مذیاع، و هو الذى إذا سمع لغیره بفاحشه أذاعها و نوه بها، و البذر: جمع بذور و هو الذى یکثر سفهه و یلغو منطقه.

اللغه
أقول: النومه: کثیر النوم، و روى نومه بسکون الواو. و هو ضعیف. و کفأت الإناء: قلّبته لوجهه،

المعنى
و کنّى بالنومه عن خامل الذکر بین الناس المشتغل بربّه عنهم کما فسّره علیه السّلام بقوله: إن شهد لم یعرف و إن غاب لم یفتقد، و أشار بأولئک إلى کلّ مؤمن کذلک، و استعار لهم لفظ المصابیح و الأعلام لکونهم أسباب الهدایه فی سبیل اللّه، و قد سبق ذلک. و قوله: لیسوا بالمساییح. إلى قوله: ضرّاء نقمته. ظاهر. و قد فسّر السیّد- رضوان اللّه علیه- مشکله. و قوله: أیّها الناس. إلى قوله: الإناء بما فیه. إخبار بما سیکون من فساد أهل الزمان و ما یکون فیه من الفتن و ترک الدین کما سبق إشاراته، و شبّه قلبهم للزمان بقلب الإناء بما فیه و وجه الشبه خروج الإسلام عن کونه منتفعا به بعد ترکهم للعمل به کما یخرج ما فی الإناء الّذی کبّ عن الانتفاع. و أحسن بهذا التشبیه. فإنّ الزمان للإسلام کإناء للماء، و أشار إلى‏ أنّ ذلک لیس بظلم بقوله: إنّ اللّه قد أعاذکم من أن یجور علیکم فی قوله تعالى «وَ ما رَبُّکَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ»«» إنّ ذلک ابتلاء منه یبتلى به عباده کما قال تعالى «إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ وَ إِنْ کُنَّا لَمُبْتَلِینَ»«» فمن صبر نفعه صبره و من کفر فعلیه کفره، و قد عرفت معنى ابتلاء اللّه لخلقه و فائدته فلا وجه لإعادته. و باللّه التوفیق.

شرح نهج البلاغه(ابن میثم بحرانی)، ج ۳ ، صفحه‏ى ۱۸

 

بازدیدها: ۶

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.